أنهى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الأحد مهام رئيس جهاز المخابرات الجنرال توفيق بعد 25 سنة من العمل في هذا الجهاز، وعين مكانه اللواء عثمان طرطاق. ويشتهر طرطاق بمحاربته للإرهاب وأشرف على عملية أزمة الرهائن الذين احتجزهم إسلاميون تابعون للقاعدة في مجمع "تيغنتورين" بعين أمناس في يناير 2013. وبهذا التعيين، يعود إلى الاستخبارات الجزائرية (منصبه السابق) بعد أن أبعد منه في يوليو 2014، ليصبح من بين الرجال الأقوياء في الجزائر، برفقة الرئيس بوتفليقة ومحيطه المباشر. ولد عثمان طرطاق أوائل العام 1950 في ولاية قسنطينة، وواصل دراسته الثانوية بقسنطينة حتى حصل فيها على شهادة الباكلوريا والتحق بالجامعة، قبل أن يختار التوجه نحو مسار عسكري بدأه بمديرية الأمن العسكري في قسم الاستعلامات العسكرية. التحق عثمان طرطاق بالسلك العسكري وواصل دراسته وذلك عام 1972. وتدرب لمدة سنة في العاصمة الروسية موسكو داخل مدرسة الاستخبارات الروسية "كي جي بي" (KGB)، وعُين بعدها في منطقة تندوف جنوب غربي البلاد. وكلف عام 1978 بإدارة مكتب الأمن بمحافظة أم البواقي، وفي 1981 بإدارة مكتب الأمن بمحافظة جيجل. نقل بعد ذلك إلى العاصمة الجزائر عام 1985 حيث عمل مسئولا عن مكتب الأمن بولاية العاصمة. عرفت حياة بشير طرطاق المهنية مرحلة تقدة ملحوظة في التسعينيات، في ظل سنوات العنف والإرهاب التي عرفتها الجزائر بسبب قرار المؤسسة العسكرية توقيف مسار الانتخابات التشريعية في 1992 مباشرة بعد نهاية الدورة الأولى من الانتخابات التي فاز فيها حزب جبهة الإنقاذ الإسلامية بأغلبية واسعة. ومع وصول بوتفليقة إلى السلطة في عام 1999، بدأ نجم الجنرال طرطاق يفقد بريقه ليجد نفسه مبعدا عن مراكز صنع القرار لمدة خمس سنوات 1999 – 2005، وبعيدا أيضا عن الحوارات التي كانت تدور في الصحافة والأوساط السياسية بشأن قانون المصالحة الوطنية والوئام المدني الذي أطلقه عبد العزيز بوتفليقة. وعاد طرطاق إلى الساحة السياسية كمستشار أمني لشقيق الرئيس بوتفليقة مقابل تقديمه بعض المعلومات. وبهذا التعيين، يعود إلى الاستخبارات الجزائرية (منصبه السابق) بعد أن ابعد منه في يوليو 2014، ليصبح من بين الرجال الأقوياء في الجزائر، برفقة الرئيس بوتفليقة ومحيطه المباشر.