كعادة إسرائيل كل عام، تظهر مجموعة جديدة من الوثائق والشهادات حول حرب أكتوبر أو حرب يوم الغفران كما يسمونها في تل أبيب وهذا العام كانت الوثائق تدور حول الولاياتالمتحدة ودورها في هزيمة إسرائيل على حد وصفها فتناقلت المواقع العبرية بعض التقارير والوثائق التي تؤكد أن إسرائيل علمت قبل الهجوم المصرى في أكتوبر وأنها أرادت أن توجه ضربة استباقية ولكن الولاياتالمتحدة منعتها، وحسب ما نشرته جريدة «معاريف» أن الضغط الأمريكى على إسرائيل كان للحفاظ على مصالح واشنطن مع الدول العربية الغنية بالنفط ولذلك أجبرت الولاياتالمتحدةالأمريكية إسرائيل على انتظار الاعتداء العربى، وأضافت الجريدة أنه في 27 إبريل 1973 عقدت جلسة بمشاركة قيادة الأركان العامة ووزير الجيش موشيه ديان، تم الاتفاق خلالها على أنه سيكون من المستحيل بدء الحرب من جانب إسرائيل بسبب اعتبارات سياسية، وقال نائب رئيس هيئة الأركان، اللواء يسرائيل تال: «لا يمكننا أن نكون أول من يطلق النار». وهذا الحديث ليس جديدا بل أدلى به وزير الأركان الحربية بإسرائيل «إسحاق رابين» في حوار نشره الصحفى «الإسرائيلى رافائيل باشان» بجريدة يديعوت أحرونوت في يونيو 1977 ثم أعيد نشره مرة أخرى مؤخرا وأكد أن تضارب الآراء هو ما تسبب في هزيمة إسرائيل في حرب يوم الغفران كما أكد رابين أن ثمة تشابه بين موقف الاتحاد السوفييتى من مصر في حرب الأيام الستة وموقف الولاياتالمتحدة منها في حرب يوم الغفران، ففى حرب الأيام الستة كان الاتحاد السوفييتى هو السبب في هزيمة مصر لأنهم أبلغوهم معلومات خاطئة عنا وعن جيشنا واستعدادنا وهو ما جعل عبد الناصر يخطئ في تقديراته وفى حرب يوم الغفران كانت الولاياتالمتحدة السبب في هزيمتنا، لأنها لم تعطنا إذنا بالحرب خاصة بعدما فشلت في إقناع عبدالناصر بفتح مضايق «تيران»، وأضاف رابين كنت أعلم أن حرب الأيام الستة لن تكسر الجيش المصرى إلى الأبد ولكن الجيش المصرى استطاع أن يستعيد قوته أسرع مما أعتقد رغم خسائره الكبيرة. واعترف رابين أنه خلال الساعات الأولى من الحرب كان يشعر بالخوف الشديد ولكن بمجرد تدمير سلاح الطيران المصرى شعر أنه فاز. وعن الاتهامات التي لحقت به بعد حرب يوم الغفران رغم النجاح الذي حققه في حرب الأيام الستة قال «النجاح له كثير من الآباء لكن الفشل يتيم». وعلق رئيس الاستخبارات العسكرية وقت حرب أكتوبر «إيلى زعيرا» في شهادته التي نقلها التليفزيون الإسرائيلى ونقلتها عنه جريدة يديعوت أحرونوت أن الفرضية في الاستخبارات كانت تقول إن المصريين غير جاهزين لتنفيذ ما يريدون، ولا يريدون تنفيذ ما يستطيعون القيام به أي عبور قناة السويس والتقدم عدة كيلومترات. وأضاف: «هذه كانت فرضيتنا، للأسف وصلتنا خططهم. لكن ما لم نعرفه أنه يمكن أن تكون الخطط كاذبة». وكان يلوح بعملاء الموساد في مصر حينذاك ثم تطرق زعيرا بالحديث إلى جولدا مائير والتي حسب تصريحاته رفضت تصديق تصريحات الإدارة المصرية حول نيتهم في عبور القناة واختراق خط بارليف»، لكنه اعترف أيضا بأنه لم يحاول أن يقنعها بوجهة نظر أخرى، لأنه لم يكن يصدق هو أيضا أن المصريين يستطيعون فعل ذلك ومن جهة أخرى لأن موشيه ديان ومائير كانا يشعران أنهما يفهمان أكثر من أي شخص ولم يكونا يستمعان إلى توقعات ضابط مثلى ولكنه أوضح أنه أراد أن يفعل شيئا فقد اتصل في يوم الرابع من أكتوبر بقائد شعبة الاستخبارات تليفونيا ليخبره أن هناك علامات مقلقة، خاصة أن الخطوات التي اتخذها الجيش المصرى تتناسب فعليا مع نظيره السورى، إذ طالب زعيرا إيلى باتخاذ بعض الإجراءات الخاصة من استدعاء قوات الاحتياط ورفع درجة استعدادات للدرجة القصوى لكنه رفض أيضا واتهمه بأنه يتخطى رؤساءه. كما نشر موقع واللا رسائل الجنرال شموئيل جونين قائد لواء الجنوب، وقائد الجبهة المصرية إلى رئيس أركان الجيش الإسرائيلى ديفيد إليعازر، والتي فيها طالب جونين بالتحقيق مع أرييل شارون كونه عصى الأوامر الموجهة له حول مكان تسديد الهجوم، المناطق التي يجب الانسحاب منها والقوات التي يجب تعزيزها، يذكر جونين كيف أمر شارون بوقف الهجوم، أما شارون فكذب عليه واستمر وفى النهاية أخبره بأنه تصرف وفقا لما رآه وهذه التصريحات تأتى خلافا لما يعتقده الجمهور وهو أن جونين هو من فشل في صد هجمات الجيش المصرى في سيناء ومن تسبب في الهزيمة بينما شارون هو بطل الحرب. من جهة أخرى كشفت صحيفة هاآرتس أن إسرائيل أخفت جثث أربع جنود قتلوا في حرب أكتوبر ولم تبلغ عائلاتهم بمكان الدفن، واعتبرتهم مفقودين طول هذه السنوات رغم أنها استعادت رفات وجثث وبقايا الجنود عام 1977 وتمت إعادتهم لتل أبيب عام 1977، لكن عائلاتهم لا تعرف بمكانهم حتى الآن وتناول التقرير بأن الجنود كانوا من الكتيبة 9 التابعة للواء 14 التابعة لسلاح المدرعات، مختلفة، ولم يعرف لماذا أخفت إسرائيل جثث هؤلاء الضحايا على وجه التحديد رغم أنها أعلنت استعادة نحو 200 تابوت، تم التعرف من خلالها على 147 قتيلا إسرائيليا، ولم يتعرف على الباقين الذين تم دفنهم في منطقة (جبل هرتزل). ومن جهة أخرى مازالت إسرائيل تؤكد أن لدى مصر رفاة 18 جثة لجنود إسرائيليين قتلوا في الحرب ولم تستلم جثثهم بعد.