أكد "التحالف الوطني" العراقي برئاسة إبراهيم الجعفري دعمه لرئيس مجلس الوزراء حيدر العباديّ وخوله بالتصدِّي لإدارة أزمة دخول القوات التركية إلى الأراضي العراقيّة وفقاً لصلاحيّاته الدستوريّة والقانونيّة، لاتخاذ الإجراءات الضروريّة كافة للحفاظ على أمن وسلامة العراق، ومن بينها اللجوء إلى مجلس الأمن والجامعة العربية، إضافة إلى إمكانية اتخاذ إجراءات اقتصادية إذا ما استمر الجانب التركي في المماطلة وعدم الالتزام بمُقتضَيات حُسن الجوار والسحب الفوريّ للقوات التركيّة. جاء ذلك في بيان صحفي صدر، اليوم الثلاثاء، عن اجتماع الهيئة القياديّة للتحالف الوطنيِّ بحُضُور العبادي الليلة الماضية في مكتب الجعفري ببغداد.. وتم - خلال اللقاء - بحث المُستجدّات السياسيّة والتحديات التى تواجه العراق، لاسيما بعد دخول القوات التركيّة إلى الأراضي العراقيّة، وما ترتب عليها من انتهاك لسيادة العراق وخرق واضح لعلاقات حُسن الجوار، ومناقشة قرارات مجلس الأمن الوطنيِّ العراقيِّ بهذا الشأن والذي أمهل القوات التركيّة مُدّة 48 ساعة للانسحاب الفوريِّ من الأراضي العراقيّة تنتهي مساء اليوم. واتفق المُجتمِعون على إبقاء الخيارات مفتوحة في مُواجَهة الاعتداء التركي.. ودعت الهيئة القياديّة للتحالف إلى توحيد الخطاب الوطني تجاه هذه الأزمة والحفاظ على الوحدة الوطنيّة والسيادة العراقيّة. يذكر أن الحكومة العراقية طالبت تركيا باحترام علاقات حسن الجوار وسحب قوات لها دخلت معسكر تدريب بالموصل شمال غربي العراق /يوم الخميس 3 ديسمبر/ دون طلب أو إذن من السلطات الاتحادية في بغداد، ودعت إلى سحبها فورا.. حيث تم نشر 150 جنديا "كمدربين" بقضاء بعشيقة على أطراف الموصل مع 25 دبابة في معسكر "الزلكان" الذي يديره محافظ نينوي المقال أثيل النجيفي، وغير تابع للسلطات الاتحادية.. وأشار المتحدث باسم قوات "حشد نينوى" محمود السورجي إلى أن ثلاثة أفواج من القوات التركية مزودة بأسلحة ثقيلة وصلت إلى "الزلكان". واستدعت وزارة الخارجية العراقية يوم /السبت 5 ديسمبر/ السفير التركي لدى العراق فاروق قايماقجي وسلمته مذكرة احتجاج على دخول قوات عسكرية تركية إلى الأراضي العراقية دون إذن الحكومة الاتحادية،وطالبت تركيا بسحب مقاتليها من داخل الاراضي العراقية فوراً، مؤكدة أنها ستتابع تحركها بإتجاه المجتمع الدولي لإيقاف انتهاك سيادة العراق وعدم احترام أنقره لحدوده. تجدر الإشارة إلى أن "التحالف الوطني" العراقي تحالف سياسي هو الأكبر في البرلمان، وأعلن عن تشكيله رئيس الحكومة العراقي الأسبق إبراهيم الجعفري في 24 أغسطس 2009 وخاض انتخابات البرلمان العراقي.. وأن التحالف يترأسه الجعفري وأعلن أنه "ينبذ الطائفية" وغالبية أعضائه من التيارات الشيعية مثل المجلس الإسلامي الأعلى وحزب الإصلاح والتيار الصدري ومنظمة "بدر" والمؤتمر الوطني العراقي وكتلة التضامن وتجمع العراق المستقل بالإضافة إلى شخصيات أخرى مثل الشيخ حميد الهايس رئيس مجلس إنقاذ الأنبار السني. وقالت تركيا أمس الاثنين إنها لن تسحب مئات الجنود الذين وصلوا الأسبوع الماضي إلى قاعدة في شمال العراق على الرغم من توجيه بغداد إنذارا لها بضرورة سحبهم خلال 48 ساعة. وتقول أنقرة إن جنودها يتواجدون في العراق في إطار مهمة دولية لتدريب وتجهيز القوات العراقية في قتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية. لكن الحكومة العراقية تقول إنها لم توجه الدعوة قط لأنقرة لدخول هذه القوات وستحيل الأمر إلى الاممالمتحدة إذا لم يتم سحبهم طواعية.