سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هل يتحول الصعيد إلى سيناء جديدة؟: الصناعات "محلك سر" ولا أحد يتحرك.."عبده": يفتقر لأبسط الإمكانيات.. "أبو الفضل": 32 منطقة صناعية لا تعمل.. "رضوان": الميزانيات حبر على ورق.. و"الشرقاوي": الروتين السبب
يعاني الصعيد، وخصوصا المناطق الصناعية به، من الإهمال المتتالي، وأسفر ذلك عن بُعد المستثمرين عن وضع أموالهم فيه، وزيادة نسب البطالة بين شبابه، وتدني مستوى المعيشة، وقابلية مواطنيه إلى اعتناق الأفكار المتطرفة نتيجة عزوف الحكومات عن تنميته، وهو الوضع الذي يهدد بسيناريو سيناء، الذي أدى إهمالها منذ عقود إلى الوضع الكارثي الذي تعاني منه اليوم. في السطور التالية نستعرض آراء خبراء عن الصعيد وأسباب بعد الاستثمار عن هذا الإقليم. يقول الخبير الاقتصادي رشاد عبده، الخبير الاقتصادي إن الصعيد يفتقد أبسط مقومات الصناعة، على الرغم من أهميته كمنطقة سكانية، وضرب مثالا بأن طرق الصعيد فردية لا يوجد بها ازدواج. ويضيف عبده أن منطقة الصعيد تحتاج إلى العديد من الخدمات كالغاز والبنية التحتية وغيرها، لأننا لا يمكننا الحديث عن صناعة دون توفير طاقة تدير مصنع وكفاءة عقلية وبشرية قادرة على الإدارة المهنية الجيدة. وطالب عبده الحكومة بان تضفى المميزات على الصعيد لجعله منطقة جذب صناعي لرجال الأعمال والمستثمرين، عن طريق تقديم العديد من التسهيلات وتوفير مقومات الصناعة هناك، وأشار عبده إلى أن إهمال الحكومة لمنطقة الصعيد عاد بمشاكل على المجتمع. من جانبه، قال محمد أبو الفضل، المنسق العام لنادي صعيد مصر، والأمين العام لحزب "نصر بلادي"، إن مداخل الاستثمار في مصر كانت ولا تزال تعاني العديد من المعوقات التي تعرقل عمل المستثمرين في منطقة الصعيد. وأضاف أبو الفضل أن المناطق الصناعية في الصعيد بلغ عددها نحو 32 منطقة صناعية خلال السنوات الماضية، إلا أنها لاتزال تعاني من نقص المرافق والخدمات والبعض منها يعاني من انهيار البنية التحتية. وذكر أبو الفضل أن هناك أسبابا لضعف مقومات الصناعة في مناطق الصعيد، أهمها التكاليف الباهظة للضرائب العقارية في استثمار مناطق الصعيد، وعدم إعفاء الحكومة المستثمرين من ضرائب الغرف التجارية والصناعية، وتكاليف النقل المرتفعة بسبب اختيار المناطق الصناعية في أماكن نائية في الصحراء. كما أشار أبو الفضل إلى أن منطقة الصعيد منذ وقت بعيد أصبحت طارة للسكان عن طريق الهجرة الداخلية والخارجية التي يعود سببها الأول إلى أن الحكومة تولي اهتمام كبير لمستثمري الوجه البحري عن القبلي. وأكد أبو الفضل، أن الحل لمشكلة تحول مناطق الصعيد الصناعية لخرابات هو تجهيز الحكومة للمناطق الصناعية هناك عن طريق تهيئتها بشكل مناسب لجذب المستثمرين، وإزالة جميع المعوقات أمامهم وتطوير المرافق، وتشجيع الشباب على العودة للصعيد مرة أخرى لانهم يعتبرون إمكانات بشرية في غاية الأهمية. وأوضح أحمد رضوان، مدير عام اتحاد الاعلاميين العرب، أن الروتين هو المسئول الأول عن تحول مناطق الصعيد الصناعية إلى خرابات، حتى أضحت لا يوجد بها صناعات على ارض الواقع. وأضاف رضوان أن أغلب الصناعات هناك يدوية، ويأتي ذلك على طريق معكوس، ولا تجدي تلك الصناعات نفعا على مستوى الاقتصاد ولا تمثل حلا لمشكلة البطالة. واستنكر رضوان الحديث الإعلامي عن عقد المؤتمرات وتخصيص الميزانيات لمناطق الصعيد، قائلا إن مثل تلك الأمور لا يوجد لها أساس على أرض الواقع، وأضاف أن رجال الأعمال والمستثمرين يعرفون ذلك جيدا. كما أكد رضوان أن للإعلام دور هام في القضية إذا أعلن عن المناطق التي تستطيع استيعاب المشاريع المهمة التي تحتاجها الدولة، كما يجب على الحكومة عمل دورات تثقيفية لجذب المستثمرين للصعيد. من جانبه، أشار محمد الشرقاوي، الأمين العام لاتحاد الاعلاميين العرب، إلى أن هناك عزوفا من جانب رجال الأعمال عن مناطق الصعيد بسبب الإهمال الذي يواجه المناطق الصناعية هناك، ويعتقد رجال الأعمال أن مناطق الصعيد غير جاهزة للاستثمار. وأكد الشرقاوي أن البيروقراطية في العمل والتي تتطلب العديد من الموافقات واحالة الاوراق للقاهرة أمر يجعل الاستثمار في الصعيد أمر شاق للغاية، ويهدر الكثير من الوقت والمال دون جدوى واضحة. وأضاف أن المستثمر يجد في الصعيد عقبات أقوى تتعلق بدرجة الوعي لدى الأهالي وقلة وعي الشباب في الانخراط في العمل الخاص وتفضيل العمل الحكومي. وانتقد الشرقاوي ما يقال عن أن الصعيد بؤرة للإرهاب، قائلًا إن هذا الكلام غير صحيح تمام، ولو فرض جدلًا حقيقته فالدولة هي المسئولة عن ذلك.