سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد إعلان السعودية الأربعاء وقفة "عرفة".. علماء الدين يحددون مبدأ رؤية الأهلة: البصرية هي الأساس لأننا مأمورون بالتعبد إلى الله بها وليس بوجوده.. والاعتماد على الفلكية جائز ولا شيء فيه
بعد إعلان السعودية الأربعاء وقفة "عرفة".. علماء الدين يحددون مبدأ رؤية الأهلة: الرؤية البصرية هي الأساس لأن الله تعبدنا برؤية الهلال وليس بوجود الهلال رغم تكرار مشهد الاختلاف على رؤية ومواقيت العبادات الدينية عند المسلمين ما بين رؤية هلال أول رمضان أو هلال عيد الفطر وأخيرا عيد الأضحى وتعدد الأراء في تلك القضية إلا أن المسلمين لم يتحدوا حتى الآن لمنع البلبلة التي تحدث في كل مرة، واخرها إعلان السعودية الأربعاء 23 سبتمبر وقفة عيد الأضحى على خلاف ما استعد له المسلمون من أن العيد سيكون يوم الأربعاء، ما اعاد للأذهان الجدل الذي حدث عندما أعلنت المملكة منذ أعوام أنه حدث خطأ في الرؤية البصرية لهلال شهر رمضان وأمرت المقيمين فيها بالصوم يوما آخر تتمة شهر رمضان، ما يطرح السؤال حول من يتحمل مسئولية الخطأ في تحديد يوم الوقوف بعرفة. في البداية قال الدكتور "محمد عبد العاطي عباس" عميد كلية الدراسات الإسلامية بنات بجامعة الأزهر أن هناك فرقا بين وجود الشيء وبين الأحكام المترتبة على وجوده بمعنى أن القمر يظهر على العالم في توقيت واحد لكننا مرتبطون بالتقويم القمري عند المشاهدة وفي عبادتنا برؤية القمر، لأننا نتعبد إلى الله بالحج أو بالصيام عند رؤية القمر لا عند وجوده، فالقمر موجود سواء رأيناه أم لم نره، لكن ليس علينا تكليف بوجوده لكن برؤيته، فمتى رأيناه تحققت العبادة. وتساءل "عباس" عما إذا كنا مطالبين بالحسابات الفلكية، وأجاب باننا مطالبون بالحسابات الشرعية وهي التي حددها الحديث الشريف "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته.. فإن غم عليكم فاكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما" وهو تأكيد لمبدأ أن الله امرنا أن نتعبد بالرؤية. وأوضح عميد الكلية أن الاختلاف بين الرؤية البصرية والحسابات الفلكية جائز الأخذ بالحالتين من يتبع الحسابات الفلكية جائز ومن يتبع الرؤية البصرية جائز أيضا، وفي كل الأحوال يتحمل المسئولية ولي الأمر الذي يكلف من يراه مناسبا لاستطلاع رؤية الهلال، والعوام من الناس لا شيء عليهم ومن يتحمل المسئولية هو ما يطلق الفتوى أو يعلن رؤية الهلال، منوها إلى أن دار الافتاء في مصر وغيرها في الدول الإسلامية كالسعودية تتحمل مسئولية هذا القرار. ويقول الدكتور "محمود حربي" الأستاذ بكلية الدراسات العربية بالأزهر أن رؤية اهلة الشهور العربية مرهون بها مسائل عديدة في الشرع وتقوم عليها مسائل مختلفة من نواحي الحياة فإضافة إلى الصوم ووقفة عرفة وهما الأشهر، لكن هناك أيضا تحديد عدة المطلقات أربعة أشهر وعشرا من الشهور القمرية كذلك شهور الرضاعة للمولود أيضا بالشهور القمرية، ومن ثم تحري الدقة في رؤية الهلال أمر ضروري. وألمح "حربي" أن الجدل الدائر في هذه المناسبات كل عام يأتي من التيسير والمساحة التي اعطاها لنا حديث الرسول صلي الله عليه وسلم بالصيام للرؤية "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" والرؤية وإن كانت في القديم بالعين المجردة وهذا هو الأصل فإننا في زماننا هذا وبتغير ظروف الحياة وحتى المظاهر المناخية كالغبار والغيوم وارتفاع المباني التي قد تعوق رؤية الشمس إلا بعد ظهورها بساعات عدة، فما بالنا برؤية هلال القمر وهو يحتاج سماء صافية وأفق ممتد لا تقف امامه مبان شاهقة ما يجعل الأمر فيه رخصة الأخذ بالحسابات الفلكية والاعتماد على الأجهزة الحديثة. وحدد الأستاذ بجامعة الأزهر مسئولية القرار وتحديد وقفة عرفة بان من سلطات الحاكم ومن ينيبه عنه في الرؤية، وإذا حدث خطأ فهو يتحمل وزره، لكن لا يسقط عن المسلم الحاج وجوب إعادة منسك الوقوف بعرفة في العام المقبل إذا تمكن من ذلك، لأن الوقوف بعرفة شرط أساسي في الجد مرتبط بمكان وزمان فإذا وجد المكان بقي تحديد الزمان وإذا حدث خطأ في تحديد الزمان وجب على المسلم الحاج أن يقضي الركن "الوقوف بعرفة" في موعده القادم، لأن هناك فرقا بين النسيان ورفع الحرج عن الامة وبين اتمام أركان الحج والذي لا يغني عنه تحمل الحاكم المسئولية الشرعية. ومن جانبه أكد الشيخ "عبد الوهاب متولي" الداعية الإسلامي أننا لكي نفهم قضية رؤية الهلال ورؤيته بشكل صحيح علينا أن نرجع الاشياء إلى أصلها والأساس في الموضوع هو الرؤية البصرية التي نص عليها الحديث الشريف، وما زاد على ذلك من امكانات العصر الحديث من اختراعات فهي نعمة يجب الاستفادة منها، لكنها لا تلغي مبدأ الرؤية البصرية التي تاخذ بع السعودية حتى الآن ونظام المحاكم والشهود. وأوضح "متولي" أن تعدد المنافذ التي تجيز لنا استطلاع الهلال رخصة للأمة ومن يأخذ بالحسابات الفلكية متى توافقت مع الرؤية البصرية فهذا جائز ومن يتحرى الهلال بالبصر فقط فهو جائز.