يتوجه الناخبون القبرصيون الأحد المقبل إلى مراكز الاقتراع، لانتخاب رئيس جديد للبلاد، ومن المقرر فتح 1139 مركز اقتراع أمام الناخبين داخل قبرص وخارجها الساعة 0700 بتوقيت جرينتش وحتى الساعة 1800 . حيث تجري الانتخابات في الشطر ذي الأغلبية اليونانية من الجزيرة المقسمة بين الأغلبية اليونانية في الجنوب (جمهورية قبرص) والأقلية التركية في الشمال (جمهورية شمال قبرص التركية). وسيكون على المرشح الفائز أداء مهمة شاقة، تتمثل في التفاوض مع الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي بشأن حزمة قروض الإنقاذ التي طلبتها قبرص من منطقة اليورو بقيمة 17.5 مليار يورو (23.6 مليار دولار)، حينما كانت جزيرة صغيرة في البحر المتوسط، ليتم تخصيص نحو نصف هذا المبلغ لإعادة رسملة البنوك المتعثرة بها. ويخوض سباق الرئاسة القبرصية 11 مرشحًا، وتشير استطلاعات الرأي إلى احتمال فقدان الحزب التقدمي للشعب العامل (أيه كيه إي إل) الشيوعي للرئاسة لصالح حزب التجمع الديمقراطي (دي أي اس اي) الذي ينتمي ليمين وسط. وتزيد نسبة تأييد نيكوس أناستاسياديس مرشح “,”ديزي“,” على 40 % من أصوات الناخبين، مقابل نحو 20% لمرشح الحزب الشيوعي ستافروس مالاس، ثم المرشح المستقل جيورجوس ليليكاس المدعوم من الحزب الاشتراكي الصغير “,”الحركة من أجل الديمقراطية الاجتماعية“,” الصغير (إى دى إي كيه). وفي ظل تواتر تقارير عن استغلال كبار رجال الدولة والمال والأعمال والجريمة المنظمة الروس النظام المصرفي القبرصي لغسيل أموالهم التي يحصلون عليها من أنشطة غير قانونية، والتي تصل قيمتها إلى 26 مليار دولار وهو ما ينفيه تمامًا المسئولون القبارصة، سيصبح على المرشح الفائز مهمة إقناع المانحين الدوليين بشروط جيدة لقروض الإنقاذ التي تطلبها بلاده، وإقناع الدائنين الدوليين بأن بلاده جادة في محاربة عمليات غسيل الأموال، وأن الاتهامات الموجهة إليها في هذا الشأن بلا أساس. من ناحيته، تعهد مرشح يمين الوسط أناستاسياديس بالالتزام بكل الشروط اللازمة للاتفاق على حزمة القروض مع صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي. كما تعهد مالاس الذي يخوض سباقًا متكافئًا مع ليليكاس في استطلاعات الرأي، بإنعاش الاقتصاد عبر تشجيع السياحة وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية. وينتقد ليليكاس سياسات الحكومة القبرصية وطريقة تعاملها مع الأزمة الاقتصادية، ويصر على أنه سيضغط من أجل إعادة التفاوض، بشأن شروط قروض الإنقاذ إذا فاز في الانتخابات. ومن المقرر أن تجري جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية بين المرشحين الأول والثاني يوم 24 شباط/فبراير الحالي، في حال لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50% من الأصوات في الجولة الأولى المقررة الأحد المقبل. ويقول مراقبون إنه إذا وصلت الانتخابات إلى جولة الإعادة فإن فرص ليليكاس في الفوز ستصبح قوية. يذكر أن النظام السياسي في قبرص هو نظام رئاسي حيث يتولى الرئيس رئاسة السلطة التنفيذية لمدة خمس سنوات، وقد تزايدت خلال الربع الثالث من العام الجاري معدلات البطالة في قبرص. وقال مكتب الإحصاء بالعاصمة القبرصيةنيقوسيا الجمعة الماضي “,”إن معدل البطالة وصل إلى 12.1%، بينما كانت في الربع السنوي الثالث من العام الماضي 2011 قد وصلت إلى 7.8%“,”. وأفاد المكتب أن هذا الوضع أضر بالشباب خاصة حتى سن الرابعة والعشرين، مشيرًا إلى أن البطالة بين أبناء هذه الشريحة العمرية وصلت خلال الفترة المذكورة من هذا العام إلى 26.4% بعد أن كانت خلال نفس الفترة من العام الماضي لا تتخطى 22.2%. يذكر أن الرئيس القبرصي الحالي ديميتريس كريستوفياس وهو الرئيس الوحيد الشيوعي بين قادة دول الاتحاد الأوروبي، ويحمله الكثيرون من القبارصة مسئولية الأزمة الاقتصادية، لم يترشح في الانتخابات الحالية. وتعد جزيرة قبرص مقسمة منذ 1974 حيث توجد “,”جمهورية قبرص“,” التي تحظى بالاعتراف الدولي وعضوية الاتحاد الأوروبي، وتضم أغلبية يونانية في الجنوب في حين توجد في الشمال “,”جمهورية شمال قبرص“,” التركية ذات أغلبية من أصول تركية، ولا تعترف بها سوى أنقرة. (د ب أ)