ركز الدكتور بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، والذي توفي اليوم الثلاثاء، عن عمر يناهز 94 عاما، بعد معاناة مع المرض على "ضرورة حل أزمة سد النهضة، وإعطاء فرصة للرئيس عبدالفتاح السيسي لأنه يجاهد من أجل تصحيح الأوضاع في مصر". وقال غالي في آخر كلماته في حواره مع مجلة "المصور" الحكومية، أوائل الشهر الماضي، إن الوضع فى المنطقة العربية يمر بظروف دقيقة للغاية، تحتم على مصر أن تنتبه بمزيد من وحدة الصف والتلاحم بين كل أفراد الشعب، وأضاف غالي خلال حواره مع الجريدة قائلا: أنا متفائل وأرى أن مصر بإنجازها لخريطة الطريق وتنفيذ استحقاقاتها ستتجاوز كل المخاوف. ورأى غالي أن الوضع العربى بشكل عام يعانى من حالة من الضعف والانقسام لم توجد من قبل، "فالخلافات ما زالت موجودة وهناك فرقاء فى المشهد العربى تصب فى خدمة المصالح الإسرائيلية والقوى الفاشية وجماعات الإرهاب التى تتستر تحت المسميات والشعارت الدينية". وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية الخليجية، قال الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة: الأمن في الخليج مسئولية مشتركة بين مصر ودول الخليج، وهو ما يجب أن يؤخذ فى الاعتبار ويدركه الجميع فى المنطقة، وهذه قضية أساسية من أساسيات الأمن القومى المصرى. وعن أداء الرئيس السيسي، قال: "اهتمام الرئيس الأكبر، كما أراه هو الشأن الداخلى وليس الخارجى، الذى يسعى إلى الإنجاز فيه أيضا من منطلق أصيل أؤيده وأحييه عليه، وهو أن إقامة علاقات طيبة مع الخارج يصب فى الأساس فى مصلحة الشئون الداخلية، والرئيس يبذل جهودا ضخمة من أجل العمل على تحسين الأوضاع فى مصر، وأعتقد أن مشاكل مصر لا تحل بين عشية وضحاها، فالمشاكل متراكمة ومن الخطأ أن نحمل الرئيس السيسي والحكومة مسئولية حلها حالا". وأشار إلى أن الانطلاقة الفورية والقوية لمصر يجب أن تكون فى تحسين وجودة التعليم وإتاحته لكل الأفراد مع الارتقاء بمنظومة الصحة، "وهذا الأمر فى رأيى سينتج لنا شبابا واعدا يمتلك أدوات عصره ليقود مصر فى المستقبل بخطى قوية نحو التقدم، فالشباب هم ذخيرة وعدة مصر الآن ومستقبلا". ونوه إلى ضرورة حل أزمة سد النهضة، مضيفا: مياه النيل وما يرد منها لمصر بمثابة حق لشعبها وليس خصما من عمليات تنمية لإثيوبيا أو غيرها، ومن خلال التعاون بين دول حوض النيل يمكن تعظيم الاستفادة من مياه النيل للدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا فى إطار عملية تنموية متكاملة وشاملة.