وقفوا جنبا إلى جنب.. بروح واحدة.. بفكرة واحدة.. 5 شباب و3 فتيات.. عقدوا العزم على مواجهة التحرش على طريقتهم الخاصة.. ليصححوا مفاهيم مجتمعية مغلوطة، لدى الفتيات والشباب.. إمكاناتهم بسيطة لا تتجاوز تواضع أحلامهم.. لم يجدوا من يحتضن مبادرتهم إلا صفحة على «فيسبوك»، يعبرون فيها عن آرائهم ومعتقداتهم، ويخلقون من خلالها حالة من الجدل البناء، من خلال تقديمهم لنصائح تحد من الظاهرة التى تفشت فى السنوات الأخيرة. «متعبرهاش».. للوهلة الأولى توحى الكلمة بمعنى سلبي، يحمل فى مضمونه تحقير الفتاة وتجاهلها والحط من شأنها، لكن مؤسسى الحملة اختاروا اسما مميزا ومختلفا وقد يكون «مستفزا» - حسبما يرونه - لما فيه من جاذبية تدفع المتلقين إلى التفاعل معهم والانضمام لهم، لكن الحملة التى لاقت إعجاب أكثر من 135 ألف مشترك، تكمن أهدافها فى الدفاع عن الفتيات وحقوقهن، والتصدى لمحاولات التحرش بهن، وإيذائهن لفظيا وجسديا، وتقديم النصح لهن بكيفية حماية أنفسهن فى حال تعرضهن للحرش، بالإضافة إلى رفضهم التعميم بأن جميع الرجال متحرشون. هشام سيد، مؤسس الحملة، طالب فى كلية التربية الرياضية، استفزته زيادة حالات التحرش التى تزيد يومًا عن يوم، بحيث يرى أن الفتيات والشباب شريكان فى استفحال الظاهرة، وكليهما عليه مسئولية اجتماعية تجاه الآخر، يقول: «البنات والولاد، عليهم مسئولية كبيرة تجاه بعض، فلو البنات لبست محترم وطويل ومكنتش ملفتة، مش هتواجه انتقادات على لبسها وشكلها ومش هتتعرض للتحرش، رغم أنى شايف إنه مش من حق أى حد يقيمها ولا يتحرش بيها مهما كانت لابسة، وفى نفس الوقت منقدرش نعمم إن كل الشباب متحرشين، لأن فى شباب محترمين وبيدافعوا عن البنت لو اتعرضت لأي موقف فيه أذى ليها».