صرح مسئول بمنظمة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة بأن الأسر الفارة من الهجمات الوحشية فى نيجيريا مهددة بنقص الغذاء والمياه والأوبئة المميتة الفتاكة فى دولة الكاميرون المجاورة ، وقال توبى لانزر المنسق الإنسانى الإقليمى للأمم المتحدة لمنطقة الساحل بعد زيارته لياوندى وإقليم أقصى الشمال بالكاميرون لتقييم الوضع الإنسانى المتصاعد للازمة فى شمال شرقى نيجيريا المجاورة وحوض بحيرة تشاد أن " العديد من الأسر فرت خلال الليل تاركة وراءها كل ما تملك ، إنهم يعتمدون حاليا على المساعدات الإنسانية والموارد المحدودة للمجتمعات المضيفة لهم ". ووفقا لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، لاتزال هناك مخاوف خطيرة على حوالى 20 مليون شخص فى إقليم ساحل أفريقيا ، حيث يستمر الصراع المتكرر، وأنماط الطقس المتقلبة والأوبئة وغيرها من الصدمات ، في إضعاف قدرة الأسر عبر منطقة لا تزال تعاني مستويات مزمنة من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية .. وفضلا عن التهديدات المزمنة من عدم الأمن الغذائى وسوء التغذية والأوبئة ، فإن الصراع العنيف فى إقليم الساحل وما حوله أدى إلى ارتفاع معدل نزوح السكان. ويستضيف إقليم أقصى الشمال بالكاميرون 200 ألف مهاجر قسرا ، من بينهم 80 ألف نازح داخليا،وأكثر من 57 ألف لاجئ نيجيرى هربوا من العنف واستقروا إما فى مخيم ميناوا للاجئين وإما مع المجتمعات السكانية على طول المناطق الحدودية. وقال المنسق الأممى لانزير "غالبا ما تنجو الأسر الفارة من الهجمات الوحشية، ولكنها تواجه صدمات حادة ، وبالإضافة إلى تلك الأعباء ، يساورنا القلق حاليا من أن حياتهم مهددة بسبب نقص الغذاء والماء وسوء التغذية والأوبئة المميتة مثل الكوليرا والحصبة". وفى إقليم أقصى الشمال ، ارتفع انعدام الأمن الغذائي بشكل كبير في الأشهر الأخيرة ، حيث أثر على حياة شخص من بين كل ثلاثة أشخاص ، إن انعدام الأمن يؤدى إلى إعاقة تحركات السكان والأنشطة التجارية والزراعية اليومية، مما يؤثر سلبا على سبل العيش للمجتمعات التى لاتزال تتعافى من فترة الجفاف التى امتدت عشر سنوات. وحث توبى لانزر المنسق الإنسانى الإقليمى للأمم المتحدة على توفير المساعدات قائلا "لقد اضطر المزارعون على الفرار وترك أراضيهم، وكثير منهم لم يمكثوا حتى موسم الحصاد ، ولذلك فإنه بدون توفير المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب ، فإن تعافى تلك المجتمعات قد يستغرق عدة سنوات" يذكر أن التمويل الذى تم جمعه بناء على النداء الإنساني للكاميرون ، لا يغطي سوى نسبة 40 في المائة فقط من الاحتياجات ، مما يهدد ببطء الاستجابة الإنسانية لإقليم أقصى الشمال خلال الأشهر المقبلة.. وصرحت نجاة رشدى ، المنسق الإنسانى المقيم للأمم المتحدة فى الكاميرون ، "أن توزيع الأغذية، والوصول إلى خدمات الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية من أهم أولوياتنا لإنقاذ الأرواح واستعادة كرامة النازحين،كما أن المشاركة المتجددة من قبل الجهات الفاعلة في التنمية يعد أيضا أمرا ضروريا إذا أردنا معالجة الأسباب الجذرية للفقر المزمن وضمان استقرار المنطقة بطريقة دائمة".