طالعتنا الصحف العالمية، خلال الأيام القليلة الماضية، بقصة الأم الأسترالية سالى فولكنر، والتى تم اتهامها، بواسطة زوجها السابق اللبنانى، بمحاولة اختطاف طفليهما من لبنان، حيث سافرت إلى هناك لتراهم، القصة مكررة ومعادة، لكن البطل هنا طاقم القناة التاسعة الأسترالية، الذين اهتموا بمعاناة تلك الأم، وأخذوها معهم، فى سيارة الأخبار، وخاضوا تجربة كادت تودى بهم جميعًا إلى السجن، وهو ما يؤكد قوة الصحافة، وكيف تضطلع بدورها فى التأثير على الأحداث، وتوجيه المجتمع، ومساعدة المظلومين، فى كل زمان ومكان. ووفقًا لصحيفة «ذا ايدج» الأسترالية؛ فإن فريق عمل برنامج 60 دقيقة، التابع للقناة التاسعة فى أستراليا، دفعوا مبالغ طائلة، لوالد الطفلين، فى سبيل إنهاء الأزمة بينه وبين الأم، التى اتهمها باختطاف الأطفال، والتى طالت أيضًا أربعة أفراد من فريق القناة، منهم: تارا براون، وستيفن رايس، وذلك لمحاولتهم تحقيق أمل أم يائسة، لرؤية أطفالها، بعدما قدمت طلبًا فى نوفمبر الماضى، لوزير الخارجية الأسترالى، جولى بيشوب، لمساعدتها فى استعادة أطفالها، إلا أنه لم يستجب لطلبها، فتطوعت وسائل الإعلام بتقديم كل الدعم؛ اللوجستى والمادى، رغم كونها مغامرة غير محسوبة، وربما كانت النتائج فادحة. ويتوقع مراقبون أن تحظى هذه القصة الواقعية، بحماسة صناع السينما فى هوليوود، لإنتاج فيلم، يعرض ما تكبدته وسائل الإعلام لمساعدة أم لرؤية أطفالها، مثلما حدث فى مرات عديدة، وربما كان من أشهر الأفلام وأحدثها، والتى تناولت جهود الصحفيين والإعلاميين، بواجباتهم نحو المجتمع، رغم المخاطر التى قد يتعرضون لها؛ فيلم «سبوت لايت»، أو بقعة ضوء، والذى فاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم، وأفضل سيناريو، للعام الجارى، وهو فيلم دراما أمريكى، عُرِضَ فى 6 نوفمبر 2015، من كتابة وإخراج توماس مكارثى، وبطولة مارك رافالو، مايكل كيتون، رايتشل مكأدامز، ييف شرايبر، جون سلاترى وستانلى توكسى. ويتناول الفيلم قصة حقيقية، لمحررين من صحيفة «بوسطن جلوب»، قاموا بعمل تحقيق حول الاعتداءات الجنسية، التى يرتكبها قساوسة فى أبرشية بوسطن بحق أطفال، مما أدى إلى استقالة برنارد لوو كاردينال فى 2002، كما يدور حول وحدة تحقيق إخبارية، متواجدة منذ أوائل السبعينيات، تابعة لجلوب العالمية، حيث يمكن أن يمضوا أشهرًا، وربما سنوات كاملة، فى التحقيق فى قصة واحدة، لكشف أسرارها ومعرفة خباياها. ومن أشهر الأفلام الأمريكية، التى جعلت كل الشباب فى السبعينيات يتمنى أن يعمل صحفيًا، بسبب روح المغامرة، والرغبة فى مساعدة الآخرين، كان «كل رجال الرئيس»، للنجم داستن هوفمان، والذى أكد على أهمية الصحافة الاستقصائية، والتى تتيح الاقتراب أكثر من عمل الساسة، وإعلام المواطنين بالمعلومات، التى توصلوا إليها، وتم الكشف عنها، من خلال بحثهم، وقد أنتج الفيلم عام 1976. ويدور فيلم «كل رجال الرئيس»، حول قصة صحفيين أمريكيين، هما: كارل برنستين، وبوب وودوارد، يعملان فى صحيفة «واشنطن بوست»، المرموقة فى مستهل السبعينيات من القرن العشرين، ساهما فى الكشف عن أكبر فضيحة فساد سياسى، فى تاريخ الولاياتالمتحدة، والمعروفة بفضيحة «ووترجيت»، حيث أثبتوا بالوثائق تورط الرئيس الأمريكى السابع والثلاثين، ريتشارد نيكسون، عام 1972، فى محاولة التنصت على المكتب الرئيسى للحزب الديمقراطى، المنافس لحزبه الحزب الجمهورى، حول حملة الانتخابات الخاصة بتجديد منصبه لفترة رئاسية ثانية. ويبرز الفيلم التحديات الكبيرة التى واجهت صحفيى «واشنطن بوست»، فى ظل ظروف غامضة للقضية، ومعلومات شحيحة تم التكتم عليها من قبل المسئولين المتورطين، ومنهم شخصيات مقربة من مصادر القرار السياسى، والفيلم مبنى على وقائع القصة الحقيقية، التى صاغها الصحفيان، «برنستين» و«وودوارد»، فى كتابين منفصلين، هما: «كل رجال الرئيس» عام 1974، و«الأيام الأخيرة» عام 1976.