سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كابوس الإرهاب يهدد فرنسا في ليلة سوداء.. هجمات مسلحة وانفجارات وسط باريس تخلف 230 قتيلًا.. هولاند يعلن حالة الطوارئ والجيش يفرض حظر التجوال.. وإدانات دولية واسعة
عاشت فرنسا كابوسا مرعبا، مساء أمس الجمعة استمر طوال الليل، بعد أن هزت 7 هجمات، هي الأعنف في تاريخ البلاد من فترة، العاصمة باريس، مخلفة عشرات القتلى والجرحى، إضافة إلى عمليات احتجاز لعشرات الرهائن دفعت الرئيس الفرنسي لإعلان حالة الطوارئ. الهجمات كانت متزامنة ومنسقة، وبدأت بإطلاق نار قرب مطعم في فرنسا، ثم هز انفجاران محيط استاد فرنسا الدولي أثناء مباراة لكرة القدم بين المنتخبين الألماني والفرنسي كان يحضرها الرئيس فرنسوا هولاند. كما جرت عملية احتجاز رهائن شملت العشرات في مسرح باتاكلان الذي كان يضم نحو 100 شخص، وشهدت المنطقة انفجارات عدة. ذكرت مجلة "لوبوان" الفرنسية أن تبادل إطلاق نار وقع في الدائرة العاشرة في باريس خلف العديد من القتلى والجرحى. وكشفت صحيفة "ليبراسيو" الفرنسية أن تبادل إطلاق نار جرى في شارع آلز بوسط باريس، في الوقت الذي أعلنت عمودية باريس حظر التجوال في الشوارع، وطالبت المواطنين بالتزام البيوت، وفرض حظر التجوال، بسبب العمليات الإرهابية التي ضربت العاصمة الفرنسية. وأكدت قناة "فرانس 24"، احتجاز رهائن في قاعة باتاكلان للمؤتمرات بباريس، في الوقت الذي أعلنت فيه هيئة النقل بفرنسا إغلاق عدة خطوط للمترو في باريس بعد الهجمات، التي أسفرت عن مقتل 230، منهم 150 أثناء تحرير الرهائن، و5 من منفذي الهجمات. وعقد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، اجتماعًا مع أعضاء حكومته وقيادات الأجهزة الأمنية، عقب الاعتداءات التي وقعت لبحث الأزمة وتوابعها، في الوقت الذي فرض الجيش حظر التجوال على المناطق المحيطة، محذرا المواطنين من النزوح للشوارع. وأعلن هولاند حالة الطوارئ وإغلاق حدود فرنسا بعد الهجمات غير المسبوقة، كما أمر بنشر الجيش في أنحاء العاصمة الفرنسية، وأعلن شن عمليات أمنية على موقع، لم يحدده، في باريس. وشدد هولاند في كلمة تليفزيونية أن بلاده ستخوض حربا بلا رحمة على الإرهابيين، وأعلنت الحكومة أن الرئيس سيجتمع بمجلس الأمن القومي صباح اليوم السبت. إدانة عالمية للهجمات ونددت دول العالم بهذه الحوادث، وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أن الاعتداءات المسلحة على باريس لم تستهدف فرنسا وحدها، بل الإنسانية جمعاء. وقال أوباما، في كلمة تليفزيونية له تعليقا على الحادث، إن بلاده تقف مع فرنسا في مكافحة الإرهاب والتطرف وأنها ستفعل كل ما يلزم لتقديم "الإرهابيين إلى العدالة"، في الوقت نفسه، قالت الخارجية الأمريكية إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يتابع ما يجري من تفجيرات بباريس عن كثب. كما أعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، عن حزنه وأسفه بعد الهجمات، وكتب كاميرون، في تغريدة على حسابه على موقع تويتر: "مصدوم لما يجري في باريس هذا المساء.. نحن نفكر ونصلي من أجل الشعب الفرنسي. سنفعل كل ما يمكن لمساعدته". وأعلنت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل تعاطفها مع الحكومة الفرنسية وتضامن الشعب الألماني مع الفرنسي، مضيفة: "مشاعري في هذا الوقت مع ضحايا ما يبدو أنه هجوم إرهابي، إضافة إلى عائلاتهم وكل الشعب في باريس". من جانبه، أدان بان كي مون الهجمات ووصفها بالخسيسة، وطالب بالإفراج فورا عن الرهائن المحتجزين، مو مؤكدا "وقوفه إلى جانب الحكومة والشعب الفرنسيين". كما أدانت روسيا الهجمات، وأعربت عن استعدادها للمساعدة في التحقيقات. وفي القاهرة، أدانت رئاسة الجمهورية بأقسى العبارات الحوادث الإرهابية الآثمة التي وقعت في باريس، وكلف الرئيس عبد الفتاح السيسي السفيرَ المصري في باريس بنقل خالص التعازي والمواساة للقيادة السياسية الفرنسية وحكومة وشعب الجمهورية الفرنسية الصديقة. وأكدت مصر تضامنها مع فرنسا ومساندتها للجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب، الذي لا يعرف حدودًا ولا دينًا، وأعربت عن ثقتها الكاملة في أن مثل هذه الأحداث الإرهابية لن تضعف عزيمة الدول والشعوب المُحبة للسلام، بل ستزيدها إصرارًا على مكافحة الإرهاب ودحره حفاظًا على كيانات دولها وصونًا لمُقدراتها. كما طالبت مصر بتكاتف جهود المجتمع الدولي من خلال مقاربة شاملة في مواجهة آفة الإرهاب الذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في مختلف أنحاء العالم دون تفريق.