يضم شارع المعز لدين الله الفاطمي مجموعة متألقة من الآثار التي تشهد على روعة المعمار المملوكي وهي "مجموعة قلاوون"، حيث تطل الواجهة الشرقية لهذه المجموعة على شارع المعز لدين الله، وتتكون من قسمين؛ البحري الواقع على يمين الداخل من الباب الرئيسي، وهي واجهة المقبرة التي دفن بها المنصور قلاوون وتعلوها القبة، والقبلي ويضم المدرسة، وبين القبة والمدرسة دهليز طويل يؤدي إلى البيمارستان "مستشفى"، والذي تبقى منه الإيوان الشرقي والإيوان الغربي، ويحتفظ بكامل روعته الأثرية المعمارية. وقد أمر بإنشاء هذه المجموعة المنصور سيف الدين قلاوون سنة 684ه "1285م"، وخصص القبة ليدفن فيها هو وأفراد أسرته، كما خصص المدرسة لإقامة الشعائر الدينية وتدريس مختلف العلوم والبيمارستان "المستشفى" لمعالجة جميع الأمراض ودراسة الطب. يعد مستشفى قلاوون أقدم مستشفى في مصر على الإطلاق، وهناك روايات كثيرة لسبب بنائه، حيث ترجح الرواية الأولى أن السلطان المنصور قد بناه في محاولة منه للتكفير عن ذنوبه حيث قتل من عوام المصريين أعدادًا هائلة على مدى 3 أيام فقط، وذلك وفق ما ذكره "ابن إياس" في كتابه "بدائع الزهور في وقائع الدهور". بينما ترى رواية أخرى حول سبب البناء "أنه أثناء وجود قلاوون في الشام وهو أمير، مرض مرضًا شديدًا فعالجه الأطباء بأدوية أحضرت من بيمارستان نور الدين محمود في دمشق فشفي. وزار قلاوون البيمارستان فأعجب به ونذر إن أتاه الله الملك أن يبني واحدًا مثله". وقد أمر السلطان ببناء البيمارستان ليؤدي وظيفته في علاج كل الأمراض ولكن في عام 1856 تم تخصيصه لعلاج أصحاب الأمراض العقلية. وكلمة بيمارستان في اللغة تعني "دار المرضى"، إلا أنه وبعد تحوله لعلاج الأمراض العقلية فقد تحول المعنى الشعبي لدى المصريين ليخصوا به المجانين والمستشفيات التي يعالجون بها حتى الآن، مع اختصاره إلى لفظ "المارستان". وقد زوّد البيمارستان بالأطباء في جميع التخصصات والممرضين والأثاث والأدوات والأدوية اللازمة. ولم يبقَ من البيمارستان اليوم غير أجزاء قليلة منها جزء من الإيوان الشرقي يحتوي على بقايا فسقية رخامية وشادروان كان مزخرفًا بالرخام الدقيق ويشبه إلى حد كبير ذلك الموجود في قصر العزيزة في باليرمو في صقلية، اكتمل بناؤه بين العامين 561 و570 ه - 1166 و1175 م. وقد اختار قلاوون لبناء البيمارستان قاعة ست الملك ابنة العزيز بالله الفاطمي والتي آلت بعد ذلك إلى مؤنسة خاتون ابنة الملك العادل الأيوبي. وكانت القاعة تقع في نهاية المجمع وتشتمل على أربعة إيوانات. تُعد القبة التي تعلو الضريح أهم جزء في هذه المجموعة، وتتكون من قاعدة مثمنة مكونة من أربع دعائم مربعة بها أربعة أعمدة رخامية مكسوة من الخارج بالرخام الدقيق المطعم بالصدف وكلا من الدعائم والأعمدة تحمل عقودًا مدببة تعلوها رقبة مثمنة ويوجد بكل ضلع منها نافذة ويعلو الرقبة قبة مستديرة والواجهة الخارجية للمجموعة من الحجر الملون الأحمر والأبيض على شكل مربعات، أما المئذنة فتتكون من ثلاثة طوابق الأول والثاني يأخذان شكل مربع والعلوي مستدير. أما المدرسة المنصورية فتوجد أمام باب القبة وتم تجديد الإيوان الشرقي بهذه المدرسة بين عامي 1916-1919م ويتكون من ثلاثة أروقة أكبرها الأوسط والسقف محمول على أعمدة رخامية تعلوها عقود حليت هي والشبابيك المستديرة فوقها بالزخارف الجصية.