على الرغم من عراقة تاريخ حزب الوفد، فإن الأزمات التى شهدها خلال الفترة الماضية كادت أن تفتك به وبعراقته التى تمتد إلى ما يقارب القرن من الزمان، بعد أن نشأ الحزب على يد الزعيم الراحل سعد زغلول، ومصطفى النحاس، ودار الزمان ليجلس السيد البدوى على نفس مقعد الراحلين، فى عام 2010، قبل أن ينهار حزب الوفد على يد الأخير خلال الفترة الراهنة. بدأت الأزمات تدب داخل حزب الوفد بعد أن كون شبابه مجموعة أطلقوا عليها «تمرد الوفد»، والذين اعترضوا بطريقة سلمية على تصرفات السيد البدوى، بعد قرارات الفصل المتعمدة فى حق العديد من الأعضاء الأصليين، وأحل محلهم عددا كبيرا من أعضاء شركة «سيجما» للأدوية والتابعة للبدوى، حتى يتأكد من عدم وجود معارضين له داخل الهيئة العليا أو داخل الجمعية العمومية. وبعد أن أعلن البدوى فصل عدد كبير من أعضاء الحزب القدامى وعلى رأسهم فؤاد بدراوى، وعصام شيحة، وشريف طاهر، ومحمد المسيرى، وعبدالعزيز النحاس، وياسين تاج الدين، تم الإعلان رسميًا عن تدشين «تيار إصلاح الوفد»، الذى بدأ عمله بإصدار أعضائه بيانا يطالبون فيه بتنفيذ ما جاء فى بنود مبادرة الرئيس السيسى، بعد أن اجتمع بهم فى قصر الرئاسة، وأسفر الاجتماع عن مبادرة لحل الأزمة، تتمثل فى عودة المفصولين من الحزب، وأن تكون انتخابات الهيئة العليا الحالية لمدة عام واحد، ويعاد هيكلة الجمعية العمومية، إلا أن الأزمة تفاقمت بسبب امتناع البدوى عن تنفيذ ما جاء فى تلك المبادرة. وقال فؤاد بدراوى، القيادى بتيار إصلاح الوفد، إن «التيار سيكون بمثابة الصداع فى رأس السيد البدوى، حتى رحيله، بعد أن أودى بحياة الحزب، بسياساته السيئة، وبعد أن خدع الجميع بتصرفاته، خصوصا بعد أن ضرب بمبادرة الرئيس السيسى عرض الحائط، فى الوقت الذى قبلنا فيه بكل بنود تلك المبادرة». وأضاف بدراوى، «البدوى سيشاهد ما سيقوم به تيار الإصلاح من تصعيد ضده خلال الفترة القادمة، فى القاهرة وفى كل محافظات الجمهورية، للتعريف بسياساته التى أطاحت بأكبر حزب سياسى فى مصر فى وقت حرج». من جانبه، أكد عصام شيحة، القيادى بتيار الإصلاح، «بعد تجاهل مبادرة الرئيس التى هدفت إلى رأب الصدع بين طرفى النزاع داخل بيت الأمة، سيبدأ أعضاء تيار الإصلاح، بعد جولاتهم المكوكية فى المحافظات، عقب سحب أعضاء التيار الثقة من البدوى، فى مؤتمر الشرقية السابق، سيبدأون فى التصعيد ومطالبته بالرحيل عن الحزب، ومواجهته بكل القضايا التى تطارده فى المحاكم، والمتعلقة بتوقيعه على شيكات بدون رصيد، بالإضافة إلى مواجهته بالأزمات الداخلية للحزب، والمتعلقة بنفاد خزينة الحزب من وديعته المالية، والتى كانت تحتوى على 93 مليون جنيه، إلى أن وصلت إلى ما يقارب 20 مليون جنيه فقط، ليتهم البدوى بإهدار أموال الحزب». وأضاف شيحة، ل«البوابة»، أن مطالب «تيار الإصلاح» تصاعدت، من مجرد تنفيذ مبادرة الرئيس، وعودة المفصولين، إلى المطالبة بإقصاء البدوى من منصبه، بعد إخفاقه فى إدارة شؤون الحزب وفصله عددا كبيرا من الأعضاء الأصليين، حتى أعلن الدكتور محمود أباظة، رئيس الحزب السابق، أن الوفديين الحقيقيين موجودون فى تيار الإصلاح، وأن أعضاء حزب الوفد الحاليين ليسوا وفديين. فى الوقت ذاته دشن تيار الإصلاح حملة أطلقوا عليها «ارحل.. مش عايزينك» على غرار حركة تمرد، التى طالبت الرئيس الأسبق محمد مرسى بالرحيل، حيث طالب أعضاء تيار الإصلاح السيد البدوى بالرحيل عن حزب الوفد، وهدد بعضهم بالاعتصام أمام مقر الحزب بالدقى حتى رحيل البدوى، إلى أن اتخذ أعضاء تيار الإصلاح مقرًا لهم بشارع التحرير على بعد 100 متر فقط، من المقر الرئيسى للحزب، وبدأوا حملات التصعيد ضد البدوى.