قال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت إن 135 شخصا قتلوا في الأسبوع الأول من هدنة جزئية في المناطق التي يغطيها اتفاق وقف القتال في سوريا مما يسلط الضوء على مدى هشاشة الاتفاق قبل بضعة أيام من سعي الأممالمتحدة لاستئناف محادثات السلام. وقال مبعوث الأممالمتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا إن المحادثات التي كان مقررا أن تستأنف يوم الاثنين في جنيف ستبدأ في وقت لاحق من الأسبوع الحالي على أن يبدأ وصول الوفود يوم الأربعاء. وقالت الأممالمتحدة إن التأخير وراءه "أسباب لوجيستية وتقنية ولإتاحة الفرصة لتثبيت الهدنة." وقال دي ميستورا في مقابلة مع صحيفة الحياة "بحسب رأيي سنبدأ في العاشر من الشهر (يوم الخميس)." ونقلت قناة تلفزيون الميادين اللبنانية الموالية للحكومة السورية عن مصادرها أن المحادثات تأجلت ليوم 13 مارس. ولم يتسن لرويترز التحقق من ذلك من مصادر مستقلة. وبدأ سريان الهدنة الجزئية التي اتفقت عليها واشنطن وموسكو يوم السبت الماضي وساهمت بشكل كبير في إبطاء وتيرة الحرب رغم أنها لا تشمل تنظيم الدولة الإسلامية ولا جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة. وتشعر المعارضة بعدم رضا عن الطريقة التي يطبق بها الاتفاق ولم تعلن حتى الآن إن كانت ستحضر الجولة الجديدة من المفاوضات. ولا يزال القتال مستمرا في بعض المناطق بسوريا وتقول المعارضة المسلحة إن القوات الحكومية لم تكف عن مهاجمتها على جبهات ذات أهمية استراتيجية. وقال المرصد السوري إن 135 شخصا قتلوا في مناطق يغطيها اتفاق وقف الأعمال القتالية منذ سريانه يوم السبت الماضي. وأضاف أن 552 شخصا قتلوا في المناطق التي لا يشملها الاتفاق. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري دعيا خلال اتصال أمس الجمعة لسرعة استئناف المفاوضات. وأضافت الخارجية الروسية "دعا الجانبان لبدء المفاوضات في أسرع وقت ممكن.. بين الحكومة السورية وكل أطياف المعارضة ليتسنى للسوريين أنفسهم من خلالها تحديد مستقبل بلدهم." وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي تدعم بلاده المعارضة في تعليق اليوم السبت إن على الرئيس السوري بشار الأسد أن يرحل عن السلطة في بداية الفترة الانتقالية وليس في نهايتها. وقال الجبير خلال زيارة إلى فرنسا إن الأمر بالنسبة للسعودية واضح للغاية وهو ضرورة رحيل الأسد في بداية العملية السياسية وليس في نهايتها مشيرا إلى أن الأمر لن يستغرق 18 شهرا. لكن الأسد يحظى بمساندة إيرانوروسيا وتعزز موقفه العسكري في الأشهر الماضية خاصة منذ دخلت روسيا الحرب بشن غارات في نهاية سبتمبر أيلول الماضي. وطالبت الولاياتالمتحدة ودول غربية في السابق برحيل الأسد عن السلطة فورا لكنها بعد ذلك تراجعت عن ذلك المطلب. وسعى دي ميستورا لعقد مباحثات السلام في يناير كانون الثاني لكن المحادثات فشلت حتى قبل أن تبدأ. وقال المبعوث الخاص لصحيفة الحياة إن الجولة الجديدة ستكون بشكل غير مباشر ولن تتم وجها لوجه. وأدى تراجع العنف إلى تسهيل توصيل شحنات المعونات إلى بعض المناطق في البلاد لكن دي ميستورا قال إنه يتعين على الحكومة السورية توصيل إمدادات المعونة بسرعة أكبر. وتابع "الشاحنات تنتظر 36 ساعة ويجب السماح بمعدات طبية." ويوم الأربعاء الماضي قالت منظمة الصحة العالمية إن مسؤولين سوريين رفضوا دخول إمدادات طبية بينها تجهيزات لعلاج الرضوض والحروق ومضادات حيوية ضمن قافلة في طريقها إلى منطقة المعضمية المحاصرة قبل ذلك بيومين. وأمس الجمعة قال رياض حجاب منسق الهيئة العليا للتفاوض التي تمثل عدة فصائل معارضة إن الظروف "غير مواتية" لاستئناف المباحثات وإن الإمدادات الطبية والغذائية لا تمر رغم الهدنة. واليوم السبت قال الائتلاف الوطني السوري الذي يشكل جزءا من الهيئة العليا للتفاوض المدعومة من السعودية إنه انتخب رئيسا جديدا هو أنس العبدة الذي سيخلف الرئيس السابق خالد خوجة.