تستغل الجوزات في بعض البلدان الاسيوية كأدوات منزلية مطبخية كالصحون والقدر. وبشكل عام يستغل جوز الهند لصناعة الادوية أيضا وبعض المواد الغذائية الصناعية. وهو من اشهر انواع الثمار في الهند ولذا يستخدم كثيرا في وصفات الكاري المعروفة في جنوب البلاد وشمالها وخصوصا ولاية كيرالا. ومع هذا، ولأنه يحتاج إلى بيئة وشروط خاصة للنمو (الكثير من المطر والشمس)، يظل جوز الهند محبوبا ومرغوبا جدا لندرته وشكله وشكل شجرته الحالمة والخلابة. الاسم العلمي لجوز الهند (coconut) هو "كوكوس نيوسيفيرا" (Cocos nucifera) من فصيلة "كوكوس" (Cocos). والاسم يعود إلى ثمرة شجرة النخيل وليس الشجرة نفسها. ويعتقد أن كلمة "كوكو نات " (coconut) الإنكليزية تدرجت من الإسبانية " كوكو" (Coco fruto ) التي تعود إلى النقاط الثلاث السود على حبة جوز الهند التي تبدو عادة اشبه بشخص غريب أو مجنون. اما الاسم العلمي " نيوسيفيرا " (nucifera) فهو لاتيني الاصل الذي يجمع كلمتي " nux " و" ferre " (يعني جمع الكلمتين "يحمل الجوز" أو:"يثمر الجوز"). ولجوز الهند مكانة خاصة في بعض المجتمعات الهندية، إذ يعتبر شجره "ملبيا للأماني" وهو جزء أساسي من الاحتفالات الدينية الهندوسية، وترمز الثمرة عند الكثير من الناس إلى " الفائدة " و" الخدمة الذاتية " و"الازدهار " و"الكرم ". كما يأتي ذكر الشجرة الجميلة والطويلة في الكثير من الاساطير والخرافات والحكايات الشعبية في جنوب القارة الآسيوية. وحول اصل شجرة جوز الهند الطويلة جدا، لايزال هناك جدل كبير حول هذه القضية رغم اصرار العديدين على جنوب القارة الآسيوية وخصوصا دلتا الغانج. بعض الخبراء يقولون أن اصل جوز الهند يعود إلى شمال غرب اميركا الجنوبية، لكن الحفريات أشارت إلى وجود آثار له في نيوزيلاندا يعود تاريخها إلى 15 مليون عام. كما تم العثور أخيرا على آثار اقدم من ذلك في كل من راجستان والتاميل وولاية كيرالا (الاسم يعني ارض جوز الهند) ومهاراشترا في الهند وبنغلاديش. وفي الولاياتالمتحدة، من المعروف أن جوز الهند ينمو في العراء في ولايتي هاواي وفلوريدا في الجنوب وخصوصا الساحل الشرقي. كما يمكن العثور عليه شمال فلوريدا باتجاه كيب كارنفال ودايتون بتش وجنوب تاكساس بالقرب من براونسفيل وجزيرة غالفيستون، وأضف إلى ذلك بعض مناطق ولاية كاليفورنيا. ويندر العثور على النبتة في المناطق الباردة التي تقتل موجات الصقيع ثمراته على امها. وتقول الموسوعة الحرة إن جوز الهند أو "النارجيل" هي إحدى الفواكه الاستوائية المشهورة التي تنمو على الشواطئ وتدخل في صناعة العديد من المواد الغذائية. و"النارجيل" "من فصائل النخيل وفي الوطن العربي تشتهر بزراعتها محافظة ظفار في سلطنة عمان وذلك دون سواها من مناطق السلطنة الأخرى، وذلك نظرا لطبيعة جوها وموقعها المطل على المحيط الهندي. وتتميز هذه الشجرة العريقة بأنها مصدر غذاء للإنسان بما تجود به من ثمار جوز الهند ومصدر دخل للمزارعين الذين يهتمون بزراعتها والمحافظة عليها، فمنها يحصلون على الزيت وعلى الجذوع لبناء المنازل والقوارب وعلى الليف لصناعات نسيجية مختلفة تتشابه كثيرا مع المنتجات المختلفة التي توفرها أشجار النخيل التي تتميز بها مناطق السلطنة الأخرى. كما تتميز هذه الشجرة بأن إنتاجها مستمر على مدى العام وليست موسمية كباقي الأشجار". ويستخدم القشر الداخلي الذي يطلق عليه اسم "النارجيل" بعد طحنه في مختلف انواع الطبخ وخصوصا في صناعة الحلوى وتزيينها. ويبدو أن ابن بطوطة هو الذي ذكر وجود جوز الهند في عمان ومنطقة ظفار وصلالة وبحر العرب في إحدى رحلاته. ويعود ذلك إلى الموسم الماطر الذي يطلق عليه اسم "الخريف". وقد بدأ يتكاثر جوز الهند في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية على الخطوط الساحلية في إطار الاستخدام التزييني، رغم المخاوف من عدوى أمراضه وآفاته إلى انواع الاشجار الاخرى. وحول فوائد جوز الهند، فإنها متعددة وكثيرة من الناحية الصحية، إذ أنه يستخدم لعلاج أمراض الكلى وبشكل خاص ماؤه الذي يساهم عادة بغسل الكلى وجميع المسالك البولية. وهو ايضًا من الثمار التي تستخدم لعلاج مرض الربو. وكثيرا ما يجري الحديث عن جوز الهند وزيته. وحول سبل استخراج الزيت يقول أحد العارفين بعالم جوز الهند، أنه " يتم استخراجه واستخلاصه منها، والذي يتم عادة عن طريق تقشير الثمرة ثم فتحها للحصول على السائل الذي يوجد بداخلها وهو اللبن ثم يوضع في إناء عميق لمدة 24 ساعة مع تغطيته وبعد مرورها أو مرور 36 ساعة ينفصل الزيت بشكل طبيعي أو تلقائي ليكون بلونه الصافي الجميل ورائحته الشيقة ومذاقه اللذيذ، وبهذا يتم الحصول على زيت مفيد لكافة الأغراض العلاجية والطهي". ويمكن تخزين زيت جوز الهند لفترة طويلة حيث إنه يحتوي على خواص طبيعية مضادة للاكسدة". وتضيف الموسوعة بأن الزيت مرطب وملطف للشعر ومضاد لقشرة الرأس. كما أن زيت جوز الهند مفيد جدا في أغراض الطهي كما سبق وذكرنا، إذ أن تركيبته الكيميائية لا تتحول إلى سلسلة من الأحماض الدهنية حتى عند التعرض لدرجات الحرارة العالية بخلاف باقي الزيوت الأخرى مثل زيوت الخضراوات. كما أن زيت جوز الهند يساعد كما يبدو على تخفيف الوزن بشكل طبيعي ومن دون الحاجة إلى اتباع نظام غذائي معين. وأضف إلى ذلك أن جوز الهند مفيد لاضطرابات الجهاز الهضمي (داء كرون والتهاب القولون)، و"مضاد لطفيليات الأمعاء، ومنشط لعملية التمثيل الغذائي عند مرضى الغدة الدرقية ويرفع من معدل درجات حرارة الجسم. ولانه غني بحمض اللوريك فهو من المواد المضادة للبكتيريا الضارة والفايروسات. ولأنه يضم بعض المواد المهمة، فهو أيضا مجدد لطاقة الجسم ويستخدم لعلاج مرضى نقص المناعة المكتسبة " الايدز " والسرطان. والاهم من هذا أن زيت جوز الهند من زيوت التدليك المعروفة والهامة.