سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئاسة في أسبوع "توطيد العلاقات مع آسيا".. السيسي أول رئيس مصري يزور سنغافورة ويشارك في "عيد الاستقلال.. ويبحث في بكين مستقبل العلاقات مع ثاني أكبر اقتصاد بالعالم ويلتقي رؤساء كبرى الشركات الصينية
تعد الجولة الآسيوية التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي والتي تأتي في إطار انفتاح مصر على جميع دول العالم بهدف تحقيق التنمية الشاملة أهم أنشطة الرئيس خلال الأسبوع الماضي حيث شملت حتى الآن سنغافورة والصين ومن المقرر أن تشمل إندونيسيا حيث هدفت الجولة إلى دعم علاقات مصر مع الدول المتقدمة اقتصاديا في آسيا وجذب الاستثمارات ونقل التكنولوجيا والتجارب الناجحة في الإدارة والتحديث. واستهل الرئيس السيسي جولته الآسيوية بزيارة لسنغافورة تعد الأولى من نوعها لرئيس مصري، كما تواكب احتفال الشعب السنغافوري بالعيد الخمسين للاستقلال وكذا احتفال البلدين بإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما منذ 50 عاما وجاءت لقاءات الرئيس مع الرئيس السنغافوري توني تان ورئيس الوزراء لي هزين لونج في إطار اهتمام مصر بتنشيط علاقاتها مع سنغافورة التي تمتلك خبرة واسعة في عدد من المجالات التي تهتم مصر بتطويرها. وبحث الرئيس السيسي في لقائه مع نظيره السنغافوري تعزيز العلاقات الثنائية والاستفادة من التجربة الاقتصادية في سنغافورة وجذب استثمارات جديدة لمحور تنمية قناة السويس، إضافة إلى التعاون في عدد من المجالات بينها إدارة الموانئ وتحلية المياه ومعالجتها، والشحن والتفريغ وبناء القدرات وتدريب الكوادر، والبرامج الخاصة بالصناعات الصغيرة والمتوسطة والتدريب المهني والتعليم، إضافة إلى قضايا مكافحة الإرهاب والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما التقى الرئيس مع رئيس وزراء سنغافورة وتم بحث زيادة حجم التبادل التجارى الذي وصل إلى 671 مليون دولار في 2014 وتشجيع الشركات في سنغافورة على الاستثمار في مصر في مجالات الزراعة والشحن البحرى والتجارة والموانئ. وقام الرئيس بزيارةٍ لمركز الوئام الديني الذي تم افتتاحه عام 2006 بمبادرة من مجلس الشئون الإسلامية لتعزيز التفاهم والحوار بين مختلف الأديان في سنغافورة، حيث استمع من مسئولي المركز إلى شرح مفصل عن أهدافه التي تتضمن التعريف بالمبادئ السمحة للدين الإسلامي وتعزيز الحوار بين مختلف الأديان والمعتقدات، والعمل على زيادة الاندماج في المجتمع وتحقيق التعايش السلمي بين الطوائف. وعقب ذلك زار الرئيس إحدى محطات تحلية المياه التابعة لشركة "هاي فلاكس" الرائدة في مجال تحلية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي على مستوى العالم، والتي تقوم بإمداد سنغافورة بنحو 40% من احتياجاتها من المياه العذبة اعتمادا على محطات التحلية والمعالجة ذات التكنولوجيا الفائقة، حيث تُعد الشركة الأكبر على مستوى العالم في مجال الاستثمار في محطات تحلية المياه، وعقد جلسة مباحثات مع الرئيس التنفيذي للشركة وعدد من كبار مسئوليها تم خلالها بحث سبل قيام الشركة بإنشاء محطات لتحلية المياه في مصر، وإمكانية قيام الشركة بالمساهمة في معالجة التلوث وتحسين نوعية المياه في عدد من الترع والمصارف. كما قام الرئيس بزيارة ميناء سنغافورة البحري، حيث اطلع على آليات العمل في الميناء الذي يعد من أكبر وأهم موانئ العالم واستمع إلى شرح من رئيس هيئة ميناء سنغافورة إلى أسلوب العمل في الميناء، والذي يتم إلكترونيا حيث يتم الانتهاء من إجراءات تفريغ الحاويات في نحو 25 ثانية نظرا للوجيستيات المبهرة للميناء والنقل الإلكتروني الذي أصبح أساس تقدم النقل البحري. وأعرب الرئيس السيسي عن تطلعه للاستفادة من الخبرة السنغافورية في إقامة وإدارة الموانئ داعيا رئيس هيئة ميناء سنغافورة إلى المجيء لمصر للإسهام في نقل الخبرة المعلوماتية وإقامة أرصفة حاويات في ميناء شرق التفريعة الذي أعرب الرئيس عن أمله في الانتهاء منه بنهاية عام 2016، ورحب رئيس هيئة ميناء سنغافورة بالتواجد في مصر ونقل خبراتهم في تشغيل الموانئ. ثم التقى الرئيس السيسي بكبار المستثمرين ورجال الأعمال السنغافوريين ورؤساء كبرى الشركات السنغافورية العاملة أو تلك التي ترغب في الاستثمار في السوق المصرية، حيث بحث التسهيلات التشريعية والإدارية التي توفرها مصر للاستثمارات الأجنبية وفرص الاستثمار الواعد، خاصة مع وجود عدد كبير من المشروعات القومية الكبرى التي تسعى مصر لتنفيذها حاليا وخلال المرحلة المقبلة. فيما شكلت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لبكين فرصة مواتية لتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين مصر وثانى أكبر اقتصاد في العالم على أسس المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل بين البلدين. وفور وصول الرئيس السيسي إلى بكين، عقد اجتماعا مع رئيسة مجلس إدارة شركة "هواوي" الصينية للاتصالات، حيث أشاد بجهود الشركة في مصر ومساعيها الدؤوب من أجل تعزيز نشاطها منذ افتتاح مركزها الإقليمي في مصر عام 1999 وهو المركز المعني بالإشراف على أنشطة الشركة في شمال أفريقيا والمنطقة العربية. وقد اطلع الرئيس السيسي من رئيسة مجلس إدارة الشركة على ملامح برنامج "بذور المستقبل" الذي تقوم الشركة بتطبيقه بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والذي يهدف إلى تدريب مجموعة من خريجي أقسام الاتصالات بالجامعات المصرية على أحدث ما وصلت إليه علوم وتقنيات الاتصال وتكنولوجيا المعلومات، وأكد الرئيس أن مصر ترحب بالاستثمارات الجادة التي تهتم إلى جانب تحقيق العوائد الاقتصادية والأرباح المالية بالتنمية البشرية وتدريب الكوادر ونقل التكنولوجيا، وتعمل على تذليل جميع العقبات التي قد تعترض أعمالها وإزالة العوائق البيروقراطية، فضلًا عن تهيئة المناخ الجاذب للاستثمار. وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الصينى شى جين بينغ جلسة مباحثات تناولت عددا من الملفات المهمة والقضايا ذات الاهتمام المشترك والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية ومن بينها قضايا سوريا واليمن وسبل تعزيز العلاقات الثنائية في جميع المجالات وجهود مكافحة الإرهاب، وأكد الرئيس السيسى أن مصر والصين أطلقتا شراكة إستراتيجية شاملة، مشيدا بالخطوات والجهود التي تمت لتحقيق ذلك الهدف، ونوه إلى أن زيارته الحالية للصين هي الثانية خلال أقل من عام، وأشار إلى أنه تم تشكيل مجموعات عمل مشتركة شملت جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية والعسكرية، مشددا حرصه على استمرار تلك الاتصالات والارتقاء بها. ورحب الرئيس السيسي، خلال اللقاء بالاستثمارات الصينية في مصر، واستعرض عددا من المشروعات التي يمكن أن يساهم فيها المستثمرون الصينيون، ولاسيما في المنطقة الاقتصادية الخاصة لقناة السويس التي تم الإعلان مؤخرا عن إنشائها، والتي ستتيح مشروعات واعدة في مختلف المجالات أمام المستثمرين الصينيين للانطلاق نحو الأسواق المجاورة لمصر سواء في المنطقة العربية أو القارة الأفريقية. وعقب انتهاء المباحثات شهد الرئيسان التوقيع على اتفاقية إطارية للتعاون في مجال الطاقة الإنتاجية، واتفاقية بين بنك التنمية الصيني والبنك الأهلي المصري يتم بموجبها تقديم قرض بقيمة مائة مليون دولار لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة. وأشاد رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانج في اللقاء الذي عقده الرئيس السيسي معه، بالدور الرائد لمصر في منطقة الشرق الأوسط وكونها ركيزة أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار فيها، كما أكد دعم بلاده القوى للجهود المصرية المبذولة لمكافحة الإرهاب، منوها إلى أهمية البُعد الاقتصادي في مكافحة الإرهاب. وكان الرئيس السيسي التقى قبل قيامه بالجولة في اجتماع موسع بعدد من المندوبين الدائمين والقائمين بأعمال أكثر من خمسين دولة من الدول الأعضاء بمنظمة الأممالمتحدة، وأشار الرئيس إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للأمم المتحدة وللعمل الدولي متعدد الأطراف، إضافة إلى بحث سبل تعزيز دور الدول المتوسطة والصغيرة في عملية صنع واتخاذ القرار، مؤكدا التزام مصر بالتعاون مع كل الأطراف الدولية، لتحقيق مبادئ وأهداف ميثاق الأممالمتحدة الرامية إلى إرساء الاستقرار ودفع الديمقراطية والتنمية. وأكد الرئيس السيسي أهمية الاستفادة من حلول الذكرى السبعين لإنشاء الأممالمتحدة لتحقيق المزيد من التكاتف حول قضايا التنمية، وضرورة الإسراع باستكمال تنفيذ الأهداف الإنمائية وإدراج ما تبقى منها في إطار خطة التنمية لما بعد عام 2015، خاصةً بالنسبة للدول الأفريقية، مع الإشارة إلى اهتمام مصر بصياغة خطة التنمية الجديدة وفق رؤية تشمل جميع الأنشطة الإنمائية للأمم المتحدة، بما يراعى شواغل الدول النامية ويلبى احتياجاتها. كما أكد الرئيس التزام مصر بدفع جهود الأممالمتحدة في مجال التسوية السلمية للنزاعات، خاصة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وهو الأمر الذي يتطلب دعم أنشطة الدبلوماسية الوقائية، وتعزيز التعاون المؤسسي بين الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية، خاصة الاتحاد الأفريقي وأكد الرئيس السيسي أيضا على ما يمثله الإرهاب من تهديد مباشر للسلم والأمن الإقليمي والدولي، مشيرا إلى أهمية تنسيق وتعزيز ما يتم من تحركات إقليمية ودولية لمكافحة تنامى خطر الإرهاب، مؤكدا دعم مصر لجهود مكافحته وفقًا لمبادئ ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي والأطر التعاقدية ذات الصلة. واستقبل الرئيس السيسي كلاوديو دِسكالزي المدير التنفيذي لشركة "إيني" الإيطالية للبترول، حيث رحب بمسئولي الشركة مشيدا بحجم أعمالها ونشاطها في مصر، وما تحققه من تقدم مضطرد في مجال البحث والاستكشاف عن النفط والغاز وهو ما يساهم في تعزيز علاقات الصداقة المتميزة التي تجمع بين مصر وإيطاليا على الصعيدين الرسمي والشعبي.