يصعب وضع ماركيز دي ساد في أي من الإطارات المعروفة للأدب فأعماله ليست من أدب السجون رغم إنها كتب الكثير منها أثناء احتجازه، كما إنها ليست أدب عاطفي متعارف عليه إذ إنها إمتلئت بالشذوذ الفكري والسادية هذا المصطلح الذي صُنع من اسمه الثاني، والكلمة تعني لذة التعذيب والإستمتاع به، ولا تنتمي بالطبع للأدب الكلاسيكي المستند على العقل والمنطق ويبعد عن الخيال والعاطفة، رغم أن معظم أعمال الحقبة تلك كانت لتلاميذ تلك المدرسة، كذلك لم تكن لنقيض الكلاسيكية وهو الأدب الرومانسي. ولأن أعمال ماكيز كلوحات الفن التشكيلي التجريدي يراها كل ناقد بنافذته هو كتب عبد القادر الجنابي قائلا: لأعمال ماركيز جمال وأسلوبه اللغوي ونثره الطافح بإيقاعات حسية وجسدية في آن. وأشار إلى أنه يجب تنبيه المعنيين بضرورة تمييز فكره عن مجمل ما يسمى بالأدب السادي. وهذا تماما ما أوضحه ماركيز نفسه في إحدى رسائلة قائلا "نعم، أنا أرتكبت المعاصي وقد تخّيلت بكتابات كل ما يمكن تخيّله في هذا المجال، لكنني بالتأكيد لم أفعل كل ما تخيّلته ولن أفعل أبدا. لست مجرما أو قاتلا". انتج دي ساد العديد من الأعمال الأدبية التي يزيد عددها عن عشرة أعمال في الفترة التي عاشها منذ مولده في العاصمة الفرنسية باريس لأسرة أرستقراطية عام 1740 ووفاته عام 1814، كتب بعضها في غياهب السجون نظرا لأنه سجن لأكثر من 30 عاما في فترات متقطعة من حياتها منها عشر سنوات في سجن الباستيل الشهير الذي انطلقت منه الثورة الفرنسية وسجن فيه المعارضين السياسيين والمسجونين الدينيين والمحرضين ضد الدولة من نظر السلطة آنذاك، رفضت سلطات سجن مصح شارنتون بأمر من وزير الداخلية تزويد الكاتب المنبوذ بالأوراق والحبر ليموت بعد قرابة 74 عاما من الأفعال المتمردة والتي يمكن أن يصفها البعض بالهمجية إذ إنه تسبب في قتل 4 نساء على الأقل وإيلام غيرهن الكثيرات وفي هذا قال "الطريقة الوحيدة لقلب المرأة هو طريق طويل من العذاب". من أشهر أعماله أيام سدوم المائة والعشرون والتي سميت أيضا بمدرسة الفجور، والتي اعتبرت من أبرز رواياته وأكثرها إثارة للنفور والتي ترو يقصة أربعة أشخاص يسجنون 42 ضحية في قلعة ويجرون عليهم طرقا شتى من التعذيب، وألين وفالكور، وتعاسة الفضيلة، ويوجني دي فارفال أو جرائم الحب، وخطاب مواطن باريسي إلى ملك الفرنسيين، والمغْوِِ، والفلسفة في المخدع، وجوستين أو نوائب الفضيلة، تبعت ب"قصة جولييت، أختها"، وجرائم الحب، وأيام فلورييل أو الطبيعة المعراة.