تفجرت أزمة جديدة، بين النواب، بسبب سفر الوفود البرلمانية للخارج، بعدما شهدت الفترة الأخيرة اشتراك بعض النواب المقربين من الدكتور على عبدالعال، رئيس المجلس، فى الوفود التى مثلت البرلمان فى السفر للخارج، ودار نقاش حاد فى قاعة البرلمان، بين النواب و"عبدالعال"، بسبب اعتراض النواب على المادة الخاصة بسفر الوفود البرلمانية، خاصة فى نقطة "مسئولية تحديد تلك الوفود"، هل تكون من اختصاص هيئة المكتب، أم اللجنة العامة؟ واتهم عدد من النواب، رئيس المجلس بالانحياز لائتلاف "دعم مصر"، وذلك تعليقًا على المادة "21"، والتى تسمح لمكتب مجلس النواب، والذى يمثله "عبدالعال"، والوكيلان، منفردين فى تحديد الوفود البرلمانية المسافرة للخارج. وتقدم 40 نائبًا بمذكرة إلى رئيس المجلس، للمطالبة بإعادة التصويت مرة أخرى على المادة 21 من مشروع اللائحة الداخلية، أو الإبقاء على التصويت الأول لها، والذى تمت الموافقة خلاله على تعديلها. وقال النائب محمد عبدالغنى، إن رئيس المجلس أجرى تصويتًا على تلك المادة خمس مرات، رغم الموافقة على تعديلها فى إحدى هذه المرات، معتبرًا أن "رئيس المجلس كان يستهدف تحريرها على أصلها دون تعديل". وكشف "عبدالغني"، عن أنهم يجمعون توقيعات من النواب، لرفض ذلك الأمر، خاصة أن رئيس المجلس أعاد التصويت على تلك المادة بناء على طلب أحد الأعضاء، وهو أسامة هيكل، رغم أن هناك قاعدة ثابتة تقول "لا كلام بعد التصويت". وتتعلق المادة 21 بآلية تشكيل الوفود البرلمانية المسافرة للخارج، وكان التعديل يهدف لمنح اللجنة العامة حق اختيار تلك الوفود، بدلًا من هيئة مكتب مجلس النواب، والتى تنحصر فى رئيس المجلس والوكيلين. وأثار سفر الوفود البرلمانية خارج مصر، غضب النواب، وتساؤلاتهم حول المعايير التى يتم على أساسها اختيار النواب الذين يسافرون فى هذه السفريات، حيث سافر حتى الآن نحو ستين نائبًا، تقاضوا آلاف الدولارات كبدل سفر، بخلاف تكلفة السفر والإقامة. من جانبه؛ يرى النائب الدكتور محمد خليفة، أن أى وفود تسافر لتمثيل مصر لا بد أن يمتلك النواب فيها الخبرة السياسية والبرلمانية، حتى يستطيعوا تقديم إضافة للبلد، ولا بد من إجادة اللغة الإنجليزية على الأقل، كما طالب بمراعاة التخصصات فى النواب الذين يسافرون. ويقول النائب عبدالفتاح محمد عبدالفتاح، عضو مجلس النواب عن دائرة المنتزه، إنه لا بد من إتاحة الفرصة للنواب فى التقدم لهذه السفريات، ولا بد من مراعاة تمثيل المرأة والشباب وذوى القدرات الخاصة، لأننا لاحظنا أن هناك نوابًا سافروا مرتين فى أقل من شهر، فى حين أن نوابًا كثيرين حرموا من ذلك. ويعلن النائب أسامة شرشر، عن اعتراضه على "هذه الطريقة العشوائية"، ولا بد من وجود معايير، وأن يعلن جدول السفريات والمؤتمرات حتى لا نقع فى المجاملات، وتكون هناك شفافية، ولا يفقد المجلس مصداقيته لدى نوابه. ويقول "شرشر": فوجئت بأن كل الذين يسافرون من "دعم مصر"، وهذا منافٍ لحقوق النواب، ويكمل "فى الماضى كان كل الأحزاب تُمثل بالتساوي، إضافة إلى ضرورة سفر المحررين البرلمانيين، لأنهم سيقومون بتغطية مثل هذه السفريات، وأداء النواب خلالها"، مشيرًا إلى أن مجلس النواب لديه خبرات وكفاءات شبابية يمكنها المساعدة فى جلب الخير لمصر. أما النائب محمد عبده، عضو مجلس النواب عن دائرة المحلة، فيرى أن المجلس لم يبدأ عمله بعد، ويتساءل: لماذا هؤلاء النواب بصفة خاصة هم الذين يسافرون؟! ولماذا لم يعلن عن السفريات؟ هل هى سر حربي؟ مطالبًا بأن يعلن عن السفريات المقبلة، والهدف منها، ويتم اختيار من يستطيعون خدمة الدولة، وإلا تصبح للفسحة والتسوق. ويتهكم النائب علي الكيال، عضو مجلس النواب عن دائرة سمالوط بالمنيا، على الأمر بقوله: "علمت بسفر النواب من وسائل الإعلام"، معلنًا رفضه "هذه الطريقة العشوائية فى اختيار النواب للسفر إلى الخارج".