قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن إسرائيل والبرازيل دخلتا في نوع من المواجهة غير الدبلوماسية تتعلق بقبول تعيين سفير إسرائيلي جديد في البرازيل، مشيرة إلى أن هذه التوترات بدأت في سبتمبر الماضي عندما قدمت إسرائيل أوراق اعتماد داني دايان الذي اختاره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لشغل هذا المنصب. وأشارت الصحيفة في تقرير بثته في موقعها الإلكتروني اليوم الإثنين إلى أن هذا الإجراء من المعتاد أن يتطلب بضعة أسابيع لأي دولة للموافقة على اعتماد سفير جديد لكن إسرائيل مازالت تنتظر. ونوهت الصحيفة إلى أن دايان هو الرئيس السابق لمجلس "ييشع" وهو جهاز تمثيلي لإدارة المستوطنات اليهودية بالضفة الغربيةالمحتلة، وأن معظم الدول ومن بينها البرازيل تعتبر المستوطنات غير قانونية وعائقا أمام إقامة دولة فلسطينية في المستقبل فيما ترفض إسرائيل ذلك. وتصف الولاياتالمتحدة المستوطنات بأنها "غير شرعية". وبعد اسابيع قلائل من إعلان مكتب نتنياهو عن ترشيح دايان لشغل منصب سفير إسرائيل لدى البرازيل وقعت 30 جماعة يسارية في البرازيل ومن بينها لجان مؤيدة للفلسطينيين وأحزاب اشتراكية ونقابات عمالية على بيان احتجاج على ذلك. وفي غضون ذلك تحتاج رئيسة البرازيل ديلما روسيف التي تناضل في مواجهة الركود وإجراءات الاقالة إلى دعم من جماعات يسارية. ووفقا لما ذكرته الصحيفة الأمريكية فإنه رغم أن البرازيل لم تعلق رسميا على مسألة دايان، إلا إن هذا الأمر يعكس بشكل غير رسمي غضبا حيث يبعث هذا الاختيار من جانب إسرائيل على الاستفزاز كما أعلنت إسرائيل عن اسم سفيرها المقترح قبل أن تأخذ البرازيل وقتها في الرد. وقال مسئول بالحكومة البرازيلية يحظى بخبرة دبلوماسية تمتد عشرين عاما والذي طلب عدم الكشف عن هويته نظرا لأنه غير مصرح له بمناقشة هذه المسألة علانية "هناك مفاجأة أولىة تتعلق باقتراح تعيين هذا الرجل سفيرا بسبب ما يمثله،ولكن هذه المفاجأة اكتسبت بعدا آخر عندما تم تقديمه بالطريقة التي قدم بها". فالنسبة لإسرائيل ودايان يعد احجام البرازيل عن قبوله سابقة خطيرة، حيث ربط ديان في مقابلة تليفزيونية رفض البرازيل لقبول تعيين إسرائيلي يعيش في الضفة الغربية بقرار للاتحاد الأوروبي في نوفمبر الماضي يقضي بوسم منتجات مستوطنات الضفة الغربية. وقال دايان أنه "لا يأخذ موقف البرازيل على محمل شخصي بل أنه يشعر بالانزعاج بأنه قد يمنع الاسرائيليين الذين يعيشون في الضفة الغربية من الانضمام للخدمة في الخارج، فهناك نحو 350 ألف شخص يعيشون في نحو 200 مستوطنة يهودية في الضفة الغربية، وهناك 300 ألف إسرائيلي يهودي آخرين يعيشون في أجزاء من القدسالشرقية التي استولت عليها إسرائيل من الاردن في حرب 1967 وضمتها إلى المدينة وهي خطوة تعتبرها معظم الدول غير قانونية".