كشفت مصادر من داخل جماعة الإخوان، أن المسئول عن بيان الهيئة الشرعية للإخوان والتي دعت لحمل السلاح ضد الدولة هو الدكتور جمال عبدالستار وكيل وزارة الأوقاف السابق والهارب إلى تركيا حاليا. وقالت المصادر إن الدراسة التي أرفقت بالبيان وتسعى لتأصيل العنف وتبريره يقف وراءها عبدالستار وهو من أعد الدراسة وحرض الشباب على قتال الدولة الأمر الذى اثار موجه من الضغب داخل الجماعة بسبب اتخاذه مواقف دون مراجعة القيادات. وأكد ثروت الخرباوي القيادى الإخوانى المنشق، إن بيان الهيئة الشرعية لجماعة الإخوان الذي يحرض على العنف المباشر بصورة علانية ياتى نتيجة السياسات الخاطئة والتطرف داخل الجماعة. وأضاف الخرباوى، إن الجماعة تنتهج العنف طوال الوقت ولم تكن في انتظار هذا البيان، مؤكدا أن بيان العنف أو "دعشنة الجماعة" نتاج انشقاق الجماعة وتفككها الذي لم تشهده من قبل في تاريخها، لاسيما بين المكتب القديم والجديد، معتبرًا أن الجماعة تجني ثمار ما زرعته. وأوضح الخرباوي آلية عمل الجماعة في الفترة الراهنة عقب ثورة 30 يونيو قائلًا "إن الجماعة تعتمد على الخلايا العنقودية التي تعمل تحت قيادة واحدة، حيث إن كل قيادي صغير أو من القيادات الوسطى يترأس عددًا من العناصر لتنفيذ عمليات، كما أنه يبث فيهم أفكاره التي من الممكن أن تنطلق لنطاق التشدد والمغالاة في العنف". وأكد أن تلك الخلايا ستكون القنبلة الموقوتة التي ستفرط عقد الجماعة، متوقعًا أنه بحلول عام 2016 ستقضي الجماعة على نفسها بصورة نهائية، ولن يكون لها وجود، منوهًا إلى أن التمزق الذي تشهده الجماعة لم يحدث في تاريخها طوال ثمانية عقود. وأضاف الخرباوى أن غالبية شباب الإخوان قد ينضم إلى تنظيمي "داعش" و"القاعدة" وغيرهما من التنظيمات الجهادية الحركية، مشيرًا إلى أن الانضمام لتلك التنظيمات تطور طبيعي للتخبط بين العنف والسلمية الذي تعيش فيه الجماعة حاليًا. من جانبة قال د. جمال عبد الستار، القيادي الإخواني، أن استخدام السلاح واجب، وأنهم يرفضون "السلمية مستشهدا بكلام حسن البنا مؤسس الجماعة، إن الجماعة لا توصف بالقوة إلا إذا توفرت لها قوة الوحدة والارتباط، ثم بعدها قوة الساعد والسلاح، فإذا غاب أحد هذه المحاور، فليست جماعة قوية مستحقة للتمكين، على حد قوله. وأضاف عبد الستار: "نعم لا توصف جماعة بالقوة إلا إذا توفرت لها هذه المعانى جميعا، فإذا غاب أحد هذه المحاور، أعنى العقيدة أو الأخوة أو الساعد والسلاح فليست جماعة قوية مستحقة للتمكين ولا آخذة بأسبابه". وزعم عبد الستار فى بيانه، الذى نشره على صفحته الرسمية على "فيس بوك"، أن جمهور العلماء أجمعوا على أنه لا يجوز للمسلم أن يُسْلم نفسه للقتل دون مدافعة، قائلا إنه لا يجوز الخلط بين المنهج السلمى فى نشر الدعوة وإعداد الأجيال وبين واجب الدفاع عن النفس والعرض، وأن الخلط بينهما من أسباب الخلاف والشقاق، وأشار إلى أن مشكلة الإخوان لا تكمن فى السلمية أو الثورية وإنما فى غياب الرؤية وتكلص الفكر وضيق الأفق، مضيفا:"قبل أن تحدثنى عن السلمية أخبرنى عن رؤيتك الشاملة، وقبل أن تحدثنى عن الثورية أخبرنى عن رؤيتك وعدتك وأدواتك ومنهجك". وشن جمال عبد الستار، هجوما على قيادات الجماعة الذين وصفوا شباب التنظيم بأنهم خالفوا منهج الجماعة، قائلا:" إن مَنْ يَقُل عن الشباب أنتم خالفتم المنهج، وأخطأتم الطريق فهو مجرم فى حق دينه وأمته، كائنا من كان". وزعم عبد الستار أن الذى لم يفهم أن الأمور تغيرت، وأن الواقع الجديد يحتاج إلى اجتهاد وفكر ومنهج جديد ورؤية جديدة، وإدارة جديدة مؤهلة وتستثمر الطاقات وتحشد الكفاءات، وتنتهز الفرص فى وقتها، لا مكان له فى أرض الصراع وإنما عليه أن يخلد للراحة.