بدون احتفالات كنسية رسمية، مرت أمس 10 سنوات على وفاة الأب متّى المسكين (1919 2006) الذى ولد فى أسرة غنية بمدينة بنها، باسم «يوسف إسكندر» وحصل على بكالوريوس الصيدلة وافتتح صيدلية بدمنهور ثم باعها وأصبح راهبا فى دير الأنبا صموئيل المعترف بالمنيا، وانطلق بعدها ليكون راهبًا وأبًا روحيًّا لدير أنبا مقار فى وادى النطرون، من عام 1969 وحتى وفاته. يعتبره الكثيرون شخصية كاريزماتية نادرة، ذات عمق بشرى وروحى عظيم، ويمثل أحد ألمع المفسرين المسيحيين فى مصر للإنجيل وأبًا لنهضة روحية هامة، رهبانية وثقافية، داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ورغم ذلك فإن خلافا عميقا سيطر على الأجواء بينه وبين البابا الراحل شنودة الثالث. كتابه «حياة الصلاة الأرثوذكسية» أحدث نهضة كبرى فى الفكر الرهباني، واجتذب كثيرين من المتعلمين لطريق الرهبنة، وهو شخصية لم تُكتشف بعد بشكل كامل. الأب متّى المسكين استطاع ب280 كتابًا قدمها فى التفسير واللاهوت بأساس علمى رصين، أن يجمع حول نفسه مدرسة لاهوتية وروحية حقًّا وحقيقةً. واليوم يتناثر تلاميذه سواء الذين رأوه أو الذين لم يروه، ليس فقط فى مصر بل فى شتى أنحاء العالم، بفضل ترجمة بعض أعماله إلى 15 لغة. فى دير القديس أنبا مقار بدأ المسكين إحياءً هامًا للحياة الرهبانية وإصلاحها بإجراء أعمال ترميم وتوسيعات ضخمة استمرت عدة سنوات، وأعطى فرص العمل لكثير من العمال؛ وفى 10 سنوات زاد عدد الرهبان لنحو 80 (حاليا نحو 130). غدا ننشر أولى الحلقات حول الأب متى وأسرار خلافه مع البابا شنودة من التلمذة إلى المصارعة اللاهوتية.