أقبل المواطنون بأسيوط على شراء الملوحة رغم التحذيرات الطبية المستمرة من أكل الملوحة وأخطارها على المواطنين، إلا إن المواطنين تحدوا ذلك قائلين: "شم النسيم يعني الملوحة والرنجة والبصل الأخضر طوال الأسبوع".. مشيرين إلى حرصهم على شراء الملوحة كعادتهم كل عام والرنجة والبصل الأخضر فوصل الأمر إلى بعضهم أنهم يتشاءمون على حياتهم في حال عدم شرائهم الأسماك المملحة في موسمها بل وتوزيعها على الجيران وربما التجمع أمام المنازل خاصة في الأماكن العشوائية وأكلهم الملوحة مع بعض كمناسبة ثابتة لهم من كل عام ليس هذا فقط، إنما لديهم عادة لعمل الترمس والبليلة والحمص بالبيت وتزينها بالليمون ووضعها على السفرة بالمنزل، وري الزرع بالبلكونة حتى إذا كان به ماء. وقامت "البوابة نيوز" بجولة داخل الأسواق بمحافظة أسيوط، وأماكن بيع الملوحة والأسماك المملحة للتعرف على أسعار الملوحة ومدى إقبال المواطنين على شراء الملوحة والفسيخ والرنجة.. وأوضح ميلاد -أشهر بائعي الملوحة بالمجذوب- أن هناك إقبالًا كبيرًا على شراء الملوحة هذا العام لأن الأسعار في متناول الجميع وأن أكثر اقبال على ملوحة كلب البحر التي وصل سعر الكيلو 70 جنيهًا وهي قادمة من بحيرة بالسد العالي بأسوان وهو ما يطلق عليه الملوحة الكلابي مضيفا "ميلاد" أن هذا النوع يعرف من أسنانه التي تشبه أسنان الكلاب، مشيرا إلى أنَّ هناك بعض التجار لا يحافظون على تخزين الملوحة ويستعجلونها ما يعرضها للهواء بشكل مباشر، وللأسف يضطر بعضهم لبيعها للمواطنين وقد تصيبهم بالتسمم. وقال محمد بركة -فسخاني-، إنَّ الأسعار لم تختلف عن الماضي كثيرًا، مشيرا إلى قلة الإقبال عن العام الماضي نتيجة للظروف الاقتصادية، منوها على أن سعر الكيلو يختلف طبقا لنوع الملوحة وأعلاها ثمنا الملوحة "الكلابى". وتقول نورا علام ربة منزل "دي عادة لازم كل سنة نأكلها حتى لو مضرة ولا نستطيع قطع هذه العادة مضيفة أن هناك اكيد متابعة من التموين ورقابة على هذه المحال من الصحة وذلك يحد من تسرب أي مخالفات أو كميات فاسدة للأسواق. وفي حديث أم ربيع عن شم النسيم والملوحة قالت هناك قواعد لشم النسيم نقع الترمس والبليلة الحمص والبصل الأخضر والملوحة.. من غير دول ميبقاش شم نسيم.. لازم الشوارع كلها والبيوت تبقى فيها ريحة الملوحة من ايام اجدادنا ونحن نطبق هذه العادات حتى نشعر بالاحتفال بشم النسيم.