سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبير التسويق الأمريكي جوردان ليبرمان في حواره ل"البوابة": الرئيس القادم سيدعم مصر.. والصحافة ستغير موقفها من "السيسي" حينما يقود "عملية السلام".. و"كلينتون" و"كروز" الأقرب للمنافسة
■ إسرائيل مدعومة من كل المرشحين بدرجات متفاوتة ■ «ترامب» يمثل «الخوف الأمريكى» من «داعش» قال جوردان ليبرمان، خبير التسويق السياسى ورئيس مجلس إدارة شركة campaign gird المتخصصة فى إدارة الحملات الانتخابية، إن هيلارى كلينتون وتيد كروز هما الأقرب للمنافسة على ترشيحى الحزبين الديمقراطى والجمهورى، مؤكدًا أن الملياردير دونالد ترامب لا أمل له. وأوضح أن الرئيس الأمريكى القادم سيدعم مصر فى حربها ضد الإرهاب، لافتا إلى أن أسهم الرئيس السيسى تصاعدت فى الإعلام الأمريكى بعدما قرر بشجاعة خوض الحرب ضد داعش، وتوقع أن تنتهى حملات الهجوم على السياسة الخارجية المصرية حينما تعود لقيادة عملية السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. ■ كيف تقيم أداء المرشحين لانتخابات الرئاسة الأمريكية خاصة هيلارى كلينتون، بيرنى ساندرز، ترامب، تيد كروز؟ - كل الحملات الانتخابية الخاصة بهؤلاء المرشحين تحاول الاجتهاد لمواجهة التحديات الانتخابية المختلفة التى تواجههم، هيلارى كلينتون خاضت الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى عام 2008 ولم توفق لأن الحزب الديمقراطى كان يريد أن يختار شخصًا مختلفًا أكثر توهجًا وكان ذلك متوفرًا فى أوباما، وبالتالى الفشل فى ذلك التوقيت لا يعود لأداء هيلارى بل لاختيارات الحزب، وأعتقد أنها تعلمت الدرس الآن واستفادت من تجربتها فى السياسة الخارجية، ولكن حملتها لا تزال تعانى فى الوصول إلى أصوات الشباب، أما بالنسبة لبرنى ساندرز فهو مفاجأة حقيقية، فهو مرشح ليبرالى أو بالأحرى شيوعى، وهذا غير شائع ونادر جدًا فى الانتخابات الأمريكية ويملك حملة قوية وتبلى بلاء حسنا حتى الآن وحافظت عليه فى السباق، إلا أن حضوره يدعم توجه الليبراليين والمعتدلين لهيلارى. أما تيد كروز فيعتمد فى حملته على اثنين من أقوى الخبراء فى مجال إدارة الحملات الانتخابية، وقد ساعداه بقوة على التغلب على ترامب فى العديد من المناظرات، وأعتقد أنه المرشح الأكثر ذكاء بين كل المرشحين للرئاسة، ولكن قد لا يكون ذلك كافيًا لضمان فوزه. ■ وماذا عن ترامب.. وما تفسيرك لتقدمه المثير للجدل رغم أنه من خارج الطبقة السياسية الأمريكية؟ - هذا السؤال يشغل الأمريكيين أنفسهم، ويشعرون بصعوبة فى فهم ما يجرى، إلا أن أفضل تفسير لذلك هو انقسام الحزب الجمهورى إلى عدد من الأحزاب الصغيرة تمثل الليبراليين الكلاسيكيين، وهذا الجناح يفضل الحكومة الأقل تدخلًا فى الشئون الداخلية والخارجية، وراند بول يمثل أفضل ما فى الجناح. أما تيد كروز فيمثل المحافظين الاجتماعيين ويمثل المتدينين، أما جيب بوش وماركو ربيرو فيمثلان اهتمامات الحزب بالمصالح التجارية والاقتصادية التقليدية، ويمكنك أن ترى أن هذا الجانب أضعف مما كان عليه فى الماضى، وهناك أيضًا الجناح السلطوى للحزب والذى يتقدم الصفوف ولديه تجربة فى إدارة البلاد تحت التهديد، ترامب يحصل على دعم هذا الجناح والذى كان قويا جدا عام 1950 حينما كان الأمريكيون يشعرون بالرعب من الشيوعيين كما هو الحال الآن مع داعش، وهذا الجناح حاليًا الأكثر تنظيمًا داخل الحزب، ومن المهم أن نفهم أن الناخبين الجمهوريين الأساسيين هم شريحة صغيرة من الشعب الأمريكى، وأنها لا تمثل المزاج العام فى البلاد فى هذه المرحلة، وقد فاز ترامب فقط ب420 ألف صوت من أصل أكثر من 300 مليون أمريكى. ■ ما حجم اهتمام المرشحين بالأوضاع فى الشرق الأوسط، وهل سنجد امتدادًا لسياسة أوباما الضعيفة أم أن هناك تحولًا مقبلًا فى الاستراتيجية الأمريكية؟ - لا أتوقع تحولًا كبيرًا فى سياسة الولاياتالمتحدة الخارجية بعد هذه الانتخابات، قد ترى اهتمامًا أقل بالخارج مع بيرنى ساندرز أو دونالد ترامب، ولكن لا أتوقع الكثير لتغيير فى عهد كلينتون أو كروز. ومع ذلك لا أحد يعرف إلى أين سيقود دونالد ترامب السياسة الخارجية الأمريكية. ■ ما تقييمك لرؤية المرشحين للربيع العربى وتأثيراته على المصالح الأمريكية؟ - غالبية الساسة الأمريكيين كانوا مهتمين ومشجعين لأحداث الربيع العربى، وكانوا يتوقعون أن الديمقراطية التمثيلية الليبرالية يمكن تطبيقها فى كل أنحاء الشرق الأوسط، وأن ذلك سيحد من الإرهاب، إلا أن هذه الاضطرابات ساعدت على خلق داعش، الأمر الذى جعل الأمريكيين يشكون فى أن الشرق الأوسط جاهز للديمقراطية. ■ كيف ترى موقفهم من مصر كدولة محورية فى الشرق الأوسط وتحتاج دعمًا من أجل مكافحة الإرهاب؟ - أغلب الحملات الانتخابية للمرشحين تتعامل مع مصر باعتبارها دولة مهمة فى الشرق الأوسط، وإن هناك أهمية لدعم لمصر فى كفاحها ضد الإرهاب. وأمريكا تتعامل مع مصر باعتبارها شريكا جيدا فى الشرق الأوسط، وقد توافق كل المرشحين على ذلك، خاصة هيلارى كلينتون، وأتوقع المزيد من الدعم، خاصة أن مصر والولاياتالمتحدة تخوضان نفس الحرب ضد الإرهاب. ■ تيد كروز تحدث عن الرئيس السيسى بشكل إيجابى، رغم الحملات الصحفية فى الصحف الأمريكية ضد الرجل، هل هناك توجه لدعمه فى السياسة الجديدة لواشنطن؟ - بالفعل الحملات السلبية ضد مصر والرئيس عبدالفتاح السيسى كانت مؤثرة، ولكن مع الوقت ومع انخراطه بشجاعة فى مكافحة الإرهاب، اكتسب ثقة كثير من السياسيين، وأعتقد أن ما عبر عنه تيد كروز هو ما يدور فى ذهن كل المهتمين بالسياسة الخارجية الأمريكية، وأنه مع الوقت سيتمكن الرئيس السيسى من كسب ثقة الصحافة الأمريكية، فأزمة الرجل مع الإعلام الأمريكى تتلخص فيما أثير من أزمات بعد 30 يونيو، وخلال التغطيات غير الواقعية عن مصر كنت أعتقد أن الأمريكيين لم يكونوا فكرة متماسكة بعد عما يجرى فى مصر، ولكن السياسة الأمريكية تخطت ذلك، بل أتوقع أن الفكرة تغيرت كثيرًا بعدما انخرط فى الحرب على تنظيم داعش وظهر للأمريكيين أنه شريك جريء فى مكافحة داعش وفى تعزيز السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، التى تحتاج إلى جهد وطريق طويل من أجل بناء السلام الحقيقى ما سيدفع الكثيرين هنا إلى تغيير فكرتهم عن صورة الرئيس. ■ كيف ترى هجوم ترامب المتواصل على المسلمين والأقليات، وهل ذلك فى مصلحة كلينتون؟ - معظم الناس يتفقون على أن ترامب اختيار خطر، وبعضهم يعرف أنه «فاشى»، وفى الغالب سيتمكن غالبية الجمهوريين والناخبين المستقلين من إيقاف صعوده وإغلاق المجال أمامه للحصول على بطاقة الترشح، ومع ذلك وحتى إذا حدث وترشح أمام هيلارى لن يحصل ترامب سوى على أصوات الأقل تعليمًا، بينما الناخبون البيض وكثير من الجمهوريين يفضلون التصويت لهيلارى بدلًا من دونالد ترامب حتى لو أصبح زعيمًا لحزبهم. ■ هناك من يقول إن اختيار هيلارى سيكون عودة لحقبة كلينتون، الزوج؟ - أعتقد أن لهيلارى شخصيتها الخاصة، ولا يمكن إعادة زمن زوجها وأعتقد أنها لن تعتمد على مستشاريه أيضا، وهيلارى شخصية معتدلة والعقبة الوحيدة فى طريق إعادة انتخابها هى جريمة استخدامها لبريدها الإلكترونى الشخصى فى مهام رسمية. ■ لمن سينحاز اللوبى اليهودى فى الانتخابات، والى أى مدى ستؤثر إسرائيل فى العملية الانتخابية؟ - السياسة الإسرائيلية لديها دعم واسع النطاق فى جميع المرشحين، والسؤال هو إلى أى مدى المرشحون المختلفون مستعدون للذهاب إلى دعم إسرائيل، ربما راند بول وبيرنى ساندرز الأقل فى دعمها، ولكنهما لن يربحا الانتخابات.