قال الدكتور أحمد زكريا الشلق، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس: يتميز كتاب "أيام في ذاكرة المصريين" للدكتورة عواطف سراج الدين، باحتوائه على معلومات جديدة، مستعينة بمجموعة من المراجع، وهي تعلم أن الكتابة التاريخية لابد أن تنطوي على شيئين أساسيين، الأول الحقائق والثاني أن تتسم تلك الحقائق بمغزى ومعنى، وهذا ما تميزت به الدكتورة عواطف عبدالرحمن، فهي حللت وناقشت وطرحت أفكارًا كثيرة. وأضاف الشلق خلال مشاركته في ندوة مناقشة وتوقيع كتاب "أيام في حياة المصريين"، للدكتورة عواطف سراج الدين، والتي أقيمت مساء اليوم الأربعاء بالمجلس الأعلى للثقافة: من الموضوعات المهمة التي تناولها الكتاب في أحد فصوله، أنه صور النحاس باشا أنه أنقذ الدولة المصرية من الضياع، بينما يرى بعض المؤرخين غير ذلك، ففي البحث العلمي لا أحد يدعي أنه يمتلك الحقيقة والمعرفة وحده. وواصل أستاذ التاريخ الحديث: المؤلفة ذكرت في كتابها أن ثورة 1919 كانت ثورة غير متوقعة، وفي حقيقة الأمر لا توجد ثورة غير متوقعة، فكل ثورة ولها بوادر ومؤشرات، وأود أن أشير هنا لأن التاريخ لا يعيد نفسه كما يدعي البعض، فالزمن لا يعاد ولا يسترجع، قد تتشابه أحداثه لكنها لا تتطابق ولا تتكرر. وأشار الشلق إلى أن المؤلفة استخدمت في كتابها مصطلح "انقلاب 1952"، وكررتها أكثر من مرة، إضافة إلى ذكرها لذات المصطلح خلال عرضها للحديث عن الكتاب الآن، قائلًا، بالنظر إلى ما حققته ثورة 1952 بعد أعوام قليلة نجد أنها ثورة حققت أهدافًا كثيرة للشعب المصري، ورغم أنها استخدمت كلمة ثورة 1952 داخل الكتاب إلا أنها كانت في سياق استشهادها بأحاديث البعض ممن تحدثوا عن ثورة 1952، ولم ترد كلمة ثورة على لسانها كمؤلف للكتاب، وإن كنت أتمنى أن يحدث ذلك، ولكن ما حدث عام 1952 هو ثورة وسيضل ثورة، واختلافي مع المؤلفة في بعض الأمور التي وردت بالكتاب، لا يفسد للود معها قضية، كما أود أن أشير إلى أن المؤلفة أغفلت في كتابها يوم مهم من أيام المصريين، وهو وقفة عرابي، فكنت أتمنى أن تعود بنا إلى ما قبل ثورة 1919، وتفرد لنا فصلًا كاملًا عن الثورة العرابية باعتبارها من أهم أيام المصريين، وكذا أغفلت المؤلفة يوم مهم ومشهود في حياة المصريين وهو يوم تأميم قناة السويس، ومع ذلك لقد استفدت واستمتعت بالكتاب كثيرًا.