* ولي العهد لا يتزوج إلا بعد وفاة الملك وقبل تقديم البيعة بقليل * “,”عبدالله“,” الأمير المغربي الوحيد الذي ارتبط بغير مغربية الزواج عن حب غير معترف به في البلاط الملكي المغربي، هو ظاهرة نادرة جدًّا في تاريخ الملوك والأمراءهناك، ولكن الملك محمد السادس قلب الموازين، ومال قلبه لمواطنة مغربية أحبها وتزوجها لتصبح “,”أم ولي العهد“,”، والسيدة الأولى بالمملكة . أما زواج الملك محمد الخامس، والحسن الثانى، فلم يعلم بهما المغاربة، حيث تما داخل أسوار القصر دون بهرجة أو احتفالات، وبهذه الطريقة تزوج الملك الراحل محمد الخامس، بلالة عبلة، أم الحسن الثاني، والتي عرفت بقوة شخصيتها وبساطتها، ونفس الشيء حدث مع الملك الراحل الحسن الثاني، فزواجه الأول قبل جلوسه على العرش بعد وفاة والده سنة 1961 أو زواجه الثاني من لالة لطيفة، أم الأمراء والأميرات، ومن أعراف العائلة الملكية أن ولي العهد لا يتزوج إلا بعد وفاة الملك، وقبل تقديم البيعة بقليل، ولا يتعرف المغاربة على زوجته، أم الأمراء والأميرات إلا بعد إنجاب ولي العهد، والنساء اللاتي ينجبن من حريم الملك يتغير وضعهن، ويحصلن على صداق، فتصبح زوجته ثم تحمل لقب “,”أم الشرفاء“,”، وأهم شيء يجب توافره في المحظية التي تقاد إلى سرير الملك هو قدرتها على الإنجاب، علاوة على الجمال والنسب. كان زواج الملوك يتم في جو من الكتمان قبل عهد الملك محمد السادس، وعندما كان الملك يرغب في الزواج يعطي إشعارًا لولاته بالمملكة لتقديم ترشيحات بالأسر المقترحة، التي تؤخذ بعين الاعتبار. وتلي هذه المرحلة رؤية الملك للفتاة المرشحة ومعاينتها. ومن العادات الطريفة، التي كانت قائمة من قبل عقد الزواج أن يتم بباب القصر وليس بداخله، وهو أمر يندرج في مجال الدلالات الحضارية والرمزية لزواج الملك ويقصد به إشعار الفتاة بأنه لا مجال أمامها للعودة إلى بيت أهلها مهما كان الأمر بعد دخول عتبة القصر. ومن العادات التي تعود لخمسة قرون أن زيجات الشباب المتزامنة مع زواج الملك تحظى باهتمام سلطاني خاص، وتتم في نفس يوم زواج الملك، وكان أول من أقر بهذا العرف السلطان إسماعيل، غير أنه في السابق لم يكن من الممكن أن يتزوج شريف علوي إلا بشريفة علوية، وإضافة إلى النساء الأربع الشرعيات كان السلطان يحيط نفسه بعدد من الخليلات. قفص الزوجية الملكي عند وفاة الملك الراحل محمد الخامس، وقبل جلوسه على العرش ومبايعته، عقد الحسن الثاني قرانه بسرعة فائقة على إحدى الشابات، وعقد مولاي عبدالله عقد قرانه على الأميرة اللبنانية لمياء الصلح، التي كانت قد خطبت له منذ سنتين، ليقام الزفاف بدون بهرجة ولا احتفالات في 9 نوفمبر 1961 ودخل الأخوان قفص الزوجية في يوم واحد. ويعتبر الأمير عبدالله، الأمير المغربي الوحيد من ذرية محمد الخامس، الذي فضل الارتباط بغير مغربية بزواجه من ابنة الزعيم رياض الصلح، وكان قد تعرف على زوجته في سنة 1957 في إحدى الحفلات بباريس عندما كان يدرس بمؤسسة روش الثانوية لإعداد شهادة البكالوريا، في حين كانت الأميرة لمياء الصلح تتابع تعليمها العالي بجامعة السوربون.. أحبها الأمير من أول نظرة، فقرر الارتباط بها، وبعد أقل من عامين على لقائهما تمت الخطبة التي دامت عامين قبل عقد القران على الطريقة العربية اللبنانية، وحسب الأعراف المغربية بالرباط ، وبعد فترة قصيرة من التردد بحكم أن الأميرة لمياء أجنبية ولأن الأمير الراحل عبدالله لا يمكنه أ أأأ ن يتزوج قبل أخيه ولي العهد (الحسن الثاني) حسب ما تقره أعراف البلاط، وافق الملك محمد الخامس على الأمر، خاصة أن هذا الزواج من شأنه تمكين المغرب من إيجابيات كثيرة بمصاهرة البلاط لعائلة عربية قوية ذات نفوذ بالشرق الأوسط والعالم العربي. وعندما اندلعت قصة حب الأمير الراحل للأميرة لمياء الصلح إلى مسامع الملك الراحل محمد الخامس كلف ولي عهده (الحسن الثاني) بمفاتحة عائلة الصلح في الموضوع، وقبل القدوم على الخطبة جس الملك النبض، وبعد تمهيد الطريق وإعداد الأجواء سافر الملك رفقة نجله لطلب يد الأميرة من أهلها، حسب الأعراف الإسلامية آنذاك، وفي غضون سنة 1959 سافر الملك محمد الخامس رفقة نجله الأمير الراحل عبد الله لاستكمال إجراءات الخطوبة، غير أنه لم يكن من الممكن عقد القران وإتمام الزفاف مادام ولي العهد كان لم يزل أعزب، ولذلك لم يتم الزواج إلا بعد أن أصبح أخوه الحسن الثاني ملكًا. زواج عمات الملك ظلت الحياة الخاصة لعمات الملك محمد السادس سواء في عهد والدهن الراحل محمد الخامس أو شقيقهن الراحل الحسن الثاني من أسرار الدولة التي ضرب حولها جدار سميك، ولم تتوافر لدى عامة المغاربة أي معلومات عن زواج عمات الملك، وقد كان زواج الأميرة عائشة زفافًا تقليديًّا احترم قواعد العرف الملكي، إذ إن والدها هو الذي اختار لها شريك حياتها حسن اليعقوبي، وكذلك الأمر بالنسبة لأخواتها الأميرات فاطمة الزهراء ومليكة وأمينة، حيث نظم زفاف الأميرة عائشة بالقصر الملكي بدون بهرجة، إذ لم يعلم به في بداية الأمر إلا أقرب المقربين من البلاط، وحضره أفراد العائلة الملكية وأسرة الزوج وبعض المدعوين، ولم يسبق أن ظهر الزوجان معًا في أي مناسبة رسمية، بل لم يسبق أن شارك حسن اليعقوبي في أي مناسبة رسمية أو احتفال رسمي أو تكلف بمهمة رسمية، علمًا بأن الأميرة عائشة كانت موعودة للملك فيصل الثاني عاهل العراق قبل اغتياله، أما الأميرة فاطمة الزهراء فقد اختار لها والدها زوجًا قريبًا من البلاط والأسرة الملكية منحه الراحل محمد الخامس - خلافًا للعرف المعمول به - صفة أمير لمجازاته على مواقفه النبيلة، والدور الذي قام به بخصوص الاتصال بالعائلة الملكية بمنفاها بمدغشقر في أوج محنتها مع السلطات الاستعمارية.. إنه الأمير علي الذي كان همزة وصل بين السلطان والمواطنين من جهة وبينه وبين أحرار فرنسا المساندين لاستقلال المغرب من جهة أخرى. واختار الملك الراحل محمد الخامس للأميرة مليكة الراحل الشرقاوي الذي عينه الملك الحسن الثاني سفيرًا وقد أنجبت منه أربعة أطفال: ثلالة أولاد وبنتًا واحدة (عمر، سليمان، مهدي، ربيعة) في حين اختار الملك محمد الخامس للأميرة أمينة الراحل إدريس الوزاني زوجًا، وهي الأميرة التي حظيت بوضعية اعتبارية خاصة وسط الأسرة الملكية وبين الشعب المغربي، إذ إنها ولدت في المنفى. خطيبتي سلمى بناني تعرف الملك محمد السادس على المواطنة المغربية سلمى في خريف سنة 1999، واعتلى عرش البلاد في نفس السنة . كان عمرها آنذاك لم يتجاوز 21 ربيعًا، جمعتهما الظروف في إطار حفل مغلق مرتبط بالمساهمين في المجموعة الملكية “,”اونا“,” والعاملين بها، وبعد حديث ومكالمات، توطدت العلاقة وبدأ التخطيط للغد، وبفعل الظروف التي عرفتها البلاد، ظلت العلاقة قائمة على امتداد ثلاث سنوات، و تزوج الملك محمد السادس بالأميرة للا سلمى بعد أن تعرف عليها وأحبها . وقصة تعرفه عليها دفعت أحد المقربين للقصر إلى القول: الزواج الملكي مثل كل الزيجات بالمغرب.. مرحلة التعارف، ثم حب، فخطبة، و“,”ضريب الصداق ثم زفاف“,”. وبهذا الخصوص قال الملك محمد السادس، في حواره مع الصحفية الفرنسية “,”آن سانكلير“,”، في أكتوبر 2001: “,”فيما يخص خطيبتي، سلمى بناني التقينا منذ أكثر من سنتين، إنها مهندسة في الإعلاميات، وليست ابنة مصرفي كما قيل، وإنما هي ابنة رجل تعليم يقطن بفاس“,”. وأضاف: لقد تفاهمنا معًا على إشراك الشعب المغربي في حفل زفافنا الذي سنقيمه مثل أي زوجين في المغرب، في جو من الفرح والغبطة .. وسبق للصحفية “,”ستيفاني لبرفين“,” (مراسلة “,”بي بي سي“,”) أن صرحت في أحد اللقاءات، قائلة: “,”إن ملك المغرب تزوج عن حب، وهناك اعتقاد ظل سائدًا في صفوف أوسع فئات الشعب مفاده أن ملك المغرب يتزوج قبل اعتلائه عرش أسلافه، لكن الإعلان الرسمي لخطوبة الملك في أكتوبر 2001 وزواجه في 21 مارس 2002، وضع حدًّا لهذا الاعتقاد الذي ظل سائدًا على امتداد قرون، وبذلك يكون الملك قد تزوج عن حب من التي عرفت كيف تتسلل إلى قلبه“,” .