رسميًا بعد انخفاضه.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 8-5-2025 بالبنوك    الخارجية الألمانية تنشر بيانا باللغة الروسية في الذكرى السنوية لنهاية الحرب العالمية الثانية    بث مباشر يلا كورة.. إمام يقود الأهلي لفوز مثير على المصري ويعتلي صدارة الدوري    «الصحة» تنظم مؤتمرًا علميًا لتشخيص وعلاج الربو الشعبي ومكافحة التدخين    رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية يهنئ الكنيسة الكاثوليكية بانتخاب البابا روبرت فرنسيس بريفوست    أخبار مصر اليوم.. بوتين يستقبل السيسي في الكرملين    محافظ سوهاج يبحث تطبيق الهوية البصرية على الكوبري الجديد بالكورنيش الغربي    هيبة: مصر أنفقت 550 مليار دولار على تحسين البنية التحتية خلال 10 سنوات| خاص    مستشار وزيرة التخطيط: 44% من القوى العاملة بحلول 2030 ستكون من الجيل التكنولوجيا الحديثة    محافظ سوهاج يتفقد مركز الكوثر الطبى ويوجه بخطة عاجلة لتشغيله    النواب يناقش تعديل قانون مهنة الصيدلة وتنظيم إصدار الفتوى الشرعية    ريتشارليسون يتصدر تشكيل توتنهام أمام بودو جليمت بنصف نهائي الدوري الأوروبي    محمد فوزى: التحركات المصرية القطرية الهامة تأتى فى ظل وضع إنسانى صعب بغزة    ترامب: انتخاب بابا للفاتيكان أمريكى للمرة الأولى شرف عظيم    "أوتشا": عنف المستوطنين بالضفة الغربية فى تزايد    انطلاق قوافل المراجعة النهائية المجانية لطلاب الشهادة الإعدادية بالأقصر (صور)    بعد قليل.. الأهلي والاتحاد.. نهائي كأس مصر لكرة السلة    نفس توقيت نهائي الكأس.. ديسابر يعلن ضم ماييلي لقائمة الكونغو الديمقراطية في يونيو    كرة يد - قبل مواجهة الأهلي.. الزمالك يتعاقد مع 3 لاعبين    ضربها بحزام وصورها عارية.. علاقة عاطفية تنتهي في جنايات كفر الشيخ    محافظة القاهرة: حريق شركة الأدوية لم يسفر عن إصابات    معدات ثقيلة لرفع سقف موقف قوص المنهار فوق 40 سيارة (صور)    انتشال جثمان عامل من غرفة تفتيش صرف صحي بالمنيا    تقرر مد مسابقة توفيق الحكيم لتأليف المسرحي .. اعرف تفاصيل    «كان يخاف ربه».. هالة صدقي تحسم جدل أزمة طلاق بوسي شلبي من الراحل محمود عبد العزيز    ما تأثير الحالة الفلكية على مواليد برج الحمل في الأسبوع الثاني من مايو 2025؟    أكشن بتقنيات عالية.. الإعلان التشويقي لفيلم المشروع X ل كريم عبد العزيز    MBC مصر تعلن موعد عرض مسلسل "بطن الحوت"    فعاليات تثقيفية متنوعة ضمن دوري المكتبات بثقافة الغربية    مسابقة قرائية بمكتبة مصر العامة    ياسمينا العبد: كنت متأكدة إني هبقى سبب فشل مسلسل «موضوع عائلي 3» (فيديو)    أمين الفتوى: لا يجوز للزوج أخذ "الشبكة" من زوجته رغمًا عنها بعد الزواج    علي جمعة: السيرة النبوية تطبيق عملي معصوم للقرآن    ب3 مواقف من القرآن.. خالد الجندي يكشف كيف يتحول البلاء إلى نعمة عظيمة تدخل الجنة    السبت المقبل.. 23 ألف طالب يؤدون امتحانات الفصل الدراسي الثاني بجامعة أسوان    انطلاق المؤتمر الثالث لوحدة مناظير عائشة المرزوق في مستشفى قنا العام    محافظ سوهاج يوجه بسرعة استلام وتشغيل مركز الكوثر الطبي خلال أسبوعين    القومى للبحوث: اكتشاف إنزيم مهم من فطر الاسبرجليس لتقليل الكوليستيرول بالدم    الدخان الأبيض يعلن بدء رحلة بابا الفاتيكان الجديد.. الأجراس تدق والاحتفالات تملأ الشوارع    رابط نتيجة الاختبارات الإلكترونية للمتقدمين لوظائف معلم مساعد مادة رياضيات    خبراء يحذرون: الزمن هو الخطر الحقيقي في النزاع النووي الهندي الباكستاني    محافظ الجيزة: تحسين كفاءة النظافة بمحيط المدارس استعدادا للامتحانات    الرياضية تكشف موعد انضمام ماركوس ليوناردو لتدريبات الهلال    وزارة الشباب والرياضة ... شكراً    طلاب جامعة الدلتا التكنولوجية يشاركون في معرض HVAC-R.. صور    محافظة الجيزة ترفع 150 طن مخلفات في حملات نظافة مكبرة    "10 دقائق من الصمت الواعي".. نصائح عمرو الورداني لاستعادة الاتزان الروحي والتخلص من العصبية    محافظ مطروح يتفقد تصميمات الرامبات لتيسير التعامل مع طلبات ذوي الهمم    انخفاض عمليات البحث على "جوجل" عبر متصفح سفارى لأول مرة لهذا السبب    نائب وزير الصحة يتفقد وحدتي الأعقاب الديسة ومنشأة الخزان الصحية بأسوان    تكثيف جهود البحث عن فتاة متغيبة منذ يومين في القليوبية    تركيا: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات الإنسانية وتحاول تهجير الفلسطينيين وتثبيت وجودها في غزة بشكل دائم عبر توسيع هجماتها    خالد بيبو: كولر ظلم لاعبين في الأهلي وكان يحلم بالمونديال    اختناق 4 أشخاص في حريق بمكبس كراتين خردة بسوهاج    ميدو يفجّرها: شخص داخل الزمالك يحارب لجنة الخطيط.. وإمام عاشور الأهم وصفقة زيزو للأهلي لم تكن مفاجأة    الإسماعيلي ضد إنبي.. الدراويش على حافة الهاوية بعد السقوط في مراكز الهبوط    الجيش الباكستاني يعلن إسقاط 12 طائرة تجسس هندية    سبب إلزام النساء بارتداء الحجاب دون الرجال.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد بن سلمان في حواره ل"إيكونوميست" البريطانية: الحرب مع إيران كارثة لن تسمح بها السعودية
نشر في البوابة يوم 09 - 01 - 2016

أجرت مجلة «إيكونوميست» البريطانية حواراً مطولاً مع ولى ولى العهد ووزير الدفاع السعودى، الأمير محمد بن سلمان، تحدث فيه عن الكثير من القضايا التى تحظى بأهمية فى المملكة، سواء فى الشأن الخارجى، كالعداء المتزايد مع إيران وعلاقته بإعدام رجل الدين الشيعى نمر النمر، والعملية العسكرية والسياسية فى اليمن، والعمل المشترك مع دول المنطقة مثل مصر وتركيا والسودان وبلدان شرق آسيا، كما تحدث عن الشأن الداخلى ومشكلات الاقتصاد، ولا سيما تحديات التحول إلى الاعتماد على الصناعات غير النفطية.
قطعنا العلاقات مع طهران لوقف تدخلها فى شئوننا ومنع أى تصعيد.. وإعدام «النمر» لا يتعلق بشيعيته
نخشى تراجع الدور الأمريكى بالمنطقة.. والربيع العربى أسقط أنظمة لم تمثل شعبها.. ونعمل كفريق مع مصر وتركيا ودول آسيا
دخلنا حرب اليمن لانتشار منصات صواريخ الحوثيين بعيدة المدى على حدودنا.. و«عاصفة الحزم» كانت لتدمير 90 % من ترسانتهم
وبدأت «إيكونوميست» حوارها مع «بن سلمان» الذى نشر مساء الخميس، بسؤال عن احتمال نشوب حرب بين السعودية وإيران، ليؤكد ولى ولى العهد، أن حدوث ذلك سيكون إيذانا بكارثة، وأن الرياض لن تسمح به، مضيفا: «هذا شىء لا نتوقعه على الإطلاق، وأيا كان من يدفع فى هذا الاتجاه، فهو شخص لا يتمتع برجاحة العقل».
وفى شأن ذى صلة، دافع «بن سلمان» عن قرار الحكومة السعودية إعدام رجل الدين الشيعى نمر النمر وعدد آخر، قائلا: «إنها محاكمات جنائية، تمت بشكل مفتوح للجميع والإعلام، وتم نشر نتائجها للرأى العام السعودى، كما أن جلسات المحاكمة كانت فى العلن، وسُمح فيها بالتغطية الإعلامية»، مشيرًا إلى أن الحكم لم يفرق بين سنى وشيعى، ولكنهم يخضعون للمحاكمة التى بدورها تصدر الحكم ثم يتم تنفيذه. وحظى كل متهم بمساعدة قانونية، ولم يتم التعامل مع أى من المتهمين، بناء على طائفته أيا كان سنيًا أو شيعيًا.
وبسؤاله عن سبب قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، قال «بن سلمان»: «إن المقاطعة جاءت بسبب محاولة إيران التدخل فى الشأن السعودى بعد إعدام النمر»، مضيفا أنه «كان من الغريب حدوث مظاهرات فى إيران ضد السعودية، ما هى العلاقة بين إيران وإعدام مواطن سعودى بقرار من القضاء السعودى، فإن كان هذا يدل على شىء فإنما يدل على محاولة إيران التمدد وفرض نفوذها على دول المنطقة».
وأضاف ولى ولى العهد السعودى «أن المملكة لا تنوى التصعيد أكثر بخصوص عملية إعدام 47 من مواطنيها، مؤكدًا أن التوتر بين المملكة وإيران بلغ ذروته ونحاول عدم تصعيده أكثر من ذلك، ولكن فقط نرد على الخطوات التى يتم اتخاذها ضد المملكة».
كما أكد «بن سلمان» أن سحب المملكة لبعثتها الدبلوماسية من إيران جاء بعد مخاوف من الاعتداء على أحد أفراد البعثة أو أبنائهم، ما قد يترتب عليه تصعيد حقيقى.
وعند سؤاله: «هل تعتبر إيران العدو الأكبر للسعودية؟»، أجاب «بن سلمان» قائلًا: «أتمنى ألا تكون»، وأشارت المجلة إلى أن الأمير «محمد بن سلمان» استغرب من رد فعل إيران، والتظاهرات أمام السفارة السعودية، متسائلا: «ما العلاقة بينها وبين مواطن سعودى أدين بجريمة، وقرار صدر عن محكمة سعودية؟ ما علاقة هذا بإيران؟ وإذا أثبت هذا شيئا، فإنه يظهر رغبة إيران فى مد تأثيرها على دول المنطقة». وقال: «إن قطع العلاقات الدبلوماسية كان محاولة من السعودية لمنع التصعيد الإيرانى، وعدم إحراجها فى حال تعرض مسئول سعودى فى بلادها لاعتداء»، ويقول: «فقد تم حرق السفارة السعودية والحكومة الإيرانية تراقب، ولو كان هناك طفل أو دبلوماسى، أو تعرضت عائلاتهم للضرب، فماذا كان سيحدث؟ إذن لكان هناك نزاع وتصعيد حقيقى».
وفى شأن مختلف، نفى الأمير محمد أن يكون هو مهندس الحرب على اليمن بقوله: «نحن بلد مؤسسات، والقرار لشن حرب فى اليمن اتخذته وزارة الدفاع والخارجية والأمن ومجلس الوزراء ومجلس الأمن القومى، وتم تقديم التوصيات للملك سلمان، وكان قرار شن الهجوم هو قرار الملك». وأكد أن وظيفته، كونه وزير دفاع، هى تنفيذ القرارات التى اتخذها الملك.
وردت المجلة بأن القرار اتخذ بعد تولى الأمير وزارة الدفاع، وسألته عن الوقت الذى يتوقع أن تنتهى فيه العملية العسكرية السعودية، فأجاب «بن سلمان»: «بالنظر للحقيقة، فإن القرار اتخذ بعد أن توليت منصب وزارة الدفاع. فلماذا ننسى حقيقة أن الحوثيين اغتصبوا السلطة فى العاصمة صنعاء، بعد أن أصبح جلالته ملكا؟ هذا لا علاقة له بكونى أصبحت وزيرا للدفاع، ولكن له علاقة بكل ما فعله الحوثيون. هناك صواريخ أرض- أرض منصوبة الآن على حدودى، فقط تبعد 30 إلى 50 كيلومترا عن حدودى، ومدى هذه الصواريخ قد يصل إلى 550 كيلومترا، وتملكها الميليشيات، وتقوم بتحركات عسكرية على حدودى، وتملك الميليشيات طائرات ولأول مرة فى التاريخ على حدودى. وهذه الطائرات مملوكة للميليشيات، وتقوم بنشاطات ضد رجالنا فى عدن. هل توجد هناك دولة فى العالم تقبل حقيقة استمرار أن تحمل ميليشيات هذا النوع من السلاح على حدودها؟ خاصة أن أفرادها لم يحترموا قرارات الأمم المتحدة، ويمثلون تهديدا على المصلحة الوطنية. ولدينا تجربة قديمة معهم، وهى تجربة سيئة تعود إلى عام 2009. فالعملية الجارية هناك (اليمن) تحظى بدعم من مجلس الأمن الدولى وبالإجماع».
وردا على سؤال المجلة عن السبب الذى طال به أمد العملية، فعندما بدأت توقع الكثيرون نهايتها فى وقت قريب، وها هو قد مضى عليها 10 أشهر. أجاب «بن سلمان»: «لا، كانت هناك عدة أهداف، كان الهدف الأول لعاصفة الحزم هو تدمير قدرات الميليشيات الجوية ودفاعاتها الجوية، وتدمير 90٪ من ترسانتها الصاروخية. وبعد ذلك بدأنا العملية السياسية فى اليمن، التى تعد مرحلة مختلفة. وكانت جهودنا كلها متركزة على الدفع نحو حل سياسى. ولكن هذا لا يعنى السماح للميليشيات بالتوسع على الأرض. فيجب على أفرادها معرفة أنه كلما رفضوا التقدم نحو حل سياسى فإنهم يخسرون على الأرض». ولم يقدم الأمير فى النهاية جدولا زمنيا عن نهاية العملية، وقال: «لا أحد يمكنه التكهن فى الحرب، من أكبر جنرال إلى أصغرهم. وقد نشاهد تنظيم الدولة اليوم، ولكن لا أحد يمكنه توقع الوقت الذين سيهزم فيه. وكل ما يمكننى قوله إن نصف عدن قبل عشرة أشهر لم يكن فى قبضة الحكومة، والآن فإن نسبة 80٪ تحت سيطرة الحكومة الشرعية. وما أود تأكيده هو أن العالم اليوم قد كشف اللعبة التى يلعبها الحوثيون، خاصة اللعبة التى يلعبونها فيما يتعلق بالأزمة الإنسانية».
وسألته المجلة عن الاقتصاد، الذى قالت إنه يديره، وفى ضوء تراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها، 35 دولارا للبرميل، والعجز فى الميزانية السعودية، وتساءلت هل يواجه الاقتصاد السعودى أزمة اقتصادية؟ كانت إجابة محمد بن سلمان: «نحن بعيدون عنها، فنحن بعيدون عن سنوات الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى، فلدينا ثلث احتياطى العالم، وكنا قادرين على زيادة العائدات غير النفطية هذا العام وحده بنسبة 29٪، وكنا قادرين على التقدم بأشياء إيجابية أكثر مما كان يتوقع البعض حول الاقتصاد السعودى، فيما يتعلق بالعجز والإنفاق. ولدينا برامج واضحة للأعوام الخمسة المقبلة. وقد أعلنا عن بعضها، وسيعلن عن البقية فى المستقبل القريب. وبالإضافة إلى هذا، فإن الدين بالنسبة للدخل القومى العام هو 5٪ فقط. ولهذا فلدى نقاط القوة كلها، ولدى الفرص لزيادة العائدات غير النفطية فى عدد من المجالات، ولدى شبكة الاقتصاد العالمى».
وطرحت «إيكونوميست» سؤالا عن الطريقة التى ستزيد فيها العوائد غير النفطية، وفرض ضريبة الدخل وضريبة القيمة المضافة؟ وأكد الأمير أن السعودية لن تفرض ضريبة على الدخل، ولا ضريبة على الممتلكات، وقال: «نحن نتحدث عن ضرائب أو رسوم مدعومة للمواطنين، بما فى ذلك ضريبة القيمة المضافة وضرائب على بضائع بعينها ضارة (مثل السجائر)، وستؤدى إلى توليد عوائد جيدة، ولكن ليست العوائد كلها. ولدينا العديد من الفرص فى مجال التعدين، ولدينا أكثر من 6٪ من احتياطى العالم من اليورانيوم، ولدينا رصيد لم تتم الاستفادة منه. ولدينا فى مكة وحدها 4 ملايين متر مربع من الأراضى غير المستصلحة، والمملوكة للدولة، وقيمتها فى السوق عالية، ولدينا العديد من الأرصدة التى يمكننا تحويلها إلى أرصدة استثمارات. ونعتقد أنه يمكننا الحصول على 100 مليار دولار من العوائد غير النفطية فى السنوات الخمس المقبلة».
وأكد الأمير فى المقابلة، التى ترجمتها «عربى21»، أن السعودية ستبدأ بفرض ضريبة القيمة المضافة فى عام 2016 و2017، وقال: «سنحاول التسريع بها». وردا على سؤال عما يمكن للدولة خصخصته، أجاب الأمير: «القطاع الصحى والتعليمى وبعض المجالات العسكرية، مثل الصناعات العسكرية، وبعض الشركات المملوكة من الدولة، ما سيخفف الكثير من الضغوط عن الحكومة، وقد يولد بعضها أرباحا».
ولدى سؤاله عن إمكانية بيع أسهم فى شركة النفط السعودية «أرامكو»، أجاب الأمير: «هناك بعض الأمور التى تتم مراجعتها، ونعتقد أن القرار سيتخذ فى الأشهر المقبلة، شخصيا أنا متحمس للخطوة، وأعتقد أنها فى صالح السوق السعودية، وفى مصلحة (أرامكو)، وتصب فى مصلحة الشفافية ومواجهة الفساد، إن كان شىء منه يدور فى (أرامكو)».
وقال محمد بن سلمان عن تنويع مصادر الدخل والقطاع الاقتصادى، بعيدا عن النفط: «إن القطاعات الاقتصادية التى سيتم تنويع الدخل فيها هى قطاع المعادن، وإجراء إصلاحات على نظام الدعم»، وأضاف: «فهناك نسبة 20٪ من أبناء الطبقة المتوسطة والدنيا ممن تستفيد من الدعم. ونحن نستهدف 80٪، وسنحاول أن نحافظ على مصالح الطبقات المتوسطة والمتدنية، وستؤدى إلى توليد عوائد جيدة. وكما قلت لك، فإن هناك أرصدة غير مستصلحة، وسنوسع السياحة الدينية، من مثل زيادة عدد الحجاج إلى مدينتى مكة والمدينة، وهو ما سيعطى قيمة مضافة للأرصدة المملوكة للدولة فى كلنا المدينتين».
وعن خطط التخلص من الدعم كليا، بعد زيادة الأسعار فى الميزانية، الكهرباء والغازولين، قال الأمير: «نريد الوصول إلى أسواق مجانية للطاقة، ولكن من خلال برامج دعم لأصحاب الدخل المحدود، وليس دعما على شكل تخفيض أسعار الطاقة، ولكن عبر برامج أخرى. وهناك بعض الأرصدة المهمة التى نعمل عليها، فلدينا أرض واسعة فى شمال جدة بين مدينتى أملج ووج، فهناك 100 جزيرة فى جزيرة واحدة، والمناخ مثالى، أقل بخمس أو سبع درجات من مناخ جدة، وهى جزيرة عذراء، وأمضيت آخر ثمانى إجازات فيها. وصدمت عندما اكتشفت وجود شىء كهذا فى السعودية، وقد تم اتخاذ خطوات من أجل الحفاظ على هذه الأرض، ومساحتها 300 كيلومتر طولا، و200 كيلومتر عرضا. وهذا واحد من الأرصدة التى نستهدفها، ونعتقد أن لديها قيمة إضافية، بدلا من توليد الدخل من مالية الدولة، وعليه فإن لدينا الكثير من الأرصدة غير المستغلة، فى مكة والمدينة والأرياف والحضر. ففى جدة مثلا هناك ما مجموعه 5 ملايين متر مربع على الشاطئ فى قلب جدة، وتملكها القوة الجوية، وتصل قيمة هذه الأرض إلى 10 مليارات دولار، مع أن قيمة تحويل هذه الأرض لا تكلف سوى 300 مليون دولار، وهى منطقة مهملة، ولهذا فاستغلال الأراضى غير المستغلة سيؤدى إلى در أرباح وتطوير، وهذا هو العمل الضخم الذى ندرس العمل عليه، ونهدف إلى تقديم أرصدة جديدة إلى خزينة الدولة، التى توازى قيمتها 400 مليار دولار فى السنوات المقبلة».
وفيما إن كانت ستتم خصخصة هذه الأرصدة أم لا؟ أجاب محمد بن سلمان: «ستذهب هذه الأرصدة إلى صناديق، وسنحولها فيما بعد إلى مشاريع وشركات، وبعدها ستطرح بشكل مبدئى على العامة».
وردا على سؤاله فيما إن كانت هذه ثورة «تاتشرية» فى السعودية، أجاب الأمير: «بالتأكيد، ولدينا المزيد من الأرصدة غير المستغلة، ولدينا قطاعات خاصة يمكن أن تنمو، وسأعطيك مثالا، فنحن واحدة من أفقر الدول عندما يتعلق الأمر بالماء، وهناك شركة سعودية واحدة نموذجية (المراعى للألبان)، وتصل حصتها فى السوق العمانية 80٪ وفى الكويت 20٪ والإمارات 40٪ وفى مصر، حيث النيل، 10٪، شركة واحدة، وهناك شركات ألبان وزراعة أخرى، ويمكن عمل هذا فى القطاع المصرفى وقطاع المعادن وقطاع النفط والبتروكيماويات، فهناك العديد من الفرص للتوسع والتطور».
وتعلق المجلة بأن هذه الفرص كلها تحتاج إلى استثمارات هائلة، فبحسب تقرير، فهى تحتاج 4 تريليون دولار من الآن وحتى عام 2030، وتتساءل من أين ستأتى الأموال؟ فيقول الأمير: «هذا تقرير من ماكينزي، وليس من الحكومة السعودية، ونحاول أن نكون متفائلين فى بعض المجالات، وفى بعض المجالات نحاول أن نكون أكثر محافظة. وعلى كل حال فماكينزى شارك معنا فى الكثير من الدراسات، ولكن فى هذه الاستثمارات نحاول اجتذاب الكثير من المصادر منها المستثمرون السعوديون، والصناديق المملوكة من الدولة، وتمويل من مجلس التعاون الخليجى والتمويل الدولى».
ولدى سؤاله عن السبب الذى سيدفع القطاع الأجنبى للاستثمار فى السعودية، قال محمد بن سلمان: «الربح هو ما نقوم بتقديمه لاجتذاب الاستثمارات، ويحدث هذا فى وقت ستكون لنا تنظيمات جيدة تضمن السلامة لاستثماراتهم. كما أننا لسنا بلدا جديدا على الاستثمارات الأجنبية، فكبرى الشركات الدولية حاضرة فى السوق السعودية من (بوينج) و(إيرباص) و(جى إي) و(جى إم) و(سونى) و(سيمنز)، وكلها شركات لها نفوذ كبير فى السوق السعودية، كما فتحت المصارف الكبرى فروعا لها فى السعودية، فأنا لا أفتح أبوابى للعالم، ولكننى مفتوح على العالم، وكل ما أقدمه هو فرص».
وتقول المجلة إن من التحديات التى تقف أمام الأمير طموحات الشباب، الذين يشكلون نسبة 70٪، وتتساءل عن كيفية توفير فرص عمل لهم، ويجيب الأمير: «لدينا فرص عظيمة لتوفير وظائف فى القطاع الخاص. وسيساعد قطاع التعدين على خلق الوظائف، كما سيولد البرنامج المتعلق بالحج والزيارة الكثير من الوظائف، ولا نتوقع زيادة البطالة بل نتوقع انخفاضها فى الأعوام المقبلة. وفى الوقت ذاته لدينا احتياطى من 10 ملايين وظيفة يحتلها الآن غير سعوديين. ويمكننى الرجوع إليها فى أى وقت أريد، ولكننى لا أريد الضغط على القطاع الخاص، إلا إذا كان هذا هو الملاذ الأخير».
ويعلق الأمير على موضوع الاعتماد على العمال الأجانب، ومنع استئجارهم، قائلا: «نحاول أن نوفر وظائف، وإن لم نستطع تغطيتها، فعندها قد نضغط على القطاع الخاص، كما فعلنا فى برنامج (السعودة)».
وعن طبيعة الإصلاحات التى يقترحها الأمير من ناحية إعادة برمجة الاقتصاد، والتحول من عائدات النفط إلى العائدات غير النفطية، وإعادة تعريف العقد الاجتماعى، وأثر هذا كله على المجتمع السعودى المحافظ، أجاب الأمير: «هذا أمر لا يتعلق بالآخر، لدينا قيمنا وهى مهمة لنا، فالمشاركة فى صناعة القرار أمر مهم، كما هو مهم لنا حرية التعبير وحقوق الإنسان، ولدينا قيمنا ومبادئنا كوننا مجتمعا سعوديا، ونحاول التقدم حسب احتياجاتنا، ووضعنا اليوم ليس كما كان قبل 50 عاما، فقبل 50 عاما لم يكن لدينا مجلس تشريعى، واليوم لدينا تمثيل نسائى جيد فى البرلمان، وتصوت المرأة وترشح نفسها فى الانتخابات، واليوم نحقق تقدما، بحسب احتياجاتنا وبناء على وتيرتنا، وليس ردا على نموذج آخر».
وتسأل المجلة: «هل تعتقد أنه يمكنك فرض ضرائب دون تمثيل؟ ويجيب: «لن تكون هناك ضريبة». وتستدرك متسائلة: «لكنك ستفرض ضرائب؟» ويجيب الأمير: «نحن نتحدث عن شكل مختلف من الضرائب، نحن نتحدث عن ضريبة القيمة المضافة، ولن تفرض ضرائب على أى من البضائع الأساسية ولكن على الكماليات». ويؤكد الأمير أنه لا ترابط بين فكرة الضريبة والتمثيل، ويقول: «هذا ليس قرارا من الحكومة ضد الشعب، ولكنه قرار سعودي، من الحكومة التى تمثل الشعب. وقبل اتخاذ قرار نعقد ورش عمل تمثل الكثير من الناس».
وردا على سؤال حول كيفية زيادة الإنتاج وتوفير اقتصاد حيوى وحديث وسياحة منتعشة وقطاع صحى نشط وصناعة تعليمية، فى الوقت الذى لا يسمح فيه للمرأة بالسفر دون إذن أو قيادة السيارات، يقول محمد بن سلمان: «المرأة اليوم تسافر وتعمل فى قطاع الأعمال». وتستدرك المجلة: «لكن بإذن من عائلاتها»، فيجيب الأمير: «هذا أمر مختلف، عندما تتحدث عن إذن فأنت تتحدث عن نساء لم يبلغن سنا معينا، وليس امرأة مسئولة عن نفسها، وهذه الأمور تخضع لمعيار اجتماعى ودينى مختلفين، وبعضها يمكننا تغييره، وبعضها لا يمكننا تغييره. ولكننى أضمن لك أنه لا توجد معوقات فى طريق المرأة وتوسع مشاركتها فى العمل».
وتتساءل المجلة: «لكن لماذا لا تتجاوز مشاركة المرأة فى قطاع العمل 18٪، وهو أدنى معدل فى العالم؟»، يجيب الأمير: «هذا يعود إلى ثقافة المرأة فى السعودية والمرأة نفسها، فهى لم تتعود على العمل، وهى بحاجة للتعود على فكرة العمل. وهناك نسبة كبيرة من النساء السعوديات تعودن على واقع الجلوس فى البيت، ولم يتعودن على فكرة العمل، وهذا يحتاج وقتا».
ويرى الأمير أن وجود نسبة كبيرة من النساء فى قطاع العمل جيد للسعودية، ويقول: «لدينا نمو سكانى يصل إلى مستوى مخيف، وسيساعد عمل المرأة على الأمر».
ووجهت المجلة سؤالا للأمير مفاده: «كونك مسئولا عن الدفاع والاقتصاد وممثلا لجيل الشاب، ما السعودية التى تريد بناءها؟»، ليجيب الأمير: «السعودية التى آمل ببنائها وكذلك ل 70٪ من السعوديين، هى السعودية التى لا تعتمد على النفط، السعودية باقتصاد متطور وبقوانين شفافة وذات موقع قوى فى العالم. السعودية التى يمكنها تحقيق أحلامها أو طموحها، من خلال توفير حوافز وحكومة مناسبة، نريد سعودية قادرة على الاستمرار، وتضمن مشاركة الجميع فى اتخاذ القرار، السعودية التى تعد إضافة جيدة للعالم، وتشارك فى الإنتاج العالمى، وتشارك فى التصدى للمعوقات والتحديات التى تواجه العالم. أحلامى كونى شابا سعوديا، ويشاركنى الكثير من الرجال السعوديين، هى كثيرة، وأحاول التنافس معهم ومع أحلامهم، ويتنافسون مع حلمى، من أجل أن تكون السعودية أفضل».
وتسأل المجلة: «رغم أنك قدمت رؤية إيجابية فى وقت تمر فيه المنطقة بأخطر مراحلها، فكيف يتواءم هذا مع الوضع؟»، فيجيب الأمير: «أنت من بريطانيا، وأنا من المعجبين بتشرشل، وهو الذى قال إن الفرص تأتى خلال الأزمات، واستحضر مقولة تشرشل كلما شاهدت معوقات أو أزمات فى المنطقة، وبهذه الطريقة أتعامل مع المخاطر والأزمات فى المنطقة».
وسألت المجلة: «هل أصبحت المخاطر أكبر مع تراجع الولايات عن المنطقة؟»، فأجاب الأمير: «نفهم العمل الذى تقوم به الولايات المتحدة، وهى تقوم بالكثير من الجهود ونحاول المساعدة فى هذه الجهود كلها، ونحاول التعبير عن وجهة نظرنا، ويمكننى القول إن العمل بيننا وبين الولايات المتحدة قوى وعظيم، وعلى الولايات المتحدة أن تعرف أنها رقم واحد فى العالم، وعليها أن تتصرف كهذا».
وعبر الأمير عن قلقه من إمكانية حدوث أمر ما، سألته المجلة: «هل تعتقد أن الأمريكيين تخلوا عنكم؟»، فقال: «نفهم ونعرف أننا جزء من المشكلة؛ لأننا لم نقدم رؤيتنا إليهم، ولم نقم بالجهد الكافى لكى نقدم وجهة نظرنا لهم. ونعتقد أن هذا سيتغير فى المستقبل».
وردا على سؤال: «هل تتقدم السعودية بقيادة جديدة فى المنطقة؟»، أجاب الأمير: «فى المنطقة نحن نتعامل مع الحلفاء كلهم على قاعدة متساوية، ونتعاون جميعا لمواجهة تحديات المنطقة، نحن ودول مجلس التعاون الخليجى وتركيا ومصر والسودان والدول فى القرن الإفريقى وشرق آسيا وماليزيا وإندونيسيا وباكستان، ونحاول جميعا التصدى لهذه التحديات؛ لأنها تمثل تهديدا لنا جميعا، ويجب أن نواجهها كوننا فريقا، وأن نقوم بعمل إيجابى».
وأجاب الأمير على سؤال بشأن الربيع العربى وتأثيره السابق واللاحق على المنطقة، بقوله: «أولا، كل ما أقوله هو أن الربيع العربى كان امتحانا للنظام الشمولى وغير الشمولى للحكم، والنظام الذى يمثل شعبه ضد الذى لا يمثل شعبه. فأى نظام لا يمثل شعبه انهار فى الربيع العربى، وشاهد البقية ماذا حدث له».
وختمت «إيكونوميست» مقابلتها للأمير بسؤاله: «هل يمثل آل سعود الشعب؟» ليجيب الأمير: «نحن جزء من العملية الوطنية، ونحن جزء من القبائل المحلية فى البلد، ونحن جزء من المناطق فى البلد، ونعمل معا منذ 300 عام».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.