شارك المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية في المنتدى الاقتصادى بالبحرين والذي نظمته الشركة العربية للاستثمارات البترولية (أبيكورب) التابعة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول بمناسبة مرور 40 عامًا على تأسيسها. واستعرض المهندس طارق الملا خلال الجلسة الوزراية رؤيته لتطورات أوضاع سوق البترول العالمى الحالية وتأثير الانخفاض الحالى في الأسعار العالمية للبترول وتسجيلها مستويات تقترب من حاجز ال 40 دولارًا للبرميل بسبب تراجع الطلب ووجود فائض في العرض العالمى وتأثير ذلك سلبًا على تدفق الاستثمارات خاصة في أنشطة البحث والاستكشاف فضلًا عن التأثير السلبى على الاستثمار في مصادر الطاقة غير التقليدية. وأضاف أن عودة الاستقرار والتوازن لأسواق البترول العالمية وأسعاره تستدعى العمل على دعم التعاون بين الدول الأعضاء في أوبك والدول غير الأعضاء، خاصة وأن الدول خارج أوبك تستأثر بنسبة 60 % من إجمالى الإنتاج العالمى للبترول، وذلك باعتبار التعاون العامل الرئيسى لتحقيق الهدف المنشود من خلال دعم الحوار المباشر بين الطرفين ومشاركة الدول خارج أوبك في اجتماعات أوبك بصفة مراقب لتقريب وجهات النظر فضلًا عن المباحثات الثنائية بين الدول المؤثرة في الجانبين لتحقيق المصالح المشتركة وإعادة التوازن بين العرض والطلب العالميين على البترول من أجل استقرار الأسعار عند مستويات عادلة للطرفين. كما استعرض المهندس طارق الملا خلال الجلسة إستراتيجية وزارة البترول المصرية والإجراءات التي تم البدء في تنفيذها لجذب المزيد من الاستثمارات في مجال البحث عن البترول والغاز وتنميته، موضحًا أن إجمالى الاستثمارات سجلت خلال عام 2014 / 2015 نحو 7ر7 مليار دولار ترتفع إلى نحو 6ر8 مليار دولار في عام 2015 / 2016، مشيرًا إلى أن تدفقات الاستثمار بقطاع البترول المصرى تسير بصورة طبيعية على الرغم من التحديات التي تواجه صناعة البترول عالميًا. وأشار إلى أن الإجراءات التي تم اتخاذها مؤخرًا والتي شملت النجاح في تخفيض مستحقات الشركاء الأجانب المتراكمة إلى النصف خلال العامين الأخيرين، وتطوير بنود بعض الاتفاقيات البترولية لتحقيق التوازن إضافة إلى طرح المزايدات العالمية والنجاح في توقيع 62 اتفاقية جديدة باستثمارات أكثر من 14 مليار دولار إضافة إلى 12 اتفاقية أخرى في مرحلة إنهاء الإجراءات، وأوضح أن هذه السياسات أثمرت عن تحقيق كشف الغاز " ُظهر" العملاق في البحر المتوسط والذي يعد ثمرة من ثمار الاتفاقيات الجديدة التي تم توقيعها. وأوضح الوزير أن منطقتى دلتا النيل والبحر المتوسط خاصة في المياه العميقة تتميز باحتمالاتها البترولية والغازية الواعدة وأن كشف ُظهر سيعزز ويحفز من أنشطة البحث والاستكشاف في هذه المناطق البكر وسيسهم في تغيير خريطة إنتاج الغاز في مصر. كما تطرق م. طارق الملا إلى سياسات الإصلاح التي تبنتها وزارة البترول في إطار الخطة الشاملة للحكومة للإصلاح الاقتصادى، مشيرًا إلى بدء تنفيذ برنامج شامل لإصلاح دعم الطاقة خلال فترة تتراوح ما بين 5-6 سنوات، تم تنفيذ المرحلة الأولى بنجاح، إلى جانب إعداد خطة لتنويع مزيج للطاقة أكثر توازنًا، والبدء في إصلاح سوق الغاز حيث تمت الموافقة على مشروع قانون الغاز وإنشاء جهاز تنظيمى بهدف تحقيق انطلاقة حقيقية لهذا النشاط، إضافة إلى تحويل مصر لمركز محورى إقليمى للطاقة خاصة وأنها تمتلك كل المقومات للقيام بهذا الدور، وأضاف أنه يتم حاليًا اتخاذ إجراءات لزيادة الإنتاج المحلى من البترول والغاز لتلبية احتياجات البلاد من خلال الإسراع في مشروعات تنمية الحقول المكتشفة، كما يتم أيضًا تأمين جانب من احتياجات البلاد من الغاز الطبيعى من خلال استيراد كميات من الغاز الطبيعى المسال وتطوير ورفع كفاءة معامل التكرير والبنية الأساسية فضلًا عن تنمية صناعة البتروكيماويات لتعظيم القيمة المضافة.