عاجل- وقف إطلاق النار في غزة يدخل حيز التنفيذ ظهر اليوم    بعد إنطلاق ألبومها الأول.. مي فاروق تتصدر تريند جوجل    بكام الطن اليوم؟.. أسعار الأرز الشعير والأبيض الخميس 9-10-2025 في أسواق الشرقية    عاجل- الذهب يحقق قفزة تاريخية جديدة.. إليك آخر الأسعار اليوم في مصر    الأشواط الإضافية تحسم تأهل فرنسا والنرويج فى كأس العالم للشباب.. فيديو    حالة الطقس اليوم الخميس 9 اكتوبر2025 فى محافظة المنيا    أسعار السمك والمأكولات البحرية بأسواق الإسكندرية اليوم الخميس 9 أكتوبر 2025    شاهيناز: «مبحبش أظهر حياتي الخاصة على السوشيال.. والفنان مش إنسان عادي»    أضرار المشروبات الغازية على الكبد.. دراسة تكشف المخاطر الصحية    عاجل - بالصور.. شاهد الوفود الدولية في شرم الشيخ لمفاوضات غزة وسط تفاؤل بخطوة أولى للسلام    مساعد وزير الخارجية الإيراني السابق مهدي شريعتمدار ل«المصري اليوم»: الضغط الأمريكي المتزايد لفرض التطبيع أداة لتفكيك المنطقة (الحلقة 44)    حاكم مقاطعة فولجوجراد: الدفاعات الجوية تصد هجوما أوكرانيا مكثفا بالمسيرات    هشام حنفي: ياس سوروب مدرب مميز وإضافة كبيرة للنادي الأهلي    عاجل - "اختبار للتكتيك وتعزيز للانسجام" اليوم الخميس.. مصر X المغرب في ودية قبل كأس العرب 2025 - 2026    مشوار الفراعنة إلى المونديال.. خطوات ثابتة قادت مصر للتأهل التاريخي إلى كأس العالم 2026    وزيرة التخطيط تصل بروكسل للمشاركة في النسخة الثانية من منتدى البوابة العالمية للاتحاد الأوروبي    بعد ارتفاع الأخضر الأمريكي.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري الخميس 9-10-2025    أسعار الحديد في أسيوط اليوم الخميس 9102025    يعرض قريبًا.. «لينك» ضغطة زر تقلب حياة موظف على المعاش    عروض وأمسيات وورش تشكيلية بالخارجة والفرافرة وموط ضمن احتفالات الثقافة بذكرى النصر    سما المصري توجه رسالة ل المستشار مرتضى منصور: «ربنا يقومه بالسلامة بحق صلحه معايا»    مواقيت الصلاة في أسيوط اليوم الخميس 9102025    عاجل- ترامب: قد أزور مصر يوم الأحد.. ومفاوضات اتفاق غزة "بالغة القرب"    "قبل نهاية الاسبوع" غدوة حلوة.. اصنعي أجمل صينية فراخ بالبطاطس لعائلتك    وزير الرياضة يعلن إجراء تغييرات في الجهاز الفني لمنتخب مصر للشباب    30 دقيقة تأخرًا في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الخميس 9 أكتوبر 2025    من أدعية الفجر| اللهم ارزق كل مهموم بالفرج    بالطريق الحر.. تصادم دراجتين ناريتين مع نقل أودى بممرض وإصابة آخرين    المعاينة تكشف ملابسات حريق مخزن قطع غيار سيارات بالحرفيين    البطريرك أفرام الثاني يشارك في مؤتمر بإربيل حول "سوريا: بحثًا عن الوحدة في ظلّ التشرذم"    7 آلاف محضر بشأن «تراخيص عمل الأجانب» خلال 27 يومًا    ممنوع الضرب.. قرار حاسم حول حظر استخدام العصا أو الخرطوم في المدارس ومحاسبة المسؤولين    البابا تواضروس الثاني: المسيح هو الراعي الأمين الذي يقودنا إلى الطمأنينة والأبدية    نائب محافظ القاهرة يستقبل وفدًا كنسيًا من شبرا لبحث سبل التعاون وتعزيز التلاحم الوطني    8 شهداء في غزة خلال الساعات ال24 الماضية جراء الغارات الإسرائيلية    شيخ الأزهر يؤدي واجب العزاء في وفاة الدكتور أحمد عمر هاشم    مقتل شاب على يد شقيقه الأصغر بسبب خلاف على الميراث في الشرقية    انهيار محادثات الاتحاد الأوروبي بشأن الرقابة على الدردشة دون التوصل إلى اتفاق    وكيل صحة الفيوم تُتابع أداء المستشفيات في اجتماع إشرافي موسع| صور    كُتبت فيها ساعة الصفر.. حكاية «كراسة حنان» التي احتوت على خطة حرب أكتوبر    مصادر بالبترول تنفى زيادة أسعار البنزين والسولار صباح الخميس.. إنفوجراف    وزير الرياضة بعد تأهل مصر لكأس العالم: «سيكون هناك تكريم ل محمد صلاح ولاعبي الفراعنة»    سوء تفاهم قد يعكر الأجواء.. برج العقرب اليوم 9 أكتوبر    مصطفى قمر: مبروك لمصر رفعتوا راسنا يا رجالة مستنيين بقى تشرفونا فى كأس العالم    حساب فيفا يحتفى بصعود الفراعنة للمونديال: مصر البهية تُطِل على كأس العالم    « احتفالًا بالتأهل للمونديال».. سعد سمير يطالب بفتح استاد القاهرة مجانًا في مباراة مصر أمام غينيا بيساو    رسمياً.. مواصفات الورقة الامتحانية ل مادة العلوم المتكاملة شهر أكتوبر 2025 للثانوية العامة    إصابة رئيس مباحث شبين القناطر.. ومصرع عنصرين إجراميين في مطاردة أمنية بالقليوبية    رسمياً.. منهج العلوم في امتحانات شهر أكتوبر 2025 للمرحلة الابتدائية (مواصفات الورقة الامتحانية الكاملة)    نجوم الفن يحتفلون بتأهل مصر إلى كأس العالم.. يسرا ل اليوم السابع: بعد تأهل المنتخب وفوز العنانى الفرحة فرحتين.. نادية الجندي: يا رب كتر أفراحنا.. حمادة هلال: والله وعملوها الرجالة لسة عايشة ومتفائل للمنتخب    منها منتجات الألبان.. 6 أطعمة ممنوعة لمرضى جرثومة المعدة (تفاقم الألم)    أسهل طريقة لعمل البليلة في ساعة.. شرط النقع    السيسي يُعبّر عن خوفه من الثورة والتغيير .. وناشطون: فات الأوان يا عميل    مدير حملة العناني ل بوابة أخبار اليوم: دعم الرئيس ساهم في الإنجاز التاريخي لمصر    استشاري نفسي: نسبة الطلاق بين الأزواج في مراحل متقدمة من العمر    دينا أبو الخير: قذف المحصنات جريمة عظيمة يعاقب عليها الله    نقيب المحامين: الرئيس أعاد المادة 105 لزيادة ضمانات حقوق المواطن    مواقيت الصلاة فى الشرقية اليوم الأربعاء 8102025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحة العالمية تحيي بعد غد يوم الملاريا العالمي
نشر في البوابة يوم 23 - 04 - 2016

تحيي منظمة الصحة العالمية بعد غد، يوم الملاريا العالمي تحت شعار "اقضوا على الملاريا قضاءً مبرمًا"، ويجسد موضوع هذا العام الرؤية الخاصة بعالم خالٍ من الملاريا، والتي ورد بيانها في" الاستراتيجية التقنية العالمية بشأن الملاريا للفترة 2016-2030" والتي اعتمدتها جمعية الصحة العالمية في مايو 2015، وتستهدف الاستراتيجية إحداث خفض هائل في عبء الملاريا خلال 15 سنة القادمة.
وتعد أهداف تلك الاستراتيجية طموحة ولكنها قابلة للتحقيق عن طريق: خفض معدل حالات الملاريا الجديدة بنسبة 90% على الأقل؛ خفض معدل وفيات الملاريا بنسبة 90% على الأقل ؛ القضاء على الملاريا في 35 بلدًا على الأقل؛ الوقاية من عودة الملاريا للظهور في جميع البلدان الخالية من الملاريا.
ويتسق الإطار الزمني 2016-2030 مع "خطة التنمية المستدامة لعام 2030"، وهي إطار التنمية العالمي الجديد الذي اعتمدته جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ويمثل يوم الملاريا العالمي يوم 25 أبريل والذي حددته جمعية الصحة العالمية في دورتها 60 في مايو 2007، مناسبة للاعتراف بالجهود التي تبذل على الصعيد العالمي من أجل مكافحة الملاريا بفعالية، ولتعزيز الوعي بهذا المرض وكيفية تجنبه وطرق علاجه.
وتشير احصائيات منظمة الصحة العالمية لعام 2015، إلى وجود 214 مليون حالة إصابة بالملاريا في عام 2015 و438 ألف حالة وفاة... وأن بين عامي 2000 و2015، انخفض معدل الإصابة بالملاريا بين السكان المعرضين للخطر بنسبة 37% على الصعيد العالمي.
كما يواجه نحو 3.2 مليار نسمة أي نصف سكان العالم تقريبًا مخاطر الإصابة بالملاريا وخلال الفترة ذاتها، انخفضت معدلات وفيات الملاريا بين السكان المعرضين للخطر بنسبة 60%، وبنسبة 65٪ بين الأطفال دون سن 5 سنوات. وقد تم تجنب ما يقدر بنحو 6.2 مليون حالة وفاة من الملاريا على مستوى العالم منذ عام 2001، كما تم إنقاذ حياة 5.9 مليون طفل من الملاريا بين عامي 2001 و2015.
كما تشير إلى أن 57 دولة انخفضت بها حالات الإصابة بالملاريا بنسبة 75 % خلال الفترة ما بين عامي 2000 و2015 ولا تزال قارة أفريقيا وخاصة دول جنوب الصحراء الكبرى تحمل أعلي نسبة مصابين بشكل غير متناسب من عبء الملاريا العالمي.
ففي عام 2015، كانت المنطقة تضم 88 % من حالات الإصابة بالملاريا و90% من الوفيات الناجمة عن الملاريا... والجدير بالذكر أن معظم من يموتون بسبب هذا المرض هم من الأطفال الذين يعيشون في أفريقيا، حيث لا تمر دقيقة واحدة إلا وتشهد وفاة طفل جراء الملاريا.
ولقد انخفضت معدلات وفيات الملاريا بين الأطفال في أفريقيا بما يقارب 58% منذ عام 2000 وما زالت نحو 15 دولة ولا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى حيث سجلت 80 % من حالات الإصابة بالملاريا والوفيات 78% على الصعيد العالمي ولا تزال الملاريا تمثل تحديًا كبيرًا في إقليم شرق المتوسط، فأكثر من 50 % من سكان الإقليم يعيشون في مناطق معرضة لخطر الإصابة بهذا المرض.
وبناء على إحصائيات عام 2010، تأثر نحو 10.4 مليون شخص بالملاريا، ويتوفي سنويًا 15 ألف شخص في الإقليم جراء الإصابة بالملاريا.
وينجم داء الملاريا عن طفيلي أحادي الخلية يسمى المتصورة وتقوم أنثى بعوض الأنوفيلة بالتقاط ذلك الطفيلي من الأشخاص المصابين بالعدوى لدى لدغهم للحصول على الدم اللازم لتغذية بيضها وبعد ذلك يبدأ الطفيلي بالتكاثر داخل البعوضة ولما تلدغ تلك البعوضة شخصًا آخر، تختلط الطفيليات بلعابها وتنتقل إلى دم الشخص الملدوغ.
وتتكاثر طفيليات الملاريا بسرعة في الكبد وبعدها في كريات الدم الحمراء وبعد مضي أسبوع إلى أسبوعين على إصابة الشخص بالعدوى، تبدأ الأعراض الأولى بالظهور، وتكون غالبًا كالتالي: حمى وصداع ورعشة وقيء وبوسع داء الملاريا، إذا لم يعالج بسرعة بواسطة أدوية ناجعة، أن يفتك بمن يصاب به، وذلك عن طريق إصابة كريات الدم الحمراء بالعدوى وإتلافها وعن طريق سد الشعريات التي تحمل الدم إلى الدماغ والأعضاء الحيوية الأخرى.
وهناك 4 أنواع من الملاريا تتسبب فيها أربع طفيليات هي كالتالي: المتصورة النشيطة ؛ المتصورة الملارية؛ المتصورة البيضوية ؛ المتصورة المنجلية. ويعد نوعا الملاريا الناجمان عن المتصورة النشيطة والمتصورة المنجلية أكثر الأنواع انتشارًا... وأكثر انتشار لملاريا المتصورة المنجلية أكثر الأنواع فتكًا في أفريقيا جنوب الصحراء، حيث تتسبب في وفاة ما يناهز مليون شخص في السنة. كما لوحظ في الأعوام الأخيرة، حدوث حالات بشرية من الملاريا الناجمة عن المتصورة النولسية- وهي ملاريا تصيب النسانيس وتحدث في بعض المناطق الغابية من جنوب شرق آسيا.
وهناك نحو 20 جنسًا مختلفًا من أجناس الأنوفيلة التي تكتسي أهمية على الصعيد المحلي في جميع أنحاء العالم. والجدير بالذكر أن جميع الأجناس المهمة الناقلة للمرض تلدغ أثناء الليل. وتتكاثر تلك الأجناس في المياه ولكل منها مكانه المفضل للتكاثر، فالبعض منها يفضل التكاثر مثلًا في المياه العذبة الضحلة مثل البرك وحقول الأرز وآثار الحوافر على الأرض. والملاحظ أن وتيرة سريان المرض تشتد في الأماكن التي يطول فيها عمر البعوض الناقل نسبيًا مما يمكن الطفيلي من استكمال نموه داخل البعوض،أو إذا فضل البعوض لدغ البشر بدلًا من الحيوانات. فطول دورة حياة أجناس النواقل الأفريقية وميولها إلى لدغ البشر بقوة من الأمور التي تفسر مثلًا سبب وقوع أكثر من 90% من وفيات الملاريا في أفريقيا.
ويعتمد سريان المرض أيضًا على الظروف المناخية التي قد تؤثر في عدد البعوض وبقائه، مثل أنماط تهاطل الأمطار ودرجة الحرارة والرطوبة. والملاحظ، في كثير من الأماكن، أن سريان المرض موسمي ويبلغ ذروته أثناء موسم الأمطار وبعده مباشرة. ويمكن أن تحدث أوبئة الملاريا عندما تساعد الظروف المناخية والظروف الأخرى فجأة على سريان العدوى في المناطق التي لا يمتلك فيها الناس إلا القليل من المناعة ضد المرض أو أنهم لا يمتلكون مناعة ضده على الإطلاق.
كما يمكن أن تحدث تلك الأوبئة عندما ينتقل الناس من ذوي المناعة المنخفضة إلى مناطق يشتد فيها سريان المرض وذلك للبحث عن العمل أو لأغراض اللجوء على سبيل المثال.
وتمثل المناعة البشرية أحد العوامل المهمة الأخرى التي تؤثر في سريان الملاريا، لاسيما لدى البالغين في المناطق التي تشهد سريان المرض بشكل معتدل أو مكثف... وتتشكل مناعة جزئية من جراء التعرض للمرض طيلة أعوام ومع أنها لا تتيح حماية تامة ضد المرض، فإنها تسهم في الحد من تطور العدوى إلى مرض وخيم.
وعليه فإن معظم وفيات الملاريا التي تسجل في أفريقيا تحدث بين صغار الأطفال، بينما يلاحظ تعرض جميع الفئات العمرية للخطر في المناطق التي يقل فيها سريان المرض وتنخفض فيها نسبة المناعة.
والفئات المعرضة للخطر بوجه خاص هي: صغار الأطفال الذين يعيشون في مناطق يسري فيها المرض بوتيرة مستقرة والذين لم تتشكّل لديهم بعد مناعة تحميهم ضدّ أشدّ أشكال المرض وخامة ؛ الحوامل اللائي لا يمتلكن المناعة اللازمة إذ تتسبب الملاريا في حدوث الإجهاض التلقائي بمعدلات مرتفعة ويمكنها أن تتسبب في وفاة الأم؛ الحوامل اللائي لا يمتلكن قدرًا كافيًا من المناعة، في المناطق التي يسري فيها المرض بشدة.
ويمكن أن تؤدي الملاريا إلى الإجهاض التلقائي ونقص الوزن عند الميلاد، لاسيما أثناء الحمل الأول والحمل الثاني ؛ الحوامل المصابات بفيروس الأيدز ممن لا يمتلكن قدرًا كافيًا من المناعة، في المناطق التي تسري فيها الملاريا بوتيرة مستقرة معرضات بشدة لمخاطر الإصابة بالمرض أثناء الحمل أيا كان ترتيبه.
كما تواجه النساء المصابات بعدوى الملاريا في المشيمة أكثر من غيرهن مخاطر نقل عدوى فيروس الأيدز إلى ولدانهن؛ المصابون بالأيدز والعدوى بفيروسه ؛ المسافرون الدوليون القادمون من المناطق التي لا تتوطنها الملاريا نظرًا لعدم امتلاكهم المناعة اللازمة؛ المهاجرون القادمون من مناطق تتوطنها الملاريا وأطفالهم ممن يعيشون في مناطق لا يتوطنها المرض ويعودون إلى بلدانهم الأصلية لزيارة أصدقائهم وأقاربهم معرضون بصورة مماثلة لمخاطر المرض نظرًا لامتلاكهم مناعة قليلة أو عدم امتلاكهم أية مناعة على الإطلاق.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى ظاهرة مقاومة الأدوية المضادة للملاريا من المشكلات المتكررة. وأصبحت مقاومة المتصورة المنجلية لأجيال الأدوية السابقة مثل الكلوروكين والسلفادوكسين- البيريميثامين، منتشرة على نطاق واسع في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، مما أسهم في تقويض جهود المكافحة وعكس المكاسب التي تحققت في مجال بقيا الأطفال.
وفي السنوات الأخيرة، تم الإبلاغ عن مقاومة الطفيلي لأدوية الآرتيميسينين في 5 دول واقعة في منطقة الميكونغ الكبرى دون الإقليمية وهي، كمبوديا؛ جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية؛ ميانمار؛ تايلندا؛ وفيتنام.
وعلى الرغم من احتمال وجود الكثير من العوامل التي تسهم في ظهور المقاومة وانتشارها، فإن البعض يرى أن استخدام الأدوية التي لا تحتوي إلا على الآرتيميسينين كمعالجة أحادية من العوامل الرئيسية في هذا الصدد... وقد يميل المرضى عندما يعالجون بالأدوية التي لا تحتوي إلا على مادة الآرتيميسينين، إلى وقف العلاج مبكرًا عقب تلاشي أعراض المرض بسرعة.
وتؤدي تلك الممارسة إلى عدم اكتمال العلاج واستحكام الطفيليات في دم المرضى. وتتمكن تلك الطفيليات المقاومة إذا لم يعط دواء ثان في إطار معالجة توليفية (كما يتم في إطار المعالجة التوليفية القائمة على الآرتيميسينين) من البقاء والانتقال إلى بعوضة ومنها إلى شخص آخر. وإذا تطورت مقاومة حيال المعالجات القائمة على الآرتيميسينين وانتقلت للانتشار في مناطق جغرافية كبيرة أخرى، فإن العواقب الصحية العمومية قد تكون وخيمة. وتوصي منظمة الصحة العالمية برصد مقاومة الأدوية المضادة للملاريا بشكل روتيني، كما أنها تدعم البلدان لتمكينها من تعزيز جهودها في هذا المجال الهام من مجالات العمل.
وتسهم خدمات التشخيص والعلاج في المراحل المبكرة في التخفيف من حدة المرض وتوقي الوفيات الناجمة عنه، كما تسهم في الحد من سريانه. ويتمثل أفضل علاج من بين العلاجات المتوافرة لمكافحة الملاريا، ولاسيما الملاريا المنجلية في المعالجة التوليفية القائمة على الأرتيميسينين. وتوصي منظمة الصحة العالمية بضرورة الحرص قبل إعطاء العلاج، على تأكيد جميع حالات الملاريا المشتبه فيها من خلال التشخيص الذي يؤكد وجود الطفيلي (إما عن طريق المجهر أو اختبار التشخيص السريع). ويمكن إتاحة نتائج ذلك الفحص التوكيدي في غضون 15 دقيقة أو أقل من ذلك. ولا ينبغي إعطاء العلاج استنادًا إلى الأعراض فقط إلا عندما يتعذر إجراء التشخيص الذي يؤكد وجود الطفيلي.
وتمثل مكافحة النواقل الأسلوب الرئيسي للحد من سريان الملاريا على الصعيد المجتمعي. وهي تمثل التدخل الوحيد الكفيل بخفض سريان المرض من مستويات عالية للغاية إلى مستويات قريبة من الصفر. أما بالنسبة للأفراد، فإن الحماية الشخصية من لدغات البعوض تمثل خط الدفاع الأول للوقاية من الملاريا.
وهناك تدخلان رئيسيان لمكافحة النواقل يضمنان فعالية في طائفة متنوعة من الظروف وهما:
1- الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات: وتعد الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات المديدة المفعول الشكل المفضل من ضمن الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات التي يتم توزيعها في إطار برامج الصحة العمومية ذات الصلة. وتوصي منظمة الصحة العالمية بضمان تغطية شاملة لجميع الأشخاص المعرضين للخطر، وفي معظم الأماكن. وأكثر الأساليب مردودية لتحقيق ذلك هو توفير الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات المديدة المفعول حتى يتمكن كل شخص من النوم كل ليلة تحت واحدة منها.
2- الرش الثمالي بمبيدات الحشرات في الأماكن الداخلية: ويعد الرش الثمالي بمبيدات الحشرات في الأماكن الداخلية الأسلوب الأقوى للحد بسرعة من سريان الملاريا.
وتتحقق كامل إمكانات هذا الأسلوب عندما يتم رش ما لا يقل عن 80 % من المنازل في المناطق المستهدفة. ويضمن هذا الرش فعالية طيلة فترة تتراوح بين 3 أشهر و6 أشهر، حسب المبيد المستخدم ونوع المسطحات التي يتم رش المبيد عليها.
ويمكن في بعض الحالات، أن تضمن مادة الدي دي تي فعالية طيلة فترة تتراوح بين 9 أشهر و12 شهرًا. ويجري استحداث مبيدات أطول مفعولًا لاستعمالها في الرش الثمالي في الأماكن الداخلية.
3- استخدام الأدوية للوقاية من الملاريا. فبإمكان المسافرين وقاية أنفسهم من هذا المرض عن طريق الوقاية الكيميائية، التي تزيل المرحلة الدموية لعدوى الملاريا وتمكن بالتالي من توقي الإصابة بالمرض. وإضافة إلى ذلك توصي منظمة الصحة العالمية بتوفير العلاج الوقائي المتقطع القائم على مادة السلفاديوكسين - بيريميثامين للحوامل اللائي يعشن في المناطق التي يشتد فيها سريان الملاريا، وذلك في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. كما توصي بإعطاء ثلاث جرعات من ذلك العلاج للرضع الذين يعيشون في المناطق الأفريقية التي يشتد فيها سريان هذا المرض والحرص في الوقت ذاته على تطعيمهم باللقاحات الروتينية اللازمة.
وفي عام 2012، أوصت المنظمة بتنفيذ الوقاية الكيميائية الموسمية من الملاريا بوصفها إستراتيجية إضافية لمكافحة هذا المرض في مناطق شبه إقليم الساحل بأفريقيا. وتشمل الإستراتيجية إعطاء مقررات شهرية من الأمودياكين زائد السلفاديوكسين - بيريميثامين لجميع الأطفال دون سن الخامسة خلال الموسم الذي يشتد فيه سريان المرض.
وقد وضعت منظمة لصحة العالمية إستراتيجية عالمية جديدة بشأن الملاريا للفترة 2016- 2030. وتحدد هذه الإستراتيجية الجديدة التي وضعت في إطار تشاور وثيق العرى مع البلدان المصابة بالمرض والشركاء، غاية بشأن الحد من عبء المرض بنسبة 40% بحلول عام 2020 وبنسبة 90% على الأقل بحلول عام 2030.
كما تهدف الإستراتيجية إلى القضاء على المرض في 35 بلدًا جديدًا على الأقل بحلول عام 2030. وتزود الإستراتيجية البلدان بإطار شامل يمكنها من وضع برامج مصممة خصيصًا لهذا الغرض ستسرع وتيرة التقدم المحرز صوب القضاء على الملاريا وتصون ذاك التقدم. وقد قطع فعلًا عدد من البلدان والأقاليم التزامات بشأن القضاء على الملاريا. وكثفت في السنوات الأخيرة الجهود المبذولة للقضاء عليها في أصقاع عدة من أفريقيا، بما فيها 8 بلدان قضت عليها في جنوب قارة أفريقيا، وهي أنجولا وبوتسوانا وموزمبيق وناميبيا وجنوب أفريقيا وسوازيلاند وزامبيا وزمبابوي، وفي أمريكا الوسطى وجزيرة هيسبانيولا ( تحتل هايتي ثلثها الغربي بينما تقع جمهورية الدومنيكان في ما تبقى من جزئها الشرقي) وهي ثاني أكبر جزر الأنتيل وتقع شرقي كوبا، وكذلك في جنوب شرق آسيا.
وفي عام 2014، قطع رؤساء الدول في مؤتمر قمة شرق آسيا التزامًا بالقضاء على الملاريا في منطقتي آسيا والمحيط الهادئ بحلول عام 2030، وتعمل المنظمة حاليًا على وضع إستراتيجية للقضاء على المرض في منطقة الميكونغ الكبرى دون الإقليمية.
وأشار الدكتور "بيدرو ألونسو" مدير برنامج المنظمة العالمي لمكافحة الملاريا، يجب علينا أن ننقل معركة مكافحة الملاريا إلى المرحلة التالية، لأن المضي قدمًا صوب القضاء عليها سيقتضي قطع التزام سياسي رفيع المستوى وتوفير تمويل رصين، بوسائل منها توظيف استثمارات كبيرة جديدة في مجالات كل من ترصد المرض وتعزيز النظم الصحية وإجراء البحوث. وإضافة إلى ذلك، نحن بحاجة ماسة إلى أدوات جديدة لمعالجة المشكلتين الناشئتين فيما يخص مقاومة الأدوية ومبيدات الحشرات، فضلًا عن حاجتنا إلى نهوج مبتكرة تسرع وتيرة إحراز التقدم.
وقد أفضى رفع مستوى الالتزام السياسي وزيادة التمويل إلى تلافي أكثر من 4 ملايين وفاة ناجمة عن الملاريا منذ عام 2001، ومن بين الدول التي تستخدم برامج الوقاية من الملاريا ومكافحتها مثل نيجيريا، ارتفعت نسبة الأطفال دون سن 5 سنوات النوم تحت الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات من 4٪ إلى 74٪ في الفترة ما بين عامي 2007 إلى 2015.
وفي زامبيا، انخفض معدل حالات الوفاة بالملاريا من 49 حالة وفاة لكل 1000 نسمة في عام 2005 إلى 34 حالة وفاة لكل 1000 نسمة في عام 2013 أي بانخفاض قدره 31 %.
وفي رواندا، أدي زيادة استخدام الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات بنسبة 63 % إلى انخفاض عدد حالات الإصابة بالملاريا بنسبة 62 %، وانخفاض الوفيات الأطفال بنسبة 30%. وفي إثيوبيا، ارتفع نسبة الأطفال دون سن 5 سنوات الذين ينامون تحت الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات إلى 90 % في عام 2010، مقابل 5 % في عام 2003. وفي سيراليون، ارتفعت الأسر التي تمتلك واحدة على الأقل من الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات من 33% في عام 2010 إلى 87 % في يونيو 2011.
وفي الهند قام البنك الدولي بتوفير 190 مليون دولار لجهود مكافحة الملاريا كجزء من مشروع أوسع لمكافحة ناقلات الأمراض، كما قام بتمويل شراء 6.1 مليون ناموسية، و1.1 مليون جرعة ضد الملاريا، و3.6 مليون اختبار للتشخيص السريع ضد الملاريا.
ويواصل 55 بلدًا وإقليمًا من أصل 97 بلدًا وإقليمًا ما انفك فيها سريان الملاريا جاريًا السير على الطريق القويم لبلوغ الغاية الحالية التي حددتها جمعية الصحة العالمية بشأن خفض معدلات الإصابة بالملاريا بنسبة 75% في الفترة الواقعة بين عامي 2000 و2015.
ولتحقيق غايات "الإستراتيجية التقنية العالمية" ستلزم زيادة الاستثمار السنوي في مكافحة الملاريا بمقدار ثلاثة أمثال على المستويات الحالية، كي يصل إلى 8.7 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.