طرح مدينة رفح الجديدة وقري الصيادين والتجمعات التنموية لأبناء سيناء    محافظ أسيوط يعلن ارتفاع نسبة توريد القمح إلى 12 ألف طن    الشرطة الأمريكية تعتقل 93 شخصا داخل حرم جامعة جنوب كاليفورنيا    دبلوماسي روسي: نقل صواريخ «أتاكمز» الأمريكية إلى أوكرانيا لا يمكن تبريره    دوري أبطال إفريقيا| الأهلي يرتدي زيه التقليدي أمام مازيمبي    بسمة مصطفى: فيلم "شقو" تربع على إيرادات عيد الفطر ب50 مليون جنيه    تحرك جديد في أسعار الذهب.. والأسواق تترقب بيانات التضخم الأمريكية    بين أوكرانيا وإسرائيل وغيرهم.. الكونجرس يتبنى حزمة مساعدات دسمة    دعم اوروبي 10 ملايين يورو لنفاذ مياه الشرب إلى المناطق المحرومة في إفريقيا وآسيا    مواعيد مباريات الجولة 20 من الدوري المصري.. عودة القطبين    ضبط 65 كيلو مخدرات بقيمة 4 ملايين جنيه بمحافظتين    بعد مقتل ربة منزل على يد زوجها فى ملوى فى لحظة غضب ..نصائح هامة يقدمها طبيب نفسى    رئيس البرلمان العربي يهنئ مصر بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    بكلمات مؤثرة.. ريهام عبدالغفور توجه رسالة لوالدها الراحل في حفل تكريمه    في الذكرى ال42 لتحريرها.. مينا عطا يطرح فيديو كليب «سيناء»    الأردن يدين سماح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام الأقصى    الدورة 15 لحوار بتسبيرج للمناخ بألمانيا.. وزيرة البيئة تعقب فى الجلسة الأفتتاحية عن مصداقية تمويل المناخ    ضمن الموجة ال22.. إزالة 5 حالات بناء مخالف في الإسكندرية    تشافي يبرّر البقاء مدربًا في برشلونة ثقة لابورتا ودعم اللاعبين أقنعاني بالبقاء    عودة ثنائي الإسماعيلي أمام الأهلي في الدوري    مصر تنافس على ذهبيتين وبرونزيتين في أول أيام بطولة أفريقيا للجودو    وزير التعليم العالي يهنئ رئيس الجمهورية والقوات المسلحة والشعب المصري بذكرى تحرير سيناء    إزالة إشغالات وحالات بناء مخالفة في دمياط الجديدة    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    التحقيق مع المتهم بالتحرش بابنته جنسيا في حدائق أكتوبر    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    بالصور .. بدء طباعة وتظريف امتحانات الترم الثاني 2024    وزير التنمية المحلية يتابع مع وفد البنك الدولى الموقف التنفيذي لبرنامج التنمية المحلية بصعيد مصر    بلجيكا: استدعاء السفير الإسرائيلي لإدانة قصف المناطق السكنية في غزة    "حماس": حال قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس سنضم جناحنا العسكري للجيش الوطني    رد فعل غير متوقع من منة تيسير إذا تبدل ابنها مع أسرة آخرى.. فيديو    الصحة: فحص 6 ملايين و389 طفلًا ضمن مبادرة الكشف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع    علماء يحذرون: الاحتباس الحراري السبب في انتشار مرضي الملاريا وحمى الضنك    كيفية الوقاية من ضربة الشمس في فصل الصيف    خبيرة فلك: مواليد اليوم 25 إبريل رمز للصمود    وزارة العمل تنظم فعاليات «سلامتك تهمنا» بمنشآت السويس    أحدهما بيلينجهام.. إصابة ثنائي ريال مدريد قبل مواجهة بايرن ميونخ    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    حبس شاب لاستعراضه القوة وإطلاق أعيرة نارية بشبرا الخيمة    انعقاد النسخة الخامسة لمؤتمر المصريين بالخارج 4 أغسطس المقبل    أبورجيلة: فوجئت بتكريم النادي الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    7 مشروبات تساعد على التخلص من آلام القولون العصبي.. بينها الشمر والكمون    موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة الجزائري في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    محافظ الجيزة يهنئ الرئيس السيسي بالذكرى ال42 لعيد تحرير سيناء    منها طلب أجرة أكثر من المقررة.. 14 مخالفة مرورية لا يجوز فيها التصالح بالقانون (تفاصيل)    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    الليلة.. أنغام وتامر حسني يحيان حفلا غنائيا بالعاصمة الإدارية    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    عادل الغضبان يهنئ أبناء محافظة بورسعيد بالذكرى ال 42 لعيد تحرير سيناء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    افتتاح وتشغيل 21 سرير عناية جديد بمستشفي الكرنك في الأقصر تزامنا ذكرى تحرير سيناء    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحة العالمية تحيي بعد غد يوم الملاريا العالمي
نشر في البوابة يوم 23 - 04 - 2016

تحيي منظمة الصحة العالمية بعد غد، يوم الملاريا العالمي تحت شعار "اقضوا على الملاريا قضاءً مبرمًا"، ويجسد موضوع هذا العام الرؤية الخاصة بعالم خالٍ من الملاريا، والتي ورد بيانها في" الاستراتيجية التقنية العالمية بشأن الملاريا للفترة 2016-2030" والتي اعتمدتها جمعية الصحة العالمية في مايو 2015، وتستهدف الاستراتيجية إحداث خفض هائل في عبء الملاريا خلال 15 سنة القادمة.
وتعد أهداف تلك الاستراتيجية طموحة ولكنها قابلة للتحقيق عن طريق: خفض معدل حالات الملاريا الجديدة بنسبة 90% على الأقل؛ خفض معدل وفيات الملاريا بنسبة 90% على الأقل ؛ القضاء على الملاريا في 35 بلدًا على الأقل؛ الوقاية من عودة الملاريا للظهور في جميع البلدان الخالية من الملاريا.
ويتسق الإطار الزمني 2016-2030 مع "خطة التنمية المستدامة لعام 2030"، وهي إطار التنمية العالمي الجديد الذي اعتمدته جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ويمثل يوم الملاريا العالمي يوم 25 أبريل والذي حددته جمعية الصحة العالمية في دورتها 60 في مايو 2007، مناسبة للاعتراف بالجهود التي تبذل على الصعيد العالمي من أجل مكافحة الملاريا بفعالية، ولتعزيز الوعي بهذا المرض وكيفية تجنبه وطرق علاجه.
وتشير احصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2015، إلى وجود 214 مليون حالة إصابة بالملاريا في عام 2015 و438 ألف حالة وفاة... وأن بين عامي 2000 و2015، انخفض معدل الإصابة بالملاريا بين السكان المعرضين للخطر بنسبة 37% على الصعيد العالمي.
كما يواجه نحو 3.2 مليار نسمة أي نصف سكان العالم تقريبًا مخاطر الإصابة بالملاريا وخلال الفترة ذاتها، انخفضت معدلات وفيات الملاريا بين السكان المعرضين للخطر بنسبة 60%، وبنسبة 65٪ بين الأطفال دون سن 5 سنوات. وقد تم تجنب ما يقدر بنحو 6.2 مليون حالة وفاة من الملاريا على مستوى العالم منذ عام 2001، كما تم إنقاذ حياة 5.9 مليون طفل من الملاريا بين عامي 2001 و2015.
كما تشير إلى أن 57 دولة انخفضت بها حالات الإصابة بالملاريا بنسبة 75 % خلال الفترة ما بين عامي 2000 و2015 ولا تزال قارة أفريقيا وخاصة دول جنوب الصحراء الكبرى تحمل أعلي نسبة مصابين بشكل غير متناسب من عبء الملاريا العالمي.
ففي عام 2015، كانت المنطقة تضم 88 % من حالات الإصابة بالملاريا و90% من الوفيات الناجمة عن الملاريا... والجدير بالذكر أن معظم من يموتون بسبب هذا المرض هم من الأطفال الذين يعيشون في أفريقيا، حيث لا تمر دقيقة واحدة إلا وتشهد وفاة طفل جراء الملاريا.
ولقد انخفضت معدلات وفيات الملاريا بين الأطفال في أفريقيا بما يقارب 58% منذ عام 2000 وما زالت نحو 15 دولة ولا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى حيث سجلت 80 % من حالات الإصابة بالملاريا والوفيات 78% على الصعيد العالمي ولا تزال الملاريا تمثل تحديًا كبيرًا في إقليم شرق المتوسط، فأكثر من 50 % من سكان الإقليم يعيشون في مناطق معرضة لخطر الإصابة بهذا المرض.
وبناء على إحصائيات عام 2010، تأثر نحو 10.4 مليون شخص بالملاريا، ويتوفي سنويًا 15 ألف شخص في الإقليم جراء الإصابة بالملاريا.
وينجم داء الملاريا عن طفيلي أحادي الخلية يسمى المتصورة وتقوم أنثى بعوض الأنوفيلة بالتقاط ذلك الطفيلي من الأشخاص المصابين بالعدوى لدى لدغهم للحصول على الدم اللازم لتغذية بيضها وبعد ذلك يبدأ الطفيلي بالتكاثر داخل البعوضة ولما تلدغ تلك البعوضة شخصًا آخر، تختلط الطفيليات بلعابها وتنتقل إلى دم الشخص الملدوغ.
وتتكاثر طفيليات الملاريا بسرعة في الكبد وبعدها في كريات الدم الحمراء وبعد مضي أسبوع إلى أسبوعين على إصابة الشخص بالعدوى، تبدأ الأعراض الأولى بالظهور، وتكون غالبًا كالتالي: حمى وصداع ورعشة وقيء وبوسع داء الملاريا، إذا لم يعالج بسرعة بواسطة أدوية ناجعة، أن يفتك بمن يصاب به، وذلك عن طريق إصابة كريات الدم الحمراء بالعدوى وإتلافها وعن طريق سد الشعريات التي تحمل الدم إلى الدماغ والأعضاء الحيوية الأخرى.
وهناك 4 أنواع من الملاريا تتسبب فيها أربع طفيليات هي كالتالي: المتصورة النشيطة ؛ المتصورة الملارية؛ المتصورة البيضوية ؛ المتصورة المنجلية. ويعد نوعا الملاريا الناجمان عن المتصورة النشيطة والمتصورة المنجلية أكثر الأنواع انتشارًا... وأكثر انتشار لملاريا المتصورة المنجلية أكثر الأنواع فتكًا في أفريقيا جنوب الصحراء، حيث تتسبب في وفاة ما يناهز مليون شخص في السنة. كما لوحظ في الأعوام الأخيرة، حدوث حالات بشرية من الملاريا الناجمة عن المتصورة النولسية- وهي ملاريا تصيب النسانيس وتحدث في بعض المناطق الغابية من جنوب شرق آسيا.
وهناك نحو 20 جنسًا مختلفًا من أجناس الأنوفيلة التي تكتسي أهمية على الصعيد المحلي في جميع أنحاء العالم. والجدير بالذكر أن جميع الأجناس المهمة الناقلة للمرض تلدغ أثناء الليل. وتتكاثر تلك الأجناس في المياه ولكل منها مكانه المفضل للتكاثر، فالبعض منها يفضل التكاثر مثلًا في المياه العذبة الضحلة مثل البرك وحقول الأرز وآثار الحوافر على الأرض. والملاحظ أن وتيرة سريان المرض تشتد في الأماكن التي يطول فيها عمر البعوض الناقل نسبيًا مما يمكن الطفيلي من استكمال نموه داخل البعوض،أو إذا فضل البعوض لدغ البشر بدلًا من الحيوانات. فطول دورة حياة أجناس النواقل الأفريقية وميولها إلى لدغ البشر بقوة من الأمور التي تفسر مثلًا سبب وقوع أكثر من 90% من وفيات الملاريا في أفريقيا.
ويعتمد سريان المرض أيضًا على الظروف المناخية التي قد تؤثر في عدد البعوض وبقائه، مثل أنماط تهاطل الأمطار ودرجة الحرارة والرطوبة. والملاحظ، في كثير من الأماكن، أن سريان المرض موسمي ويبلغ ذروته أثناء موسم الأمطار وبعده مباشرة. ويمكن أن تحدث أوبئة الملاريا عندما تساعد الظروف المناخية والظروف الأخرى فجأة على سريان العدوى في المناطق التي لا يمتلك فيها الناس إلا القليل من المناعة ضد المرض أو أنهم لا يمتلكون مناعة ضده على الإطلاق.
كما يمكن أن تحدث تلك الأوبئة عندما ينتقل الناس من ذوي المناعة المنخفضة إلى مناطق يشتد فيها سريان المرض وذلك للبحث عن العمل أو لأغراض اللجوء على سبيل المثال.
وتمثل المناعة البشرية أحد العوامل المهمة الأخرى التي تؤثر في سريان الملاريا، لاسيما لدى البالغين في المناطق التي تشهد سريان المرض بشكل معتدل أو مكثف... وتتشكل مناعة جزئية من جراء التعرض للمرض طيلة أعوام ومع أنها لا تتيح حماية تامة ضد المرض، فإنها تسهم في الحد من تطور العدوى إلى مرض وخيم.
وعليه فإن معظم وفيات الملاريا التي تسجل في أفريقيا تحدث بين صغار الأطفال، بينما يلاحظ تعرض جميع الفئات العمرية للخطر في المناطق التي يقل فيها سريان المرض وتنخفض فيها نسبة المناعة.
والفئات المعرضة للخطر بوجه خاص هي: صغار الأطفال الذين يعيشون في مناطق يسري فيها المرض بوتيرة مستقرة والذين لم تتشكّل لديهم بعد مناعة تحميهم ضدّ أشدّ أشكال المرض وخامة ؛ الحوامل اللائي لا يمتلكن المناعة اللازمة إذ تتسبب الملاريا في حدوث الإجهاض التلقائي بمعدلات مرتفعة ويمكنها أن تتسبب في وفاة الأم؛ الحوامل اللائي لا يمتلكن قدرًا كافيًا من المناعة، في المناطق التي يسري فيها المرض بشدة.
ويمكن أن تؤدي الملاريا إلى الإجهاض التلقائي ونقص الوزن عند الميلاد، لاسيما أثناء الحمل الأول والحمل الثاني ؛ الحوامل المصابات بفيروس الأيدز ممن لا يمتلكن قدرًا كافيًا من المناعة، في المناطق التي تسري فيها الملاريا بوتيرة مستقرة معرضات بشدة لمخاطر الإصابة بالمرض أثناء الحمل أيا كان ترتيبه.
كما تواجه النساء المصابات بعدوى الملاريا في المشيمة أكثر من غيرهن مخاطر نقل عدوى فيروس الأيدز إلى ولدانهن؛ المصابون بالأيدز والعدوى بفيروسه ؛ المسافرون الدوليون القادمون من المناطق التي لا تتوطنها الملاريا نظرًا لعدم امتلاكهم المناعة اللازمة؛ المهاجرون القادمون من مناطق تتوطنها الملاريا وأطفالهم ممن يعيشون في مناطق لا يتوطنها المرض ويعودون إلى بلدانهم الأصلية لزيارة أصدقائهم وأقاربهم معرضون بصورة مماثلة لمخاطر المرض نظرًا لامتلاكهم مناعة قليلة أو عدم امتلاكهم أية مناعة على الإطلاق.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى ظاهرة مقاومة الأدوية المضادة للملاريا من المشكلات المتكررة. وأصبحت مقاومة المتصورة المنجلية لأجيال الأدوية السابقة مثل الكلوروكين والسلفادوكسين- البيريميثامين، منتشرة على نطاق واسع في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، مما أسهم في تقويض جهود المكافحة وعكس المكاسب التي تحققت في مجال بقيا الأطفال.
وفي السنوات الأخيرة، تم الإبلاغ عن مقاومة الطفيلي لأدوية الآرتيميسينين في 5 دول واقعة في منطقة الميكونغ الكبرى دون الإقليمية وهي، كمبوديا؛ جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية؛ ميانمار؛ تايلندا؛ وفيتنام.
وعلى الرغم من احتمال وجود الكثير من العوامل التي تسهم في ظهور المقاومة وانتشارها، فإن البعض يرى أن استخدام الأدوية التي لا تحتوي إلا على الآرتيميسينين كمعالجة أحادية من العوامل الرئيسية في هذا الصدد... وقد يميل المرضى عندما يعالجون بالأدوية التي لا تحتوي إلا على مادة الآرتيميسينين، إلى وقف العلاج مبكرًا عقب تلاشي أعراض المرض بسرعة.
وتؤدي تلك الممارسة إلى عدم اكتمال العلاج واستحكام الطفيليات في دم المرضى. وتتمكن تلك الطفيليات المقاومة إذا لم يعط دواء ثان في إطار معالجة توليفية (كما يتم في إطار المعالجة التوليفية القائمة على الآرتيميسينين) من البقاء والانتقال إلى بعوضة ومنها إلى شخص آخر. وإذا تطورت مقاومة حيال المعالجات القائمة على الآرتيميسينين وانتقلت للانتشار في مناطق جغرافية كبيرة أخرى، فإن العواقب الصحية العمومية قد تكون وخيمة. وتوصي منظمة الصحة العالمية برصد مقاومة الأدوية المضادة للملاريا بشكل روتيني، كما أنها تدعم البلدان لتمكينها من تعزيز جهودها في هذا المجال الهام من مجالات العمل.
وتسهم خدمات التشخيص والعلاج في المراحل المبكرة في التخفيف من حدة المرض وتوقي الوفيات الناجمة عنه، كما تسهم في الحد من سريانه. ويتمثل أفضل علاج من بين العلاجات المتوافرة لمكافحة الملاريا، ولاسيما الملاريا المنجلية في المعالجة التوليفية القائمة على الأرتيميسينين. وتوصي منظمة الصحة العالمية بضرورة الحرص قبل إعطاء العلاج، على تأكيد جميع حالات الملاريا المشتبه فيها من خلال التشخيص الذي يؤكد وجود الطفيلي (إما عن طريق المجهر أو اختبار التشخيص السريع). ويمكن إتاحة نتائج ذلك الفحص التوكيدي في غضون 15 دقيقة أو أقل من ذلك. ولا ينبغي إعطاء العلاج استنادًا إلى الأعراض فقط إلا عندما يتعذر إجراء التشخيص الذي يؤكد وجود الطفيلي.
وتمثل مكافحة النواقل الأسلوب الرئيسي للحد من سريان الملاريا على الصعيد المجتمعي. وهي تمثل التدخل الوحيد الكفيل بخفض سريان المرض من مستويات عالية للغاية إلى مستويات قريبة من الصفر. أما بالنسبة للأفراد، فإن الحماية الشخصية من لدغات البعوض تمثل خط الدفاع الأول للوقاية من الملاريا.
وهناك تدخلان رئيسيان لمكافحة النواقل يضمنان فعالية في طائفة متنوعة من الظروف وهما:
1- الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات: وتعد الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات المديدة المفعول الشكل المفضل من ضمن الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات التي يتم توزيعها في إطار برامج الصحة العمومية ذات الصلة. وتوصي منظمة الصحة العالمية بضمان تغطية شاملة لجميع الأشخاص المعرضين للخطر، وفي معظم الأماكن. وأكثر الأساليب مردودية لتحقيق ذلك هو توفير الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات المديدة المفعول حتى يتمكن كل شخص من النوم كل ليلة تحت واحدة منها.
2- الرش الثمالي بمبيدات الحشرات في الأماكن الداخلية: ويعد الرش الثمالي بمبيدات الحشرات في الأماكن الداخلية الأسلوب الأقوى للحد بسرعة من سريان الملاريا.
وتتحقق كامل إمكانات هذا الأسلوب عندما يتم رش ما لا يقل عن 80 % من المنازل في المناطق المستهدفة. ويضمن هذا الرش فعالية طيلة فترة تتراوح بين 3 أشهر و6 أشهر، حسب المبيد المستخدم ونوع المسطحات التي يتم رش المبيد عليها.
ويمكن في بعض الحالات، أن تضمن مادة الدي دي تي فعالية طيلة فترة تتراوح بين 9 أشهر و12 شهرًا. ويجري استحداث مبيدات أطول مفعولًا لاستعمالها في الرش الثمالي في الأماكن الداخلية.
3- استخدام الأدوية للوقاية من الملاريا. فبإمكان المسافرين وقاية أنفسهم من هذا المرض عن طريق الوقاية الكيميائية، التي تزيل المرحلة الدموية لعدوى الملاريا وتمكن بالتالي من توقي الإصابة بالمرض. وإضافة إلى ذلك توصي منظمة الصحة العالمية بتوفير العلاج الوقائي المتقطع القائم على مادة السلفاديوكسين - بيريميثامين للحوامل اللائي يعشن في المناطق التي يشتد فيها سريان الملاريا، وذلك في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. كما توصي بإعطاء ثلاث جرعات من ذلك العلاج للرضع الذين يعيشون في المناطق الأفريقية التي يشتد فيها سريان هذا المرض والحرص في الوقت ذاته على تطعيمهم باللقاحات الروتينية اللازمة.
وفي عام 2012، أوصت المنظمة بتنفيذ الوقاية الكيميائية الموسمية من الملاريا بوصفها إستراتيجية إضافية لمكافحة هذا المرض في مناطق شبه إقليم الساحل بأفريقيا. وتشمل الإستراتيجية إعطاء مقررات شهرية من الأمودياكين زائد السلفاديوكسين - بيريميثامين لجميع الأطفال دون سن الخامسة خلال الموسم الذي يشتد فيه سريان المرض.
وقد وضعت منظمة لصحة العالمية إستراتيجية عالمية جديدة بشأن الملاريا للفترة 2016- 2030. وتحدد هذه الإستراتيجية الجديدة التي وضعت في إطار تشاور وثيق العرى مع البلدان المصابة بالمرض والشركاء، غاية بشأن الحد من عبء المرض بنسبة 40% بحلول عام 2020 وبنسبة 90% على الأقل بحلول عام 2030.
كما تهدف الإستراتيجية إلى القضاء على المرض في 35 بلدًا جديدًا على الأقل بحلول عام 2030. وتزود الإستراتيجية البلدان بإطار شامل يمكنها من وضع برامج مصممة خصيصًا لهذا الغرض ستسرع وتيرة التقدم المحرز صوب القضاء على الملاريا وتصون ذاك التقدم. وقد قطع فعلًا عدد من البلدان والأقاليم التزامات بشأن القضاء على الملاريا. وكثفت في السنوات الأخيرة الجهود المبذولة للقضاء عليها في أصقاع عدة من أفريقيا، بما فيها 8 بلدان قضت عليها في جنوب قارة أفريقيا، وهي أنجولا وبوتسوانا وموزمبيق وناميبيا وجنوب أفريقيا وسوازيلاند وزامبيا وزمبابوي، وفي أمريكا الوسطى وجزيرة هيسبانيولا ( تحتل هايتي ثلثها الغربي بينما تقع جمهورية الدومنيكان في ما تبقى من جزئها الشرقي) وهي ثاني أكبر جزر الأنتيل وتقع شرقي كوبا، وكذلك في جنوب شرق آسيا.
وفي عام 2014، قطع رؤساء الدول في مؤتمر قمة شرق آسيا التزامًا بالقضاء على الملاريا في منطقتي آسيا والمحيط الهادئ بحلول عام 2030، وتعمل المنظمة حاليًا على وضع إستراتيجية للقضاء على المرض في منطقة الميكونغ الكبرى دون الإقليمية.
وأشار الدكتور "بيدرو ألونسو" مدير برنامج المنظمة العالمي لمكافحة الملاريا، يجب علينا أن ننقل معركة مكافحة الملاريا إلى المرحلة التالية، لأن المضي قدمًا صوب القضاء عليها سيقتضي قطع التزام سياسي رفيع المستوى وتوفير تمويل رصين، بوسائل منها توظيف استثمارات كبيرة جديدة في مجالات كل من ترصد المرض وتعزيز النظم الصحية وإجراء البحوث. وإضافة إلى ذلك، نحن بحاجة ماسة إلى أدوات جديدة لمعالجة المشكلتين الناشئتين فيما يخص مقاومة الأدوية ومبيدات الحشرات، فضلًا عن حاجتنا إلى نهوج مبتكرة تسرع وتيرة إحراز التقدم.
وقد أفضى رفع مستوى الالتزام السياسي وزيادة التمويل إلى تلافي أكثر من 4 ملايين وفاة ناجمة عن الملاريا منذ عام 2001، ومن بين الدول التي تستخدم برامج الوقاية من الملاريا ومكافحتها مثل نيجيريا، ارتفعت نسبة الأطفال دون سن 5 سنوات النوم تحت الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات من 4٪ إلى 74٪ في الفترة ما بين عامي 2007 إلى 2015.
وفي زامبيا، انخفض معدل حالات الوفاة بالملاريا من 49 حالة وفاة لكل 1000 نسمة في عام 2005 إلى 34 حالة وفاة لكل 1000 نسمة في عام 2013 أي بانخفاض قدره 31 %.
وفي رواندا، أدي زيادة استخدام الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات بنسبة 63 % إلى انخفاض عدد حالات الإصابة بالملاريا بنسبة 62 %، وانخفاض الوفيات الأطفال بنسبة 30%. وفي إثيوبيا، ارتفع نسبة الأطفال دون سن 5 سنوات الذين ينامون تحت الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات إلى 90 % في عام 2010، مقابل 5 % في عام 2003. وفي سيراليون، ارتفعت الأسر التي تمتلك واحدة على الأقل من الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات من 33% في عام 2010 إلى 87 % في يونيو 2011.
وفي الهند قام البنك الدولي بتوفير 190 مليون دولار لجهود مكافحة الملاريا كجزء من مشروع أوسع لمكافحة ناقلات الأمراض، كما قام بتمويل شراء 6.1 مليون ناموسية، و1.1 مليون جرعة ضد الملاريا، و3.6 مليون اختبار للتشخيص السريع ضد الملاريا.
ويواصل 55 بلدًا وإقليمًا من أصل 97 بلدًا وإقليمًا ما انفك فيها سريان الملاريا جاريًا السير على الطريق القويم لبلوغ الغاية الحالية التي حددتها جمعية الصحة العالمية بشأن خفض معدلات الإصابة بالملاريا بنسبة 75% في الفترة الواقعة بين عامي 2000 و2015.
ولتحقيق غايات "الإستراتيجية التقنية العالمية" ستلزم زيادة الاستثمار السنوي في مكافحة الملاريا بمقدار ثلاثة أمثال على المستويات الحالية، كي يصل إلى 8.7 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.