كشفت منظمة العفو الدولية "امنستى انترناشيونال" فى تقرير لها عن قيام مصنعي الهواتف الذكية باستخدام الأطفال فى استخراج الكوبالت اللازم لإنتاج بطاريات الأجهزة الإليكترونية وذلك بالمخالفة لمواثيق تشغيل الأطفال . وأوضح تقرير المنظمة الدولية ان المادة الأساسية التى تستخدم فى تصنيع البطاريات "كوبالت" والتى أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية اذ انها تستخدم فى الهواتف والكمبيوتر اللوحى والكاميرات وغيرها من الأجهزة، يتم استخراجها من المناجم فى جمهورية الكونغو الديمقراطية. وتقوم الشركات الصينية المقربة من الحكومتين الصينية والكنغولية بتشغيل الأطفال فى هذه المناجم من اجل استخراج هذه المادة. مما يشكل خطرا على حياة الأطفال بل وانهم يعيشون فى ظروف عمل صعبة للغاية. و حول نفس الموضوع أكدت مجلة "سليت أفريك" أن اكثر من نصف الإنتاج العالمى لمادة الكوبالت يأتى من جمهورية الكونغو الديمقراطية التى يقوم الأطفال فيها باستخراج هذه المادة من المناجم وتتراوح أعمار الأطفال من 7 أعوام أو أكثر ويعملون فى ظروف محفوفة بالمخاطر. كانت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسف" قد أكدت فى عام 2012 ان حوالى 40 ألف طفل يعملون فى المناجم فى منطقة كاتانجا اغلبهم فى استخراج وتصنيع الكوبالت. وجاء تقرير منظمة العفو الدولية الصادر مؤخرا ليدين العديد من الشركات المتعددة الجنسيات من بينها شركة "ابل" و"سامسونج" و "ميكروسوفت" و "سونى" وأيضا مصنعي السيارات مثل شركة "مرسيدس" و"فولكس فاجن" لتجاهلهم عن ما يقوم موردو هذه المادة بارتكابه فى حق الأطفال. الجدير بالذكر أن 90% من إنتاج المناجم الكنغولية فى كاتانجا يصدر إلى الصين. ومنذ عدة أعوام، تجتاح جمهورية الكونغو الديمقراطية عدة نزاعات فيما يتعلق بالسيطرة على المناجم الثمينة. وفى غضون هذا الوقت، ازداد الطلب العالمى على مادة الكوبالت وظل السوق خارج نطاق السيطرة نظرا لأنه لا يندرج تحت قائمة "مناجم الحرب" المنصوص عليها فى التشريع الذى ينظم استخراج وبيع المعادن الأخري مثل الذهب والقصدير فى جمهورية الكونغو الديمقراطية.