أكد مسؤولو الاتحاد الأوروبي ضرورة الحفاظ على تماسك الاتحاد وإعلاء شأن قيمته من أجل مواجهة التحديات. وقال رئيس حزب الشعب الأوروبي جوزف دول (فرنسا) -وفق ما نقلته وكالة أنباء (آكي) الإيطالية اليوم الاثنين- إن على الأوروبيين أن يبقوا متحدين لحماية قيمهم الأساسية المتمثلة في الديمقراطية والحرية وسيادة القانون، إذا ما أرادوا مواجهة التحديات وتجاوزها. وأشار في بيان إلى أن التحديات الماثلة اليوم تثبت أكثر من أي وقت مضى الحاجة إلى إقرار اتحاد أوروبي أمني قوي، واعتبر أن ذلك "يأتي ضمن التعاون بين العواصم في مجال تبادل المعلومات وتوحيد جهود محاربة الإرهاب وإقامة جيش أوروبي موحد"، حسب تعبيره. وأوضح جوزف دول، الذي يرأس أكبر مجموعة في البرلمان الأوروبي، أن توحيد الجهود الأمنية هو السبيل الوحيد المؤدي إلى حماية كيان الاتحاد والحفاظ على أمن مواطنيه، قائلا: "لا بد من ردود موحدة على تحديات الهجرة والإرهاب". وتطرق البرلماني الأوروبي إلى الاستمرار في بناء التكامل الاقتصادي الأوروبي وعدم الركون لأمجاد الماضي. أما الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني، فقد رأت أن الاتحاد لا يزال يمثل نموذجا جيدا وعامل جذب بالنسبة لكل الأطراف الدولية. واعتبرت، في رسالة بالفيديو بثت على موقعها اليوم بمناسبة الاحتفال بيوم أوروبا، أن الطريق الوحيدة لحماية القيم الأوروبية تتمثل في الانفتاح على الآخر وهدم الجدران بدلا من بنائها والتعاون بين الدول الأعضاء والدول المجاورة. ويعود اختيار يوم 9 مايو للاحتفال بعيد أوروبا، إلى اليوم نفسه من عام 1950، حيث ألقى وزير الخارجية الفرنسي، في ذلك الحين روبرت شومان، خطابا تحدث فيه عن إقامة اتحاد أوروبي للفحم والصلب، شاركت فيه ست دول؛ هي: بلجيكا، لوكسمبورج، هولندا، إيطاليا، فرنسا وألمانيا (الغربية)، ويعتبر اتحاد الفحم والصلب هو أساس قيام الاتحاد الأوروبي، كما يُعرف في الوقت الحاضر، فيما يُنظر إلى روبرت شومان، كأحد أهم الآباء المؤسسين للتكتل الموحد.
