حذر رئيس وزراء النمسا، المستشار فيرنر فايمن، اليوم الإثنين من تدشين المزيد من الأسوار بين دول الاتحاد الأوربي بسبب أزمة اللاجئين. وقال "لا يمكن لأحد أن يضمن عدم ظهور أسوار جديدة ضد اللاجئين"، لافتا إلى ضرورة اتخاذ قرارات مالية وبشرية لتعزيز قدرة وكالة "فورنتكس"، المعنية بإدارة التعاون العملياتي لحدود الاتحاد الأوربي الخارجية، مشددا على أهمية حماية الحدود الخارجية لدول الاتحاد الأوربي، كما لفت إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق بين الاتحاد الأوربي وتركيا للسيطرة على أزمة اللاجئين، كما اعتبر أن الإجراءات التي اتخذتها القمة الأوربية، "لن تجدي نفعا إذا لم نتوصل أيضا إلى اتفاق مع تركيا لحماية حدود الاتحاد الأوربي الخارجية". وفي إطار تصريحات مستشار النمسا تعليقا على نتائج القمة الأوربية الأخيرة، سلط الضوء على أهمية توفير الدعم المالي اللازم لإنشاء مركز استقبال وفحص طلبات اللجوء في اليونان "هوت سبوتس"، التي عول على دورها الحيوي في إعادة ترحيل الأفراد الذين لا يستحقون الحصول على حق اللجوء، وقال "المهاجرون الذين ليس لهم حق اللجوء يجب أن يتم رصدهم قبل نحو 2200 كيلو متر على الحدود اليونانية التركية". وطالب فايمن بزيادة القدرة الاستيعابية لإيواء اللاجئين خلال فصل الشتاء، بواقع 50 ألف مكان إضافي، في كل من النمسا وألمانيا والسويد، بيد أنه أكد في المقابل أن العدد المقترح قليل للغاية، مقارنة بأعداد اللاجئين التي تم رصدها مؤخرا، لافتا إلى أن العدد الذي يطالب به يعادل ضعف العدد المتوفر خلال الوقت الراهن، وعدد فايمن ثلاث احتياجات أساسية للتعامل مع أزمة اللاجئين قائلا "نحن نحتاج إلى حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوربي.. إلى توزيع اللاجئين.. إلى إنشاء مراكز فاعلة لاستقبال وفرز اللاجئين". ومن جانبه، أكد وزير خارجية النمسا سباستيان كورتس، أن الاتحاد الأوربي في حاجة إلى توفير حماية محكمة لحدوده الخارجية، وحذر من "عدم إحكام السيطرة على الحدود الخارجية بشكل يدفع الدول إلى حل المشكلة بطريقتها"، في إشارة إلى إقدام بعض الدول على إنشاء أسوار عازلة تحمي حدودها، ونبه "هذا سيؤدي في النهاية إلى تهديد حرية الحركة داخل دول الاتحاد الأوربي"، وتابع "نحن نحتاج إلى إستراتيجية أوربية واضحة". وحذر من بناء الأسوار داخل دول الاتحاد الأوربي، بيد أنه أشار في المقابل إلى فعالية الأسوار الحدودية كإحدى وسائل حماية الحدود، لافتا إلى السور الفاصل بين تركيا وبلغاريا، وأعاد كورتس المطالبة بحماية حدود الاتحاد الأوربي الخارجية قائلا، "هناك حاجة ملحة لتأمين حدود الاتحاد الأوربي الخارجية". وأوضح كورتس موقفه من التفكير في بناء أسوار لحماية حدود النمسا، قائلا "يجب علينا أن نتجنب بناء سور لحماية حدود النمسا"، لكنه طالب في المقابل بالتحرك والتعامل مع الأزمة على المستوى الأوربي، لافتا إلى أن المجر شيدت أسوارا وسلوفينيا تفكر في إنشاء سياج مع كرواتيا، بينما يفكر سياسيون ألمان في بناء سور مع النمسا، وحذر الوزير كورتس لافتا، "نحن نعرض أوربا للخطر إذا لم نحكم السيطرة على الحدود الخارجية".