تعد منطقة حلايب وشلاتين، مثلث مهم من أرض مصر، وحدودها الجنوبية المثبتة منذ قرن من الزمن.. أهلها حراس هذه البوابة الجنوبية، وبرغم مما تسببت فيه وسائل الإعلام المختلفة وفى مقدمتها الفضائيات من تغيير العادات الاجتماعية التي كانت موجودة وراسخة بين قبائل حلايب وشلاتين وأبورماد، إلا أن تلك المناطق مازالت تحتفظ ببعض الطقوس الرمضانية وتتمسك بها، رغم تلاشيها في معظم المحافظات. يحظى شهر رمضان بطبيعة خاصة فى مدن الجنوب التى تميزه عن باقى مدن المحافظة، فنجد أن هناك بعض المناطق الجبلية فى الوديان، مازالت حتى الآن تصوم للرؤية مثل وادى سعفة وابرق والجاهلية، حيث يخرج عدد من أبناء القبيلة فى منطقة جبلية مرتفعة، وينتظرون رؤية الهلال ويصومون رمضان لرؤية الهلال حتى لو اختلف المواقيت فهم يصومون لرؤيتهم فقط. جدير بالذكر، أن أهالى الجنوب يكثرون فى أكل لحوم الجمال والخراف فى شهر رمضان، كذلك يحرصون على شرب لبن الجمال، كما يشتهرون بعد أكلات منها "الغمسة" والتى يتميز بها سكان المناطق التى تقع على البحر، وهى شربة سمك يضاف اليها بعض التوابل بالإضافة إلى الأسماك، وتعد العصيدة والسلات والجابورى من أشهر الأكلات التى يحرص أهالى مثلث الجنوب على تناولها فى رمضان. "العصيدة" تعد أحد الوجبات الرئيسية، وتتكون من الدقيق والماء والملح واللبن ثم يضاف عليها عسل أسود ويعتبرها أهالى الجنوب من أكثر الأكلات التى تعينهم على تحمل مشقة الصيام فى ظل ارتفاع درجة الحرارة، وتستخدم عادة فى الإفطار وأثناء الترحال فى الصحراء. أما "السلات" عبارة عن لحوم مشوية على أحجار تعلو النار حيث تقوم تلك العملية فى الطهى بإزالة معظم الدهون من اللحوم، وهناك أيضا أكلة يتميز بها أهالى الجنوب فى الصحور. أما "الجابورى" فيتناولها الأهالى بشكل شبه يومى فى رمضان، وهى عبارة عن دقيق وماء ويعجن، ثم توقد نار على الأرض لتسخن الأرض ثم يطب بالعجينة على خشبة صلبة، ويوضع الفحم الموجود على الجانب الآخر على العجينة لمدة ثوان حتى لا تحترق العجينة، ثم تدفن العجينة بالأرض السخنة مع وضع بعض الوقود المفحم عليها لمدة حوالى نصف ساعة وتقلب إلى الناحية الثانية، وتدفن فى الأرض الساخنة، وتترك ربع ساعة ثم تخرج، ويأتى الأهالى بمنديل نظيف أو قماش ثم تؤكل طازجة.