ألقت وسائل إعلام محلية صينية ، الضوء على مشروع مصري - صيني مشترك في إطار الاتفاقات الثنائية في مجال التعليم، وهو مشروع المدرسة التي أنشأتها الصين بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية ، ووصفتها بأنها تعد جسرا مهما للتواصل الحضاري والتكنولوجي بين مصر والصين ، ونموذجا يمكن أن يحتذى به ، في تطوير المدارس الحكومية المصرية. وخلال التقرير الذي تم إعداده ونشر بعدد من وسائل الإعلام الصينية المحلية الصادرة اليوم /الأربعاء/ حول المشروع المصري الصيني المشترك ، أعرب عدد من المسئولين والخبراء المصريين عن أملهم في تواصل التعاون مع الصين لتطوير المنظومة التعليمية في مصر، في وقت تعتبر مدرسة (مصر الحرة التجريبية المتميزة للغات) والتي يطلق عليها (المدرسة الصينية) من ضمن مدرستين أنشأتهما الحكومة الصينية هدية لمصر، والأخرى بمدينة 6 أكتوبر في الجيزة. من جانبه ، قال محافظ المنوفية الدكتور أحمد شيرين فوزي إن مدرسة (مصر الحرة التجريبية المتميزة للغات) أو (المدرسة الصينية) توجد بضاحية كفر المصيلحة بمدينة شبين الكوم ، حيث بدأ إنشائها العام 2009 ، وبدأت العمل بشكل جزئي العام 2010 ، قبل أن يتم العمل بها بشكل كامل هذا العام ، تمثل أحد أشكال قوة ومتانة العلاقة بين الشعبين المصري والصيني . وأضاف فوزي إن “,”المدرسة تمثل إسهاما من جمهورية الصين لتطوير التعليم في مصر، وتقدم نموذجا يمكن الاحتذاء به في تطوير البنية الأساسية للتعليم ولا يوجد منها سوى مدرستين الأولى بضاحية كفر المصيلحة بشبين الكوم، والثانية بمدينة 6 أكتوبر“,”. وطالب فوزي بأن يتم تعميم هذه التجربة على معظم المدارس الحكومية وإن كان هذا من الصعب جدا ، وعن امله أن تكون المدارس المصرية شبيهة بهذه المدرسة .. موضحا أن أهم ما يميز هذه المدرسة أنها تحتوي على عوامل النجاح لأي مؤسسة تعليمية من مستوى راق ومبان جميلة ، مدرسين على مستوى مهني وتربوي مرتفع للغاية ، ووسائل تعليمية ذات تكنولوجيا عالية. وأعرب محافظ المنوفية عن أمله في أن يتم الاستفادة من الخبرات والتجارب الصينية في تطوير المدارس المصرية ، لتحقيق طفرة في التعليم ، متطلعا إلى المزيد من التعاون مع الحكومة الصينية والاستفادة من الخبرات الصينية في مختلف المجالات، خاصة في مجال تطوير التعليم. وأكد مدير التربية والتعليم بمحافظة المنوفية محمد الشريف أن هناك ضغطا شديدا جدا من أولياء الأمور لإدخال أبنائهم للمدرسة الصينية ؛ ما اضطرنا لفتح 7 فصول إضافية بالمدرسة لاستيعاب المزيد وتخفيف الضغط عليها ، وإن المدرسة تتميز بالمباني الرائعة والتكنولوجيا العالية والإدارة الجيدة والحاسمة ، مشيرا إلى أن المدرسين بها يتم اختيارهم بعناية فائقة ، وهو ما يؤدي بالضرورة إلى نواتج تعليم مرتفعة للغاية بالمدرسة. وأضاف “,”نسعى لنقل هذه التجربة بالمدارس التجريبية والخاصة الأخرى ، خاصة التي تحت الإنشاء منها ، ونحرص على دعوة الراغبين في إنشاء المدارس سواء تجريبية أو خاصة الى الحضور للمدرسة والاطلاع على ما فيها خاصة من لوجستيات وتجهيزات .. موضحا أن مصر تتطلع للاستعانة بالخبرات الصينية في بناء المزيد من المدارس على نفس المستوى ، وهناك 35 قطعة أرض يمكن بناء المدارس عليها ، خاطبت المحافظة بصددها لعرض إمكانية بناء هذه المدارس سواء بمساعدة الصين أو رجال الأعمال الراغبين في ذلك ، وإن كنت أفضل الاستفادة من الخبرات والإمكانيات الصينية“,”. من جانبه ، قال مدير المدرسة الصينية صبري نبوي الحما ، إن المدرسة تعد نموذجا مشرفا وطرازا فريدا من المدارس ، وأن “,”كل من يزور المدرسة لا يتصور أن يكون بالمنوفية مدرسة على هذا المستوى الذي لا يضاهيه مدرسة أخرى سوى مثيلتها بمدينة 6 أكتوبر، كما أصبح لدينا مكان مشرف للمنوفية ولمصر كلها“,”. وأضاف أن المدرسة أقيمت على مساحة 9 آلاف متر منها 7500 متر مباني ، و800 مساحة خالية عبارة عن أفنية وملاعب ، و700 متر مساحات خضراء ، وأن المدرسة تحتوي أربعة مراحل تعليمية ، رياض أطفال ، ابتدائي ، إعدادي، ثانوي ، وتضم 28 فصلا تعليميا ، و26 فصلا خدميا عبارة عن معامل للعلوم واللغات والحاسب الآلي والميديا والأنشطة المختلفة ، وغرف للمدرسين. وأشار الحما إلى أن “,”الحكومة الصينية بعد انتهائها من بناء المدرسة وسلمتها للإدارة ، منحتنا سنة صيانة ، ولكننا مازلنا على اتصال دائم بهم ، وقاموا بزيارة المدرسة أكثر من مرة ، وأن الجانب الصيني عندما شاهد المدرسة بعد تشغيلها انبهروا بما تم إضافته إليها ، فقرروا منح المدرسة مكافأة قدرها 76 ألف دولار في شكل معدات تكنولوجية ، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا مع وزارة التعاون الدولي لتسليم هذه الأجهزة للمدرسة“,”. وأوضح أن هناك ترحيبا من الجانب الصيني لتدريس اللغة الصينية ، وكان هناك تواصل بين المدرسة والجانب الصيني على ذلك ، ولكن بعد التطورات التي أعقبت الثورة توقفت هذه الاتصالات ، معربا عن أمله بأن يتم التواصل مجددا في الصدد .. مشددا على أن “,”المدرسة الصينية ، يمكنها بجدارة أن تكون جسرا للتواصل بين الحضارتين المصرية والصينية باعتبارهما الأقدم تاريخيا ، ويمكنها أن تكون جسرا للتواصل نحو المستقبل من خلال نقل التكنولوجيا الحديثة وبرامج ووسائل التعليم المتطورة. وتعتمد المدرسة الصينية على استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم من خلال السبورة التفاعلية الناطقة والتي تمكن الطلاب بدون الحاجة إلى مدرسين للتعامل مع الموضوعات وحل التمارين المختلفة ، الحاسبات الآلية سواء “,”اللاب توب“,”أو “,”الاي باد“,” بشكل واسع بعد أن تم تحويل كل المناهج الدراسية من الشكل الورقي إلى الإلكتروني ، وتضم عددا من المعامل عالية التقنية مثل معمل اللغات، ومعمل المالتي ميديا ، ومعمل للحاسب الآلي الذي يتدرب فيه التلاميذ في المراحل الأولى على استخدام الكمبيوتر قبل اعتمادهم على الحاسبات الشخصية ، إضافة لمعمل للعلوم والتكنولوجيا ، حيث شارك تلاميذ المدرسة بالعديد من الابتكارات والأفكار والاختراعات في عدد من المسابقات المحلية والعربية. وتضم المدرسة فرقا للباليه ، والتمثيل ، والموسيقى ، وأخرى رياضية في كرة القدم والسلة والطائرة والجمباز، كما تحتوي على مسرح يضم 500 مقعد ، ومكتبة ، ومسجد ، وقاعات لتدريب الفتيات على الأعمال المنزلية ، كما تعقد المدرسة بشكل يومي لقاءات دورية مع مجموعات من أولياء أمور التلاميذ لوضع خطط وبرامج المتابعة المنزلية للتلاميذ ، وتدريبهم على النطق السليم خاصة للغات الأجنبية ، حتى لا يحدث اختلافا في طريقة النطق بين المدرسة والمنزل. واختتم تقرير وسائل الإعلام الصيني بالإشارة إلى المشكلة التى يعاني منها التعليم في مصر ومن أبرزها الكثافة العالية في الفصول والتي تصل في أحيان كثيرة إلى أكثر من 70 طالبا في الفصل ، وضعف الإمكانيات وسوء الإدارة وعدم الانضباط ، وتواضع مستوى المدرسين ، ما أدى إلى انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية. /أ ش أ/ Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA