قالت رئيس قسم بحوث طب المجتمع بالمركز القومى للبحوث آمال مختار متولي إنه سيتم رفع نتائج وتوصيات مشروع "تغيير الجوانب السلوكية المؤدية لتوطن الالتهاب الكبدي الفيروسي (سي) باستخدام الأدوات التثقيفية متعددة الوسائط" لوزير الصحة لإدراجها في الخطة التنفيذية للقضاء على توطن التهاب الكبد الفيروسي سي في مصر. وأوضحت متولي - في تصريح اليوم الثلاثاء، إن المشروع استمر على مدى خمس سنوات ونفذه المركز بالتعاون مع وزارة الصحة واللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بمصر وبدعم من صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية، مشيرة إلى أنه تم التوصل إلى نتائج تساهم في القضاء على توطن التهاب الكبد الفيروسي سي، واستعانت وزارة الصحة ببعض الأبحاث المنشورة والمستخرجة من نتائج المشروع أثناء وضع خطة العمل الإستراتيجية القومية للتواصل والتغيير السلوكي لمصر خلال السنوات الخمس من 2014 وحتى 2018. وأكدت أن زيادة الوعي حول الالتهاب الفيروسي سي أمر ضروري لمنع انتقال المرض للآخرين مثل التشخيص المبكر الذي يوفر أفضل فرصة للحصول على الدعم الطبي الفعال، حيث إن عدوى فيروس التهاب الكبد الفيروسي سي تشكل مشكلة صحية رئيسية في مصر وتلعب الجوانب السلوكية دورا حاسما في توطن هذا المرض. وأشارت إلى أن المساهمة في الحد من الانتشار الكبير لهذا المرض في مصر يتوقف على تحديد أولويات السلوكيات الخطيرة ومستوى الوعي المجتمعي وإنتاج أدوات تعليمية تثقيفية متعددة الوسائط وملائمة لمتطلبات المجتمع المصري واختبارها لرفع مستوى الوعي نحو هذا المرض لدى المهنيين، وكذلك لدى فئات المجتمع المختلفة. وأشارت إلى أن المشروع نفذ على ثلاث مراحل، الأولى بدأت بتحديد وترتيب أولويات السلوكيات المحفوفة بالمخاطر واستكشاف الممارسات الجديدة الناشئة التي تتعلق بالعادات المصرية التي قد تؤدي إلى انتقال فيروس سي، وهي دراسة مقطعية تألفت من 500 حالة تم اختيارها عشوائيا من مراكز ووحدات علاج فيروس التهاب الكبد سي التابعة لوزارة الصحة في سبع محافظات مصرية، حيث تم أيضا تقييم وتحديد أثر التهاب الكبد الوبائي سي النفسي والاجتماعي وتمت دراسة السلوكيات الخطيرة في بنوك الدم في المحافظات. وأضافت أن المرحلة الثانية كانت دراسة استقصائية قومية موجهة إلى عينة مكونة من 1200 أسرة معيشية، و500 مشارك من مقدمي الرعاية الصحية الرسميين وغير الرسميين، لتقييم مستوى الوعي فيما يخص مختلف نواحي مرض الالتهاب الكبدي سي. أما المرحلة الثالثة، فقد تم فيها تقييم مواد سلوكيات الحد من المخاطر والوعي الخاصة بالالتهاب الكبدي الفيروسي سي المتاحة في مصر مثل الملصقات والمنشورات والكتيبات والنشرات وتحديد الثغرات الخاصة بهم. وأكدت أن الثغرات التي تم تحديدها كانت هي حجر الأساس لوضع إستراتيجية التواصل من أجل القضاء على التهاب الكبد الفيروسي، وبناء عليه، تم إنتاج أدوات تعليمية وإعلامية متعددة الوسائط استهدفت السلوكيات الخطرة بالمجتمع المصري ونقاط الضعف في الوعي المستنبطة في المرحلة الأولى والثانية على التوالي، مشيرة إلى أنه تم تطبيق وتقييم هذه الأدوات على 2992 مشاركا من 374 من المجموعات النقاشية في الأماكن والمحيطات العامة وأماكن الرعاية الصحية. وأوضحت أن المواد التعليمية والوسائط المتعددة التي تم إنتاجها كانت ملائمة لثقافة المجتمع وتقدم المعلومات بطريقة سهلة الفهم، وبلغة غير طبية، لافتة إلى أن المواد الترويجية شملت أربعة كتيبات عربية لرفع الوعي لدى الجمهور حول "كيف تحمي نفسك من الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي" و"كيف نتعايش مع التهاب الكبد" و"كيف ندعم مريض التهاب الكبد " و"إجراءات مكافحة العدوى للعاملين بالمجال الصحي". وذكرت أن المواد الترويجية تضمنت كذلك إنتاج تسعة أفلام رسوم متحركة ثلاثية الأبعاد باللغة العربية لرفع الوعي حول التهاب الكبد، وطريقة انتشار العدوى، والممارسات السلوكية الخاطئة، وكسر وصمة العار الاجتماعي المصاحبة لالتهاب الكبد سي، وأغنية عن الوقاية من الإصابة بالتهاب الكبد.