تصاعدت أزمة مصر وإيطاليا على خلفية مقتل الباحث الإيطالى «ريجينى»، والتى انتهت مؤخرًا بسحب السفير الإيطالى للتشاور من أجل اتخاذ موقف والتصعيد للضغط على السلطات المصرية للكشف عن الهوية الحقيقية لقاتل «ريجينى»، وهو الأمر الذى اعتبره دبلوماسيون فشلًا من جانب السلطات المصرية فى التعامل مع الأزمة. وفى هذا السياق، قال السفير حسن رخا، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن إيطاليا سبق وحذرت من تطور الموقف، وكان البرلمان الإيطالي، طالب وزير الخارجية باستدعاء سفيرهم فى القاهرة إذا لم تجر السلطات المصرية تحقيقًا جديًا وشفافًا، على أن تكون الخطوة الثانية هى إعلان أن مصر بلد غير آمن بالنسبة للإيطاليين، لافتًا إلى أن إيطاليا مُقدمة على انتخابات والقضية أصبحت قضية رأى عام. وأضاف رخا فى تصريحات خاصة إلى «البوابة» أن الجانب الإيطالى استدعى السفير للتشاور فى الخطوات القادمة، مُشيرًا إلى أن هناك تصعيدًا من جانب إيطاليا خلال المرحلة لا سيما وأن السلطات المصرية لم تتجاوب معهم، حيث طالبت إيطاليا الإجابة عن 5 أسئلة أهمها تفريغ كاميرات المناطق التى كان يتردد عليها «ريجيني» بالإضافة إلى تسجيل المكالمات التى أجراها المقتول فى آخر 48 ساعة، لكن الوفد المصرى لم يأخذ هذه المطالب معه. وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن العلاقات المصرية الإيطالية أخذت منحنى خطيرًا، ومن الضرورى أن تتخذ السلطات المصرية قرارات وإجراءات أخرى تحافظ على طبيعة العلاقات بين البلدين. وفى هذا السياق، قال السفير عادل صفتى مساعد وزير الخارجية الأسبق، ونائب رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن مصر لم يعد أمامها سوى كشف حقيقة ما حدث مع الباحث الإيطالى جوليو ريجيني، لافتًا إلى أن تعامل السلطات المصرية كان سيئًا، مما ساهم فى أن تُصبح العلاقات المصرية الإيطالية على المحك. وشدد صفتى فى تصريحات خاصة ل«البوابة» على خطورة تطور الأزمة بين إيطاليا ومصر، خاصةً أن أى إجراء سوف تتخذه إيطاليا لن يكون مقصورًا عليها، وستتضامن معها دول عدة، مُستشهدًا بالموقف الإنجليزى إبان سقوط الطائرة الروسية، والتى أوقفت رحلاتها الجوية إلى شرم الشيخ حتى قبل أن تتخذ روسيا هذا القرار، مُؤكدًا على ضرورة الكشف عن كل المعلومات التى تحوزها السلطات المصرية حول هذه الواقعة بمنتهى الشفافية والجدية والصرامة أيًا ما كان مصدرها، وضرورة إجراء تحقيق جاد وشفاف وتقديم المتهم الحقيقى إلى المحاكمة العادلة. وطالب مساعد وزير الخارجية الأسبق، الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتدخل، لأن السلطات المصرية والحكومة تعاملت مع القضية بشكل مُهين لمصر على مستوى العالم، ومن الضرورى الكف عن هذه الفضائح التى جعلتنا نقف أمام التهديدات الإيطالية وبعض الدول الأوروبية دون الرد.