"اسكيمو عيونك يا حبيبي، وأنا قلبي أغسطس ولهيبه، صورتك في كلامي وتقليبي، راضية صورتي باللي تجيبه".. بمثل هذه الكلمات الممزوجة بوصلة من العاطفة الجياشة والعتاب طويل الأجل والمختزل في حالة اشتياق على "شوية" كبرياء متبقية من ولع الانكسار، انطلقت المطربة فيروز كراوية في رحلة أجدد أغنياتها "اسكيمو". عندما تختلط مشاعر الحنين ولهيب دقات القلب المتزايدة المتلهفة على ذكريات تخطاها الزمن مع شوق مدفون لنظرة حب تحولت نيرانها العاطفية إلى رماد بارد يرفرف ب"فتافيته" في سماء الماضي، ندم على تعلق بطرف خيط نهايته غير متماسكة، لوعة الدخول في دوامة الحب ولكن من طرف واحد ربما كان ظاهرًا بادئ ذي بدء أن فيه أمل أن يكتمل، تجربة أن تعيش مأساة زلزلة مشاعرك بزلزال خطفة "الحب"، لتجد نفسك دون قيمة للطرف الآخر رغم تعليتك إياه في نظرك إلى أعالي السحاب. "دخلة" الأغنية تخطفك بكل بساطة بوصلة الإيقاعات على وقع الدرامز، مع لمسة من التوزيع الموسيقي الهادئ نسبيًا والمترافع تدريجيًا مع تحول الأداء من مجرد عتاب مكتوم، "وانا ياما بحاول وبهاتي، ولا تلفت نظرك حواراتي"، حتى تجد "اللهجة" ترتفع فجأة مع "حبة" صراخ وألم امتزجت في تجسيد معنوى مؤلم لمعنى جملة "كان نفسي ماكونش الولاعة، تنساها في أي مكان عادي"، حالة غريبة بين الوجع المصحوب بلحظات ضعف تحاول أن تستقوي ببعض صيحات "الفوقان" للخروج من متاهة اللا رجعة في المشاعر، في 4 دقائق من الزمن ربما تجبرك على إعادة التراك عدة مرات دون كلل لتعيش مجددًا في تلك الحالة، التي ستلامس قلبك تلقائيًا إن جربت أن تعشق ولا تنال، ويكفي فقط أن تشعر بوخزات الانكسار في "محطاتك مالهاش آخر، مفضوحة عيوني ع الآخر، وأنا قلبي تذكرة مقطوعة، وجيوبك مليانة تذاكر". "اسكيمو" مغامرة غنائية غير مألوفة دخلت خلالها فيروز في مغارة التجديد في المحتوى الموسيقي بعيدًا عن المعتاد في أغنياتها، مع احتفاظها بلمستها الخاصة في اختيار الكلمات الأكثر عمقًا في معانيها الدفينة رغم اعتبارها بسيطة أو غريبة في بعض الأحيان، وتفرض نفسها على الساحة المستقلة بتمردها على "التيمة" الاعتيادية وامتهانها موجة التغيير في الغناء والمزيكا، تعد بمثابة إطلالة مختلفة تعقب النجاح الجماهيري الذي طال آخر مشاريعها الغنائية المتمثل في إطلاق ألبومها الثاني الرسمي "قلبك زحام"، والتي خاضت خلالها تجربة التسجيل اللايف للمزيكا مع اعتمادها على الإنتاج الذاتي، ولفتت انتباه مسامع جمهورها بأغنيات "استعمال طبيب"، و"صديق البطلة"، وفريسكا"، "وقلب زينة"، وأتى بعد قرابة ثلاث سنوات عن ألبومها الأول "برة مني"، وبعد قرابة السنة عن ميني ألبوم "حاجة غريبة"، كما تعتبر بداية لسلسة من المفاجآت التي تكشف عنها كراوية الفترة المقبلة بإطلاق أغنية "سنجل" بشكل متتابع، مع تحضيرها حاليًا لجولة حفلات ألبومها الجديد والتي تكشف تفاصيلها قريبًا.