قررت جنوب أفريقيا، التي يعانى ربع سكانها من البدانة، فرض ضريبة على المشروبات الغازية في محاولة لمكافحة السمنة، إلا أن المستهلكين والمتخصصين في القطاع الصحي يتوقعون فشل هذا الإجراء. وتأتى جنوب أفريقيا على رأس قائمة طويلة من الدول التي تكافحه السمنة على مستوى القارة الأفريقية من خلال تقليص استهلاك المشروبات الغازية نظرا لاحتوائها على كميات كبيرة من السكر. وكان وزير المالية الجنوب أفريقى برافين جوردهان قد أعلن عن تطبيق هذه الضريبة اعتبارا من أبريل 2017 ويهدف هذا الإجراء إلى تشجيع مدمني المشروبات الغازية على تغيير عاداتهم الغذائية وتقليص الفاتورة الطبية الناجمة عن الأمراض المتصلة بالبدانة. وأوضح جوردهان أن البدانة الناجمة عن الاستهلاك المفرط للسكر تمثل مشكلة عالمية، خلال السنوات الثلاثين الماضية، تفاقمت هذه المشكلة على نحو مطرد في جنوب أفريقيا التي تحتل المرتبة الأخيرة على هذا الصعيد في دول أفريقيا جنوب الصحراء. بينما كشفت الأخصائية الجنوب أفريقية في أمراض الغدد الصماء تيس دير ميروى تشكيكها بجدوى هذه الضريبة الجديدة موضحة أن المشكلة أصبحت بمثابة وباء إذ أن نحو 15 % من سكان جنوب أفريقيا يعانون البدانة المرضية أي أن مؤشر كتلة الجسم لديهم (قسمة الوزن بالكيلوجرام على مربع الطول بالمتر) يفوق مستوى40. وأشارت الصحة العالمية إلى أن البدانة لدى الأطفال أصبحت "كابوسا متفجرا" في البلاد النامية، فقد تضاعف عدد الأطفال دون سن الخامسة ممن يعانون الوزن الزائد أو البدانة بين عامي 1990 و2014 إذ ارتفع من 5، 4 مليون إلى 10، 3 مليون. وحذر باحثون دوليون من أن البدانة التي وصفوها بالوباء قد أصبحت خارج السيطرة، وجاء هذا التحذير في اليوم الختامي لمؤتمر البدانة في العالم الذي عقد في قارة أفريقيا وخصص لمناقشة ارتفاع عدد البدناء في الدول النامية. وكشف الباحثون أن معدلات الإصابة بالبدانة ترتفع في كل مكان، كما وجدوا أن هناك أكثر من 300 مليون شخص من البالغين حول العالم مصابون بالبدانة كما أنهم يعانون من أمراض متعلقة بحالتهم مثل مرض السكرى والقلب واضطراب النوم. وحذر الأطباء الذين حضروا المؤتمر من أنه إن لم تتحرك الحكومات لإيقاف هذا الانتشار الوبائي للسمنة فإن خدمات الرعاية الصحية في كل الدول المتقدمة والنامية سوف تعجز عن تقديم العناية اللازمة للأشخاص المصابين بأمراض السمنة. وخلص الأطباء إلى أن رجلا واحدا من كل ثلاثة رجال وأكثر من نصف النساء في جنوب أفريقيا يعانون من زيادة الوزن والبدانة ما يعنى أنهم يعانون من نفس نسبة البدانة المنتشرة في الولاياتالمتحدة، كما رصدت الدراسة أن نسبة 40% من المواطنين في المغرب يعانون من البدانة، ويعاني 12% من المواطنين في كينيا من البدانة، بينما يتراوح عدد البدناء في نيجيريا بين 6% و8%.