قالت مصادر أمنية إن ثلاثة مقاتلين من الأكراد لاقوا حتفهم في اشتباكات مع الشرطة في مدينة ديار بكر بجنوب شرق تركيا اليوم الخميس في حين سمع دوي إطلاق نار وقذائف مدفعية حول المنطقة التي تعد مركزا لهجوم ينفذه الجيش على المقاتلين الأكراد. وأطلقت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع على المئات بعد محاولتهم تنظيم مسيرة باتجاه وسط المدينة وهم يحملون نعشين لاثنين من أفراد حزب العمال الكردستاني قتلا في واقعة أخرى هذا الأسبوع. وقالت مصادر أمنية إن القتلى الثلاثة لاقوا حتفهم في اشتباكات مع القوات الخاصة في منطقة ينيسهير في ديار بكر بعد هجوم لحزب العمال الكردستاني على قوات الأمن. وظلت أربع مدن رئيسية يغلب على سكانها الأكراد في جنوب شرق تركيا خاضعة لحظر التجول وشهدت قتالا عنيفا منذ الهجوم الذي أطلقته تركيا قبل عشرة أيام ضد المقاتلين الأكراد. ودخل حظر التجول في حي سور التاريخي في ديار بكر يومه الحادي والعشرين. وأظهرت أرقام أعلنها حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد أن 31 مدنيا على الأقل لاقوا حتفهم أثناء القتال في حين قالت وسائل إعلام حكومية إن 168 مقاتلا كرديا قتلوا خلال الحملة المدعومة بالدبابات وآلاف الجنود. واجتاحت الاشتباكات جنوب شرق تركيا الذي تقطنه أغلبية كردية منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي دام لعامين بين حزب العمال الكردستاني وأنقرة في يوليو تموز مما جدد النزاع الذي سيطر على المنطقة منذ ثلاثين عاما وتسبب في مقتل أكثر من 40 ألف شخص. * تحول أساليب القتال نقل حزب العمال الكردستاني في تلك المرة القتال من قواعده التقليدية في الريف إلى البلدات والمدن وأقام متاريس وحفر خنادق لإبعاد قوات الأمن في نزاع ضحاياه أيضا مدنيون. وفي مدينة الجزيرة بجنوب شرق تركيا على الحدود مع العراق مكث السكان تحت شمس الشتاء في حين سمع دوي إطلاق النار والقصف من الدبابات التركية التي تدك أهدافا تابعة لحزب العمال الكردستاني داخل المدينة. وأظهرت لقطات تليفزيون رويترز أكياس القمامة المكدسة في الشارع وأطفالا يلعبون ويقفزون فوق المتاريس. وخرج السكان الذين منعوا من مغادرة منازلهم في الأيام العشرة الماضية في الجزيرة للشراء من الباعة الجائلين. وأثار تجدد التمرد الكردي بواعث قلق لدى الزعماء الأتراك الذين يرون صعود جماعات كردية سورية تدعمها الولاياتالمتحدة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية. ويخشى البعض أن تؤدي الفوضى لظهور دولة كردية على أجزاء من أراضي تركية وعراقية وسورية. وفي مدينة دارجشيت بإقليم ماردين في جنوب شرق البلاد على الحدود مع سوريا قالت صحيفة حريت إن مقاتلين أكرادا هاجموا في وقت متأخر أمس الأربعاء منزل أحد المدنيين وقتلوا شخصين وأصابوا اثنين آخرين. وقالت الصحيفة إن المنزل ملك أقارب أعضاء في حزب العدالة والتنمية الحاكم. وبدأ حزب العمال الكردستاني حملة مسلحة في عام 1984 وتدرجه تركياوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي على قائمة الجماعات الإرهابية.