يبدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم الإثنين زيارة دولة لجمهورية التشيك تستغرق يومين لتشجيع العلاقات بين البلدين في قطاع الأعمال تتويجا لجهود الرئيس التشيكي ميلوس زيمان لبناء علاقة إستراتيجية مع بكين. وحرص زيمان منذ انتخابه في 2013 على تعزيز العلاقات مع الصين وروسيا وليس مع شركاء براج في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي رغم أن الحكومة وليس الرئيس هي المسئول الرئيسي عن السياسة الخارجية لجمهورية التشيك. وهذه أول زيارة يقوم بها رئيس صيني لجمهورية التشيك وتشمل ندوة تجارية والتوقيع على استثمارات صينية في جمهورية التشيك التي يبلغ عدد سكانها 10.6 مليون نسمة. والصين هي ثالث أكبر شريك تجاري لبراج حيث يصل حجم التجارة المتبادلة نحو 21 مليار دولار. وقال شي في مقال نشرته صحيفة برافو التشيكية اليومية يوم السبت "الجانبان الصينيوالتشيكي عليهما أن يرفعا مكانة العلاقات المشتركة بينهما دون تأخير ويرونها من وجهة نظر إستراتيجية ومنظور بعيد المدى." وتشعر الصين بامتنان عميق لزيمان بوصفه الزعيم الغربي الوحيد الذي حضر عرضا عسكريا ضخما في بكين في سبتمبر أيلول الماضي في ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية. وقال زيمان خلال زيارة سابقة في 2014 إنه جاء إلى الصين "كي يتعلم كيف يزيد النمو الاقتصادي وكيف يحقق استقرار المجتمع" وليس "تعليم اقتصاد السوق أو حقوق الإنسان." ويمثل هذا تناقضا كبيرا مع نهج أول رئيس لجمهورية التشيك ما بعد الشيوعية فاتسلاف هافل وهو معارض من الحقبة السوفيتية وصديق شخصي للزعيم الروحي المنفي للتبت الدلاي لاما. وسيدعو زيمان شي اليوم الإثنين لمقر للرئاسة خارج براج ليصبح أول ضيف أجنبي تتم استضافته هناك. وأدت المعاملة الخاصة التي سيحظى بها شي إلى احتجاجات من المعارضة التشيكية التي شبهت ذلك بالترحيب الحار الذي كان يتم به استقبال الزعماء السوفيت خلال الحرب الباردة. وألقى مجهول طلاء أسود على العشرات من الإعلام الصينية المرفوعة على جانبي طريق رئيسي للمطار يوم السبت ويعتزم نشطاء لحقوق الإنسان تنظيم مظاهرات. ووصفت افتتاحية في صحيفة جلوبال تايمز الصينية الرسمية اليوم الإثنين حادثة الإعلام بأنها تظهر "تقصيرا كبيرا من الشرطة في براج وعداء مستترا في المجتمع التشيكي." وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي إن محاولة "قلة مخربة" عرقلة الزيارة لن تصيب العلاقات بأي ضرر.