القبض على قياداتهم أفقدهم تأثيرهم في الشارع بعد 30 يونيو بدأ ظهور التيار السلفي في محافظة بني سويف، مع ظهور الشيخ سيد العفاني، المقيم بقرية بني عفان بمركز بني سويف، وانتشر فكرهم منطلقًا من قرية بني عفان، وامتد مبكرًا لمركز اهناسيا، ووصل السلفيون بعد ذلك إلى ببا ثم الفشن وسمسطا، أما مركزي ناصر والواسطى فلم يصلهما المد السلفي إلا متأخرًا. وظل هذان المركزان يُصنفان على أنهما تابعان فكريًا لجماعة الإخوان، ولكن في منتصف التسعينيات وصل السلفيون إلى قرى مركز ناصر، وبدأت تظهر مساجد للسلفيين ودروس وخطباء في قرى دالاص وبني عدي ثم بندر ناصر نفسه، ثم امتد نشاطهم إلى غرب المركز في قرى المنشية والحمام والمنصورة وبني خليفة والحرجة، وهي قرى غير خاضعة للفكر الإخواني، ثم امتد التيار السلفي بعد ذلك إلى قرية البرج وكوم أبو خلاد ثم طحابوش ومؤخرًا وصل إلى قرية دنديل وبالتزامن مع مركز ناصر كان الانتشار السلفي أيضًا في مركز الواسطى، وتزامن انتشار التيار السلفي مع وجود خلافات ومنازعات بين الإخوان والسلفيين. “,”سيد العفانى“,” المؤسس للفكر السلفي ببني سويف، هو أبو التراب سيد بن حسين بن عبد الله العفاني، خرج من قرية بني عفان بمحافظة بني سويف، تتلمذ على يد شيوخ الدعوة السلفية المعاصرين كأبي إسحاق وسعيد عبد العظيم وسيد الغباشي، لكن شيخه الذي إليه يُنسب هو الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم. التحق العفاني بالتعليم النظامي حتى تخرج من كلية الطب، وكان تولى الرئيس السادات للحكم، إيذانًا ببدء انتشار أفكار التيارات الإسلامية والجماعات المختلفة في أرجاء مصر، ولقد تنقل الشيخ العفاني بين هذه الجماعات حتى استقر به المقام مع السلفيين. “,”صراع النور والمداخلة“,” بدأ يظهر في الأعوام الثلاثة الأخيرة، الفكر المدخلي، الذي يُنسب إلى ربيع بن هادئ المدخلي، اليمني الأصل، صاحب الجنسية السعودية، ولقد دارت حروب من التكفير في غرب مركز ناصر بين أنصار مدرسة الإسكندرية “,”حزب النور“,” وبين أنصار التيار المدخلي وهو تيار متشدد، ويستخدم التكفير عند اختلافه مع الخصوم. وتآكل جزء من جماهيرية مدرسة الإسكندرية، لصالح المداخلة، الذين أصبح لهم مساجد ورواد، ويتشابه فكر المداخلة في كثير من المسائل مع فكر السلفية الجهادية. “,”30 يونيو تطيح بأحلام السلفيين“,” خسر السلفيون الكثير من التعاطف الشعبي، بعد ثورة 30 يونيو، التي لم يشاركوا فيها، كما أن الإخوان يعتبرون أن مدرسة الإسكندرية بقيادة برهامي سبب رئيسي في الإطاحة بمحمد مرسي. وفي بني سويف تصاعد الهجوم الإخواني على السلفيين، فهاجم شباب الجماعة المحظورة ببني سويف، مؤتمرًا لحزب النور بالشابات المسلمات الأسبوع الماضي، كان يحضره الدكتور جلال مرَّة، والدكتور شعبان عبدالعليم، وهشام توفيق وكيل حزب النور ببني سويف، والشيخ سيد العفاني عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية. “,”تورط بعض سلفيي بني سويف في العنف“,” قال الدكتور هشام توفيق، وكيل حزب النور ببني سويف، إن عدد المقبوض عليهم من أبناء الدعوة السلفية وحزب النور بمحافظة بني سويف، وصل إلى 40 من كوادر الحزب. وأضاف أن هناك عددًا من هؤلاء من قيادات الحزب بمركز ببا ومركز بني سويف، وقال توفيق: إن هؤلاء لم يتورطوا في أي أحداث عنف. وقال اللواء إبراهيم هديب، مدير أمن بني سويف، إنه لم يتم القبض على شخص إلا وهو مدان، بالصور والفيديوهات التي تثبت تورط كل المقبوض عليهم في أحداث الحرق والتخريب في 14 أغسطس، وتم حبس عناصر الدعوة السلفية المتهمة في أحداث العنف. و زار جلال مرَّة والعفاني وشعبان عبدالعليم قادة حزب النور مديرية الأمن ببني سويف، وفشلوا في الإفراج عن عناصر الدعوة السلفية المقبوض عليهم. يُذكر أن الدعوة السلفية بدأت في مصر في عام 1972، وكان ظهورها بكثافة في عام 1977، واعتمدت في بداياتها على مجموعة من الطلبة بكلية الطب بجامعة الإسكندرية هم: أحمد فريد وسعيد عبدالعظيم ومحمد إسماعيل المقدم، ثم انضم إليهم ياسر برهامي وأحمد حطيبة، وقد كانت أول مواجهة خاضها السلفيون مع الإخوان في عام 1980عندما وقع خلاف على إقامة ندوة دينية في جامعة الإسكندرية .