ذكرت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، أن جماعات الدعاية الإعلامية التابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي عادت على قنواتها الخاصة على الإنترنت بعد أيام من إعلان شركة إلكترونية أنها ستمنع هؤلاء الإرهابيين ردا على الهجمات الإرهابية في العاصمة الفرنسية باريس يوم 13 نوفمبر الجاري والتي راح ضحيتها المئات ما بين قتيل وجريح. وأوضحت أن هذه الشركة وتدعى "تليجرام" هي شركة برمجيات منتجة لتطبيق تراسل فوري يدعم تشفيرا نهائيا شديد التطور من الصعب أو حتى المستحيل على أجهزة الاستخبارات الغربية اختراقه وهذه الخاصية "المظلمة" جعلت من هذا التطبيق ملتقى إتصالاتيا مفضلا لهذا التنظيم الإرهابي. وبدأت تليجرام أيضا في توفير خاصية جديدة، قناة خاصة، وسرعان ما خصص التنظيم الإرهابي قنوات لينشر دعاياه الإعلامية. ومؤسس هذه الشركة يدعى بافيل دوروف وهو روسي يعيش في المنفى في ألمانيا وقد تعرض لانتقادات شديدة لتركه اختراعاته تتحول إلى شبكة سرية لهؤلاء القتلة المرتزقة. وخضع دوروف يوم الأربعاء الماضي إلى الضغوط وأعلنت شركته في تغريدة على موقع تويتر أنه منع في الأسبوع الماضي 78 قناة ذات صلة بداعش ب 12 لغة. لكن هذا الإجراء كان مؤقتا وفقا لواشنطن تايمز. ويقول معهد الأبحاث الإعلامية الشرق أوسطية إن تنظيم داعش الإرهابي نشر أمس الجمعة إعلانا قال فيه أنه عاد إلى قنوات تليجرام. ولم يتضح بعد ما إذا كانت داعش ما يزال بمقدورها الوصول إلى تطبيق التراسل الفوري المشفر. وقد أصدر دوروف مؤسس الشركة تغريدات عديدة تجعل موقفه ملتبسا مما يحدث. ورغم أن هذه القنوات عامة غير أنه بوسع أصحاب الحسابات إجراء محادثات دردشة خاصة مشفرة. وقال دوروف - دفاعا عن نفسه "التشفير هو كبش الفداء للتغطية على الفشل الحاصل لعمليات المراقبة". وقالت الصحيفة إنه نظرا لأن هذا التطبيق مشفر فإن من الصعب على الخبراء خارج نطاقه معرفة ما إذا كان مهاجمو باريس استخدموه في التواصل مع بعضهم البعض أو مع القيادة في الرقة بسوريا أم لا. وتقول تقارير صحفية إن المخابرات الفرنسية لم تضبط أي اتصالات بين الإرهابيين بشأن هجمات باريس وكذلك قالت المخابرات الأمريكية التي تركز على التقاط الاتصالات بين قيادات داعش. وقالت الصحيفة إن إدارة الرئيس الأمريكي طالما حاولت إقناع شركات التكنولوجيا مثل أبل بفتح برامج التشفير أمام وكالات التجسس لكن هذه المطالب قوبلت بالرفض. وقبل هجمات باريس بأسبوعين نشر معهد الأبحاث الإعلامية الشرق أوسطية تقريرا قال فيه إن الجهاديين خصصوا قنوات لهم على "تليجرام".