أعربت وزارة الخارجية الصينية اليوم الثلاثاء عن انزعاجها من الأنباء بأن منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) تقوم بمراجعة قواعد القيد بسجل ذاكرة التاريخ، وذلك استجابة لطلب تقدمت به اليابان بهذا الصدد على خلفية قيام المنظمة الدولية بضم الوثائق الخاصة بمذبحة (نانجينغ)، التي ارتكبها الجيش الامبراطوري الياباني في الصين إبان فترة الحرب العالمية الثانية الى هذا السجل. وقال المتحدث بإسم الوزارة هونج لى - في تصريح صحفى - إن إجراء أي تغييرات بالقواعد الخاصة بالسجل الخاص بالتراث الوثائقى للبشرية يجب أن يكون بناء على رغبة عامة بين الدول الأعضاء باليونسكو، محذرا من محاولة أي دولة "تسييس" هذه القواعد. وأضاف: أي تغييرات بالسجل يجب أن تأتي بعد استطلاع موسع لوجهات نظر الدول الأعضاء وبعد التوصل الى اتفاق جماعى بينهم. كانت الصين انتقدت اليابان - في أكتوبر الماضي - بعد تواتر الأنباء حول غضبها من قرار اليونسكو بإدراج المذبحة ضمن سجل الذاكرة العالمية وتفكيرها فى تعليق أو الحد من مساهماتها المالية المقدمة إلى المنظمة. ووقتها وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشان يينغ أي تصرف على هذا النحو من قبل اليابان بغير المقبول، ودعت طوكيو إلى التوقف عن أي فعل لمضايقة تلك المنظمة التابعة للأمم المتحدة وإلى تحمل المسؤولية تجاه التاريخ وأيضا تجاه المستقبل. كما طالبت "هوا" اليابان بمواجهة تاريخها العدوانى عن طريق تصحيح الأخطاء واتخاذ إجراءات ملموسة لكسب ثقة جيرانها والمجتمع الدولي. وعبرت عن تقدير الصين التام للموضوعية والمهنية اللتان أظهرتهما اليونسكو في التعامل مع الطلب الصينى لادراج الوثائق الخاصة بتلك المذبحة البشعة في سجل ذاكرة العالم. وقالت ردا على تشكيك اليابان فى صحة تلك الوثائق ان الفظائع التي ارتكبتها العسكرية اليابانية هي حقيقة تاريخية اعترف بها المجتمع الدولي والوثائق المقدمة من الجانب الصيني اجتازت جميع اجراءات الفحص الخاصة بالمنظمة ولجنتها الاستشارية للتأكد من انها حقيقية وليست مزورة. ونصحت هوا اليابان بالتوقف عن العناد والنظر الى التاريخ بطريقة خاطئة قائلة ان على الجانب اليابانى ان يدرك انه حتى لو قام بوقف مساهماته الى اليونسكو فإنه لن يستطيع ان يمحو وصمة العار التى سجلها التاريخ والتى تزداد سوادا كلما حاول ازالتها.