الأغذية العضوية في مصر.. ضحك على الذقون..غانم: لا يوجد بمصر قانون ينظم زراعتها.. سعد: تلوث مياه النيل.. خورشيد: ليست عضوية بنسبة 100%.. خليل: لا توجد سوى شركة واحدة تنتجها

ركن سيارته بجوار سوبر ماركت شهير بالقاهرة، ودخله وبدأ في شراء فواكه وخضروات تبدو من شكلها أنها رخيصة الثمن أو درجة ثانية إلا أننى فوجئت أنه دفع فيها أسعارا تقدر بأربعة أمثال الخضروات والفواكه العادية، وعند سؤالى له لماذا ؟ أجاب لأنها أغذية عضوية "أورجانيك" خالية من المبيدات والأسمدة الكيميائية والهرمونات وغير ضارة بصحة الإنسان، وهنا بدأنا عملية البحث عن ماهية هذه الأغذية في مصر، هل هي بالفعل عضوية بنسبة 100 % أم أنها وهم من قبل بعض مافيا الشركات الزراعية لترويج سلعتها... خبراء الزراعة والهندسة الوراثية أكدوا أننا لا يمكن أن نطلق على الأغذية المنتجة هنا اسم "عضوية " لأن مصر لا يوجد بها قانون ينظم الزراعات العضوية؛ مما يجعل فيها كثيرا من التلاعب فيما أكدوا أن من شروط الأغذية العضوية أن تكون المياه نقية وغير ملوثة إلا أن مياه النيل ملوثة بالصرف الصناعى والزراعى والصحى، ما يقلل من جودة الزراعات الأورجانيك في مصر ويرفع بها نسبة التلوث، ولكنها في النهاية تبقى أفضل من المزروعات العادية نوعا ما..
الدكتور محمد سعد أستاذ الكيمياء الحيوية واستشارى التغذية بجامعة القاهرة، يرى أنه لإنتاج منتج عضوى لابد أن يشترط فيه عدد من العوامل أولها أن تكون التربة غير ملوثة، والماء يكون نقيا غير ملوث، وعدم استخدام مبيدات أو هرمونات زراعية إضافة إلى عدم استخدام أسمدة كيميائية، كما أنه عند تداول المنتج لا يوضع عليه مواد حافظة وهذه الشروط غير متوافرة في مصر من الأساس، مؤكدا أن مياه النيل الخاصة بالرى ملوثة ؛ لأنها من اتجاه الجنوب تدخل المياه الأراضي الزراعية التي تستخدم مبيدات وأسمدة كيميائية وتخرج في مياه الصرف الزراعى فتصب مرة ثانية في النيل، فيصبح النيل ملوثا بمواد عضوية وغير عضوية وبكتيرية، كما أن المصانع موجودة من الجنوب وحتى الشمال على نهر النيل فمصنع الألومنيوم بنجع حمادى على النيل وغيره تصرف على النيل فأصبح النيل ملوثا أيضا بالصرف الصناعى، وهذه المياه يروى بها الزاعات العضوية.
وأضاف سعد، أن المفهوم لدى البعض أن الزراعات العضوية لا يضاف لها مبيدات فقط وهذا مفهوم خاطئ، هذا بالنسبة للخضروات مؤكدا أن متبقيات المبيدات تظل موجودة في التربة والمياه،، أما الفاكهة يمكن أن تنتج بصورة عضوية ولكنها لا تنتج بصورة عضوية لأنها ترش بالمبيدات للاحتفاظ على عدم تساقط الزهور التي تنتج الثمار، مضيفا أننا ليس لدينا الظروف في مصر لإنتاج الزراعات العضوية، موضحا أن أمريكا تزرع 10 ملايين فدان في الصين للمواد الأورجانيك "العضوى" ولا تزرعها على أرضها لأنها تستخدم المبيدات للإنتاج الكثير فتزرعه في الصين، كما أن الصينيين يزرعون في السودان زراعات عضوية لأن مياه النيل في السودان غير ملوثة فالتلوث يبدأ من جنوب مصر، فتقوم الصين بإنتاج زراعات عضوية وتبيعه في أوروبا والسودان تستفيد منه بالعمالة وإيجار الأرض فقط، كما أن إسرائيل تزرع في المغرب 600 ألف فدان زراعات عضوية بالمياه النقية وفى أراضى جديدة، موضحا أن المبيدات جميعها مسرطنة لأنها تغير الجينات أو البكتيريا المرضية، أو في الحشرة التي تهاجم النبات فتغير الجينات في النباتات فتعمل طفرات فتصبح مسرطنة لأى خلية.