خصص البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، كلمته بقداس عيد الميلاد المجيد عن "إسعاد الآخرين"، شارحًا خمسة عناصر في قصة الميلاد وهبتنا السعادة، أولها هو أمنا العذراء مريم، والتي أسعدتنا بطهارتها ونقاوتها، فلا يمكن أن يستطيع الإنسان إسعاد الآخرين إلا إذا كان نقيًا وطاهرًا، ولا يمكن أن تأتي فرحة أي شعب إلا من خلال أنقياء وأتقياء وأطهار. وأضاف بابا الإسكندرية خلال كلمته بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، العنصر الثانى لإسعاد الآخرين تمثل في المجوس الذين أسعدونا بزيارتهم وهداياهم، عندما أتوا ليقدموا هداياهم للسيد المسيح، فيستطيع الإنسان أن يسعد الآخرين بالزيارة والمجاملة، وثالث عنصر هم الرعاة الذين أسعدونا بسهرهم وأمانتهم، هم أناس بسطاء جدًا كانوا موجودين بالصحراء يرعون الخراف والقطعان عندما رأوا الملاك الذي بشرهم بالفرح العظيم، قاموا سريعًا باستعداد ويقظة ونشاط وأمانة. وعن العنصر الرابع من العناصر التي تسعد البشر في قصة الميلاد هي القرية "قرية بيت لحم"، قرية صغيرة جدًا على الخريطة وليس لها ذِكر، لكنها قد أسعدتنا لأنها أوجدت المأوى والملجأ للعذراء مريم لكي تَلِد الطفل الصغير السيد المسيح. وأكد أن الإنسان يستطيع أن يسعد الآخرين عندما يوجد الملجأ والمأوى كما تقول لنا الوصية "كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي"، وهذا يتجسد عنما يأوي إنسان الفئات المحتاجة والمهمشين الذين بلا صوت، والصغار الذين بلا مأوى والكبار المعاقين والمسنين والفئات التي تحتاج إلى معونة من المجتمع، لكيما يوجد لها مأوى مثلما صنعت بيت لحم. وأضاف بطريرك الكرازة المرقسية أن عناصر السعادة هم الملائكة الذين ظهروا وأنشدوا، أسعدونا بالتسبحة وأسعدونا بهذه الكلمات "الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ" (وصارت هذه الآلية شعارًا وظلت آية محبوبة وأصبحت هي صوت الملائكة. وأختتم قائلا: إذًا قصة الميلاد وتجسد ربنا يسوع المسيح هي من أجل خلاص الإنسان، ولكن كونها قصة فريدة فإن مسيحنا في ميلاده المجيد يجاوبنا على هذا السؤال "كيف نسعد الآخرين؟". يمكنك أن تتأمل في كل تفاصيل هذا الحَدَث الفريد لتجد فيه الملامح التي يمكن أن تنفذها وتطبقها، وتجد تدريبات روحية عن كيفية إسعاد الآخرين، وكذلك أن يصلي الإنسان للآخرين وخاصة المسئولين، والذين يحتاجون صلواتنا فالمسئول بحاجه إلى الصلاة لتسنده في مهامه.