جاء خبر رحيل البرتغالى جوزيه بيسيرو، المدير الفنى للأهلى، عن منصبه بعد تلقيه عرضا من نادى بورتو الأسبوع الماضى، ليثير حالة من الجدل الشديد، فرغم أن رحيله كان متوقعا، لكن الطريقة التى غادر بها القلعة الحمراء تؤكد فقدان النادى بريقه الذى كان يتمتع به فى السنوات الماضية، لدرجة أن بيسيرو الذى لم يكن يلقى قبولا من جانب الجماهير، فضل مغادرته بعد تلقيه عرضا من نادى بورتو الذى اعتبره بمثابة طوق النجاة للتخلص من الضغوط التى تعرض لها، وبات السؤال الذى يطرح نفسه هو: إلى أى مدى يتحمل مجلس الإدارة برئاسة محمود طاهر المسئولية فى الحالة التى وصلت إليها الأمور داخل جنبات الجزيرة؟ ففى سنوات مضت حين كان الأهلى يعيش عصرا ذهبيا فى أواخر العقد الماضى كان البرتغالى مانويل جوزيه مديرا فنيا للفريق يقوده لحصد البطولات محليا وقاريا، ووقتها لمع نجم الرجل بشدة، لدرجة أنه تلقى عرضا مغريا من نادى سبورتنج لشبونة البرتغالى الذى لا يقل عن بورتو فى الكرة البرتغالية، وربما زاد عليه فى الشعبية، ويكفى أن نذكر أنه النادى الذى لعب بين صفوفه كريستيانو رونالدو النجم الحالى لريال مدريد الإسبانى والفائز بجائزة أفضل لاعب فى العالم مرتين من قبل. جوزيه وقتها رفض عرض لشبونة احتراما لعلاقته بالأهلى ومجلس إدارته برئاسة حسن حمدى، بعد أن تم توفير كل سبل النجاح له، ليحقق إنجازات أسطورية مع الفريق. ومرت الأيام وانتهى العصر الذهبى للأهلى وجاء محمود طاهر رئيسا للنادى بعد انتخابات اكتسحها هو وقائمته قبل ما يقرب من سنتين، وبدأت المشاكل تدب داخل القلعة الحمراء التى عاشت حالة من عدم الاستقرار فى الفترة الماضية، وهو ما أثر على الصورة الذهنية للنادى، سواء من خلال المشاكل التى يتم نقلها عبر وسائل الإعلام أو من خلال الانتقادات الحادة الموجهة للإدارة على مواقع التواصل الاجتماعى التى وصلت إلى درجة المطالبة بإسقاط المجلس الذى صدر حكم من القضاء الإدارى بحله، وهو ما قوبل بحالة من الارتياح الشديد من جانب قطاع كبير من جمهور الأهلى، حيث يرون أن هذا المجلس فشل فى إدارة الأمور داخل النادى. المثير أنه على مدار الأيام الماضية حاول مجلس الإدارة التواصل مع عدد من المديرين الفنيين الأجانب لتدريب الفريق، لكن جوزيه نفسه رفض الرد على اتصالات مسئولين فى القاهرة، فى حين اعتذر الفرنسى هيرفى رينارد المدير الفنى الفائز ببطولتى كأس أمم إفريقيا مع زامبيا وكوت ديفوار عن قبول المهمة، رغم أنه هو الذى سبق وأكد أنه يتمنى تدريب الفريق فى سنوات مضت، لكن مجلس الإدارة الأحمر بقيادة حسن حمدى كان هو الذى يرفض إسناد المنصب إليه فى مفارقة غريبة تؤكد أن الأوضاع فى القلعة الحمراء تسير إلى أسوأ، وأن النادى فقد الهيبة التى كان يتمتع بها قاريا وربما عالميا.