أكد الدكتور أحمد الهاملي، رئيس الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان، أن المنطقة العربية تمر بمرحلة عصيبة وتهديدات خطيرة أثرت بشكل كبير وغير مسبوق على حالة حقوق الإنسان فيها وعلى أداء منظمات المجتمع المدني والهيئات المعنية بحقوق الإنسان. وقال الهاملي،في كلمته اليوم الخميس، أمام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "الآليات العربية لحقوق الإنسان والأمن القومي العربي" والذي ينظمه البرلمان العربي والفيدرالية العربية لحقوق الإنسان بمقر الجامعة العربية: إن تلك التهديدات استدعت من الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان بالتعاون مع البرلمان العربي المبادرة بتنظيم هذا المؤتمر الهادف لتفعيل الآليات الإقليمية لحقوق الإنسان كسبيل لتعزيز الأمن القومي العربي وفتح المجال أمام النخب المهتمة والمتخصصة بحقوق الإنسان لدراسة سبل تفعيل هذه الآليات كسبيل لدرء أية تدخلات دولية مغرضة أو لخدمة أجندات وغايات سياسية أو أيديولوجيات ومشاريع ممنهجة تستهدف الأمن والاستقرار العربي تحت شعار الدفاع عن الحقوق والحريات". وشدد الهاملي، على ضرورة استثمار القيم الثقافية لأمتنا ومنطقتنا العربية للإسهام في تطوير المفهوم العالمي لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أنه من المفارقات في الواقع العربي أننا نمتلك تراثا حضاريا وإنسانيا ودينيا يشكل مصادر الهام لمنظومة حقوق الإنسان إلى جانب الإرث الثقافي التراكمي للحضارة الإنسانية العربية والتي تمثل أساسا للتشريعات الحديثة لحقوق الإنسان أو مايعرف "بالشرعية الدولية لحقوق الإنسان"المتمثّلة في المواثيق والعهود والاتفاقيات الخاصة بحقوق الإنسان سواء مايتعلق بالحقوق الفردية أو المتعلقة بالحقوق الجماعية، إلا أننا عاجزون كدول ومجتمعات عربية عن استثمار القيم الثقافية للإسهام في تطوير المفهوم العالمي لحقوق الإنسان. وتابع رئيس الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان، أنه باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان جاءتنا الفوضى التي عصفت بما تبقى من وطننا العربي الكبير، من قتل ودمار في سوريا، وإرهاب في مصر والبحرين، وفوضى في ليبيا وانقلاب على الشريعة في اليمن والتي تقف خلفها أجندة خارجية ودولية في ظل الموازين المقلوبة والأجندة المبطنة والغايات الخبيثة. ودعا الهاملى، إلى أن تكون مخرجات المؤتمر، إستراتيجية عمل بالجامعة العربية والبرلمان العربي لتعزيز مرجعية الآليات العربية لحقوق الإنسان عبر تطوير آلياتها وتعزيز الإلتزام الوطني والعربي بها لتكون آليه فاعلة في حماية وتعزيز حقوق الإنسان بالوطن العربي كسبيل لتعزيز الأمن القومي العربي. وطالب المنظمات غير الحكومية ومؤسساته المجتمع المدني العمل بشراكة وتكامل مع جميع أطراف المصلحة بالوطن العربي على نحو يحقق الغاية السامية لحقوق الإنسان ويعزز الأمن والاستقرار والتنمية والنهضة والحضارة بالوطن العربي لنعمل بحرية وقدسية وسمو لتحقيق أهدافنا وتطلعاتنا كي لانكون جزءا من مؤامرة دولية تستهدف أوطاننا وأمتنا تأخذ من قضايا حقوق الإنسان والحريات عباءة لها. كما طالب الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان، أجهزة الإعلام والإعلاميين بالاهتمام بقضايا الأمن القومي العربي وصناعة رأي عام مؤثر وفاعل لتحقيق المواءمة بين احترام وتعزيز حقوق الإنسان وتحقيق الأمن القومي العربي. وأشار الهاملى، إلى أن الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان تم تدشينها رسميا في سبتمبر 2015 رسميا في مدينة جنيف السويسرية كنتاج بحث معمق لحالة حقوق بالوطن العربي التي يغلب عليها طابع الصراع وتشتت الجهود بين مختلف الأطراف الفاعلة في مجال حقوق الإنسان ولتعمل على توحيد الجهود وتوجيهها نحو عمل حقوقي بناء ومتكامل بالوطن العربي، لافتا إلى أن الفيدرالية العربية وضعت على رأس أولوياتها العمل على تحسين حالة حقوق الإنسان وتطويرها وذلك عبر التكامل والتفاعل المشترك بين مختلف أطراف المصلحة بالوطن العربي.