حذرت منظمة التعاون الإسلامي الليلة من مغبة استمرار إسرائيل في استفزازاتها وتحريضها وانتهاكاتها ضد المسجد الأقصى المبارك، مؤكدة أنها تشكل بذلك عدوانا غير مسبوق على الحقوق الدينية الثابتة للمسلمين في جميع أنحاء العالم. جاء ذلك في بيان منظمة التعاون الإسلامي ألقاه القائم بالأعمال بالإنابة لوفد دولة الكويت بالأمم المتحدة المستشار عبدالعزيز سعود الجارالله أمام جلسة مفتوحة لمجلس الأمن لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك قضية فلسطين بصفة الكويت رئيس المنظمة للدورة الحالية. وقال الجارالله إن الانتهاكات الإسرائيلية تمثل انتهاكا لحرية العبادة ولحرمة الأماكن المقدسة وأن من شأن التقاعس عن وضع حد لها أن يغذي زيادة التطرف والعنف والعنصرية، وأن يسهم في إشعال صراع ديني يعرض آفاق إحلال السلام والاستقرار في المنطقة للخطر. وجدد باسم المنظمة ما حذر منه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمام الجمعية العامة في وقت سابق من أن استمرار اعتداءات إسرائيل على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس من شأنه أن يشعل حربا دينية تتحمل اسرائيل وحدها وزر تبعاتها وأن "المجتمع الدولي ومجلس الأمن على وجه الخصوص لا يمكنه تجاهل هذه التحذيرات". وطالب المجلس بتحمل مسؤولياته في اتخاذ إجراءات رادعة للجرائم والانتهاكات التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي مؤكدا أنه "لم يعد هناك مجال للشك بأن إسرائيل باتت تعتبر سكوت المجتمع الدولي عما تقترفه من جرائم يومية تشجيعا لها للمضي في تنفيذ إرهاب الدولة ولاقتراف المزيد من الانتهاكات ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل في سائر الأرض الفلسطينيةالمحتلة بما فيها القدسالشرقية". وأشار الجارالله إلى تصاعد اعتداءات إسرائيل على الشعب الفلسطيني وسعيها لتغيير الوضع التاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف إضافة الى ازدياد الجرائم والهجمات الإرهابية التي ينفذها المستوطنون الإسرائيليون ضد المواطنين الفلسطينيين بحماية ودعم من قوات الاحتلال. وشدد في هذا الإطار على موقف منظمة التعاون الإسلامي بشأن الرعاية الهاشمية التاريخية والحالية للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية بما فيها الحرم الشريف. وأدان في كلمته وبشدة سياسة الإعدامات الوحشية وعمليات القتل الميداني الذي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي بصورة متعمدة في الأرض الفلسطينيةالمحتلة وخصوصا في مدينة القدسالمحتلة والتي وثقت كاميرات وسائل الإعلام بعضا منها ضد أطفال فلسطينيين وكذلك التصعيد غير المسبوق في أعمال العنف والإرهاب التي يرتكبها المستوطنون المتطرفون ضد المدنيين الفلسطينيين والتي أدت منذ مطلع هذا الشهر إلى مقتل أكثر من 45 فلسطينيا وجرح أكثر من 1800 شخص بينهم نساء وأطفال. وحذر الجارالله من المخاطر التي يشكلها نهج العدوان الإسرائيلي على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. وجدد دعم المنظمة لتحقيق السلام القائم على حل الدولتين استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية مؤكدا أنه "لم يعد من المقبول اخلاقيا أن يكتفي المجتمع الدولي بالصمت أو التعبير عن الاستنكار وإبداء القلق إزاء ما تمارسه إسرائيل من جرائم حرب وإبادة وحشية ضد الشعب الفلسطيني". واستذكر ما دعا إليه الاجتماع الطارئ الأخير لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي من أن مجلس الأمن مطالب أكثر من أي وقت مضى بالتحرك بشكل جدي وفوري من أجل توفير الحماية الدولية الفاعلة للشعب الفلسطيني واتخاذ قرار يؤسس لمسار سياسي لحماية حل الدولتين يستند إلى المتحدة ذات الصلة لاسيما قرارات مجلس الأمن 242 "1967" و252 "1968" و338 "1973" و456 و476 و478 "1980" و681 "1990" و1073 و(1996" وأن يتم تحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي مع وجود ضمانات دولية وآليات تنفيذ إلزامية.