نجحت الأجهزة الأمنية بمحافظة الشرقية، أمس، فى كشف غموض واقعة مقتل طفل عقب اختفائه، لمدة ثلاثة أيام، فى إحدى قرى مدينة أبوكبير، حيث تبين قيام سائق باختطافه حال توجهه لمكتب تحفيظ القرآن، لطلب فدية مالية من أسرته، وأثناء ذلك صرخ الطفل، فقتله دون رحمة، ودفن جثته داخل حجرة تربية طيور، وبيده المصحف. تعود أحداث الواقعة؛ حين تلقى اللواء هشام خطاب، مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن الشرقية، إخطارًا من مأمور مركز شرطة أبوكبير، يفيد بورود بلاغ عن اختفاء الطفل «أنس أحمد محمد حسين أحمد»، المقيم بقرية نزلة خيال، بدائرة المركز، وورود اتصال هاتفى لجده: محمد حسين أحمد إبراهيم، 63 عامًا، مهندس زراعى بالمعاش، ومقيم بذات الناحية، من مجهول يطلب منه فدية مالية، قدرها 2 مليون جنيه. فتم تشكيل فريق بحث، بالتنسيق مع فرع الأمن العام، وفرع بحث الشمال، ومن خلال التحرى حول والد المجنى عليه، وحصر وفحص علاقاته وخلافاته، وتحديد طبيعة عمله، ومحل إقامته، وفحص خط سير الطفل المجنى عليه، والاستعانة بالتقنيات الحديثة، فى تتبع الهواتف المحمولة، والمصادر السرية الموثوق بها لدى أجهزة المباحث، تبين أن مرتكب الواقعة هو المدعو: يحيى إبراهيم محمد إسماعيل، 42 عامًا، سائق توك توك، ومقيم بقرية نزلة خيال، بدائرة المركز. وعقب تقنين الإجراءات الأمنية تم القبض عليه، وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات اعترف بأنه دبر لواقعة خطف الطفل المجنى عليه، لطلب فدية مالية لمروره بضائقة مادية وتمهيدًا لذلك طرد زوجته وبناته الأربع من المنزل، وأنه ظهر فى 1/8/2016، أثناء مرور الطفل المجنى عليه من أمام بيته، حال توجهه لمكتب تحفيظ القرآن الكريم بالقرية، جذبه المتهم لداخل المنزل، لإخفائه لطلب فدية مالية من أهله إلا أن الطفل قام بالصياح والصراخ فقام المتهم بضرب الطفل بيده بقوة على رأسه خشية من افتضاح أمره بين الناس، فأفقده الوعى، ولف رقبته بقصد كسرها، وخنقه بحبل تحصل عليه من داخل المنزل، مما أدى لوفاته فى الحال. وبعدها دفن المتهمُ الجثةَ، داخل حجرة بمنزله، تُستَخدَم فى تربية الطيور، وعقب ذلك قام بالاتصال بأهلية الطفل القتيل لطلب فدية مالية، مقابل إعادته لهم مرة أخرى، وأخفى الهاتف المحمول والشريحة المستخدمة فى ذلك، وأرشد عن مكان الجثة، وباستخراجها ومناظرتها بمعرفة رجال الشرطة، تبين أن الطفل القتيل ممسكًا بمصحف ووجود حبل ملفوف حول رقبته، وفى حالة تعفن تام، كما أرشد أيضًا عن مكان الهاتف المحمول، وبداخله الشريحة المستخدمة فى مساومة أهلية الطفل المجنى، عليه حيث كان يخفيها بأرضه الزراعية الكائنة بأطراف القرية. كلفت المباحث بالتحرى عن الواقعة، ومعرفة ظروفها وملابساتها، وتطوير مناقشة المتهم، للوقوف على حجم نشاطه الإجرامى، وتحرر عن ذلك المحضر للازم وتولت النيابة العامة التحقيق.