شهد الكاتب الصحفي حلمى النمنم وزير الثقافة، حفل توقيع كتاب "صقر الصحراء عبد القادر والغزو الفرنسي للجزائر"، مساء أمس، بحضور الدكتور عز الدين ميهوبي وزير ثقافة الجزائر. الكتاب الذي قام بتأليفه سكاون ولفريد بلنت، ترجمة وتقديم الدكتور صبري محمد حسن، وقام بنشره مركز الأهرام للنشر، قام بكتابه "التصدير" الخاص به، الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. قال وزير الثقافة الكاتب الصحفي حلمي النمن: إن شخصية الأمير عبد القادر الجزائري، شخصية فذة نحتاج لها الآن، وما يحدث في العالم العربي الآن يفرض علينا أن نقرأ عن هذه الشخصية، كيف كان عبدالقادر الجزائري، رجلا مناضلا، ووطنيا في نفس اللحظة إنسانا ". وأضاف: هذه الأمة ابتليت بالمجاهدين، لكنهم هم الذين يخونون الوطن، بتصديرهم صورة الإسلام الخاطئ، وأنه يفرض على المواطن أن يخون وطنه باسم الخلافة والإمارة الإسلامة. وتابع: الأمير عبد القادر الجزائري ضرب مثلا كيف تكون مسلما متدينا وإنسانا تحب الحياة وتدافع عن الآخر المختلف، "الدرزي والمسيحي والفرنسي" إذا وقع بين يديك في الأسر، والأن نرى من يتلذذ بالقتل". وقال: تأملوا ما يحدث في سوريا وليبيا وغيرها، فالأمير عبد القادر يجيب عن هذه الأسئلة، فأبو بكر البغدادي واشباهه ليسوا عنوانا لنا، لا بالمعني الإسلامي ولا بالمعني الإنساني، وما أحوجنا أن نستعيد هذا البعد الثقافي، وأن نطرد هذا البعد المتطرف، فعبد القادرالجزائري مثل عمر المختار في ليبيا، وإذا كنت مسلما بحق فأنت لابد وأن تكون وطنيا بحق، وهناك مرحلة مهمة في حياته عندما جاء مشاركا وفاعلا في مصر، ومساندته للأمير وحيد، لافتا أن عبد القادر الجزائري ساهم في ضرورة فتح قناة السويس ووقف أمام الفتاوي التي تحرم العمل في القناة". واختتم الوزير كلامه قائلا: إن هذا الكتاب تأخر كثيرا في ترجمته مقدما الشكر للمترجم صبري محمد حسن ولمؤسسة الأهرام لطباعتها لهذا الكتاب المهم، ووجه التحية إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على تصديره للكتاب. وقال الدكتور عز الدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري"نحن كجزائريين نحفظ لمصر كثير من المواقف، ومنها أن العدوان الثلاثي على مصر كان من أحد أسبابة امداد مصر للجزائر بالسلاح الذي كان يصل لثوار الجزائر". ونقل الوزير، تحيات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الشعب المصري، والى الحضور، مؤكدا أن العلاقات ما بين الشعب المصري والجزائري كبيرة وممتدة. ولفت إلى أن تصدير الرئيس بوتفليقة للكتاب، الذي طبع في مصر، جاء إيمانا منه في دور الثقافة في بناء الشخصية العربية وترسيخها في مواجهه أشكال التطرف التي تواجه العرب الآن وأضاف "من خلال الثقافة سنصل إلى الحرية، وأن كتاب صقر الصحراء يضحض مقولة أن العرب يصنعون التاريخ ولكن يخافون من كتابته، فنحن اليوم في شراكة ثقافية تاريخية، تزامنا مع الذكري 133 لوفاة عبد القادر الجزائري. وتابع "التطرف هو الخطر الذي يتهدد مستقبلنا العربي، فالثقافة هي الشراكة التي تمنحنا الفرصة في الحرب على التطرف وتبادل الخبرات في محاربته، وتمني أن تستمر مثل هذه المبادرات الجادة في ظل قيادة البلدين فيما قال السفير الجزائري نذير العرباوي أن عبد القادر الجزائري قدم الكثير لأمته العربية ووطننه الجزائر، فمهما خطت الأيادي بوصف مآثرة تظل مقصرة أمام هذا الرجل وعظمته، وأن في تصدير الكتاب للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يقول "إن من أعظم المشاعر والاعتزاز في تاريخنا الجزائري أن نقرأه في تاريخ الآخرين الذي ينمي فينا إحساسنا بالهوية العربية والجزائرية". وأضاف أن عبد القادر الجزائري كان شخصية فريدة واستثنائية جمع بين القائد السياسي والعسكري الشجاع، من خلال قدرته على تطوير شئون الدولة وتطوير الدوواين والجيش، كذلك كان أديبا وشاعرا، كما نهل من العلوم الشرعية حتى أصبح فقيها، مؤكدا أن علاقته الشخصية بين مصر والأمير عبد القادر الجزائري هي وثيقة متميزة بين البلدين طبيعتها التعاون المثمر بين البلدين، والتي استمرت حتى الآن بين الرئيسين المصري والجزائري. وقال نبيل العربي أن هذا الكتاب يرصد تاريخا مهما في الجزائر والأمة العربية ونضالا ألهم القادة الجزائريين أيام النضال ضد الاستعمار الفرنسي. وأضاف أن اهتمام الرئيس بوتفليقة بالأمير عبد القادر لم ينقطع، فقد ترأس بوتفليقة بعثة الشرف لنقل رفات عبد القادر الجزائري إلى الجزائر من دمشق، والذي كان مصدر حفاوة لأهل الشام. وقال أحمد السيد النجار: إن هذا الكتاب عن شخصية تاريخية في المنطقة العربية أحوج ما تكون لاستلهام هذه القيم العربية الكبيرة التي قدمت للجزائر الكثير، ولا نستطيع أن نتحدث عن الجزائر في هذه الفترة إلا بذكر عبد القادر الجزائري الذي تمكن من أن يوحد الشعب الجزائري، فالشخصيات العظيمة تستطيع أن تخلق أمة من قبائل. وأكد أن تحمس مؤسسة الأهرام يرجع إلى عمق العلاقة بين مصر والجزائر، ودعم مصر في ثورات الجزائر، وأيضا دعم الجزائر لمصر بعد النكسة وفي حرب أكتوبر. واستعرض النجار تاريخ الجزائر، آملا أن تظل العلاقات بين مصر والجزائر بهذا العمق، متمنيا أن يكون هناك مركز ثقافيا جزائريا بالقاهرة ومثيله بالجزائر لتعميق العلاقات الثقافية بين مصر والجزائر حضر اللقاء" كل من الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة القاهرة، الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء الأسبق، الكاتب أحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق، المهندس عبد الحكيم جمال عبد الناصر، صفاء حجازي رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، الفنانة يسرا، الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا المصرية، الدكتور مصطفى الفقي، والعديد من السفراء العرب، والشخصيات العامة والسياسية.