الطفلُ الخديج، أو الطفل المبتسر، هو كلُّ طفل يُولَد قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل ويكون وزنُ هؤلاء الأطفال أقلَّ بكثير من الأطفال الذين يُولدون في تمام الحمل. وقد يعانون من مشاكل صحية بسبب عدم إتاحة الوقت الكافي لتخلُّق أعضائهم. يحتاج الطفلُ الخديج إلى رعاية طبية خاصَّة في وحدة العناية المركزة للمواليد الجدد أو حديثي الولادة. يبقى الطفلُ الخديج في وحدة العناية المركزة حتى تصبحَ أعضاؤه قادرةً على العمل دون مساعدة خارجية. الأسباب التي تؤدي إلى ولادة الطفل خديجًا: السبب الأول هو صحة الأم: حيث أن حفاظ الأم على التغذية السليمة والحفاظ على تزويد جسمها بالمعادن والفيتامينات يساهم في تزويد الجنين بما يحتاجه من هذه المواد دون حدوث نقص لدى الأم منها؛ فالجنين يحصل على كفايته من أمه فعلى سبيل المثال يحصل الطفل على ما يلزمه من الحديد عن طريق الحصول على الحديد الموجود في دم الأم ففي حال عدم تدارك الأم للوضع وتغذية نفسها بالمواد التي تحتوي على الحديد سيؤدي ذلك إلى فقر الدم لديها ويعرضها إلى الولادة المبكرة لضعف جسدها، وتجدر الإشارة إلى أنّ العناية بالأم الحامل وعدم إرهاقها وتجنبها الأمراض المعدية خاصة الحصبة الألمانية يسهم بالعناية بالجنين، ويساهم في إتمامه لفترة الحمل الطبيعية دون مشاكل. كما توجد أيضا الأسباب الجينية، فقد تتعرض الأم الحامل إلى عدة عوامل تتسبب في الولادة المبكرة لطفلها منها تعرضها للأشعة بأنواعها على رأسها، أو الأشعة السينية، أو الحمل بأكثر من طفل في ذات الوقت "التوأم"، الأمر الذي يشكل إرهاقا على الرحم وتوسعًا فيه من ما يجبر الأطبّاء على اتّخاذ قرار الولادة المبكرة، كما يمكن أن تحدث الولادة المبكرة نتيجة اختلاف فصيلة الدم بين الأم وطفلها، تصبح هذه الظاهرة أوضح عند اختلاف العامل الرايزيسي في الدم، والعامل الرايزيسي هو ما يشار له بالموجب والسالب عند إجراء فحص للدم وتحديد نوعه. وللمشيمة أيضًا دور هام في التعرض إلى الولادة المبكرة؛ فقد تصاب مشيمة الطفل – وهي المنطقة التي تربط جسم الجنين " الجبل السري " برحم الأم – ببعض المشاكل والأمراض أو العيوب مما يبكر من موعد الولادة. كما يلعب عمر الأم دور هام أيضًا في مدى الوصول إلى الولادة الطبيعية في الموعد المحدد؛ فالأم الشابّة في العشرين أو الثلاثين من العمر تمتلك جسدًا قويًا يساعدها على تحمل مصاعب الحمل، على عكس الأم دون ال18 أو الأم فوق ال40 عامًا اللتين تعانيان من ضعف في الرحم أو مشاكل الحمل أكثر من غيرهما. كذلك هناك بعض أنواع الالتهابات والجراثيم التي قد تصاب بها الأم ي الرحم خلال فترة الحمل، مما ينعكس سلبًا على قوة الرحم وقدرته على تحمل مصاعب الحمل، الأمر الذي قد ينتهي بالولادة المبكرة. طريقة التعامل مع الطفل الخديج: تنقسم العناية به إلى قسمين، الأول وهو العناية بالطفل الخديج في المستشفى، وتبدأ هذه المرحلة بإدخال الطفل إلى الحاضنة حيث يبدأ الأطباء والممرضات بعملية الإشراف على الجنين الأمر الذي قد يزعج الأم التي ترغب بشوق لاحتضان الطفل، وهنا نقول للام إن طفلك يحتاج لك أكثر من الأطباء، إنّ تلامس الأم والطفل يوطد العلاقة فيما بينهما لذلك يجب أن لا تترك الأم مسئولية العناية بالطفل للممرضات والأطباء؛ حيث يمكنها المكوث إلى جوار طفلها وملامسته بيديها إن كان الاحتضان صعبًا، كما يمكنها التعلم على كيفية الحركة وسط الأجهزة المحيطة بالطفل لتجنب أذيته. كما أنّ الطفل الخديج يحتاج إلى الغذاء الصحي المناسب لاستكمال نموه فإذا سمح لك الأطباء بإرضاع الطفل قومي بذلك، وإن كان صعبًا يمكنك الاستعانة بالممرضات لتعليمك كيفية سحب الحليب ووضعه في زجاجات الإرضاع، وأساليب تعقيم الزجاجات. المرحلة الثانية وهي العناية المنزلية، فبعد خروج الطفل من الحاضنة واصطحابه إلى المنزل يمكن للأم إجراء العديد من الأمور للعناية بصحته، أهمها تجنب الاختلاط بالزوار وتعريضه لهم خاصة أولئك المصابين بالأمراض التنفسية لما لذلك من تأثير سلبي على صحة جهازه التنفسي، تعقيم اليدين جيدًا قبل ملامسة الطفل لتجنب نقل الأمراض والجراثيم له، كذلك ضرورة مراقبة تنفس الطفل وضربات قلبه وأسلوب غذائه؛ وذلك لتجنب أي مشاكل في نقص نمو الأجهزة لديه.